السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

رائعة الكوبي غييرمو كابريرا.. «ثلاثة نمور حزينة» في فضاء العربية

غلاف الرواية
7 أغسطس 2020 01:16

محمود إسماعيل بدر (الاتحاد) 

لم يكن ذلك مخفياً على أحد، ذلك الشغف العنيف بثيمة «المنفى»، في معظم روايات الكاتب والروائي والنّاقد الأدبي الكوبي غييرمو كابريرا إنفانتي (1917 - 2005)، وبخاصة في روايته «ثلاثة نمور حزينة»، الصادرة مؤخراً عن دار المدى، بترجمة عربية أولى عن الإسبانية، للمترجم العراقي بسام ياسين البزاز. 
ورواية «ثلاثة نمور حزينة»، التي كان اسمها في الأصل «النمور الثلاثة المحاصرون»، ومنعت من قبل الحكومة الإسبانية، ولم تجد طريقها إلى النّشر إلا في عام 1967، هي واحد من أجرأ وأهم أعماله، التي كرّسته كاتباً روائياً أصيلاً، وقد نحى فيها بعيداً عن تقليديات الرواية الأوروبية، إلى عمل أدبي رفيع يقوم على مجموعة لامتناهية من «المونولوجات»، بعضها محكي، وبعضها مكتوب، وكذلك على رسائل ويوميات خاصة، وعلى اعترافات غير بريئة، وخطاب سياسي واضح المعالم، وفيها الكثير من الحنين إلى مدينته الأثيرة «هافانا»، حيث يتحدث بأسى بالغ عن المنفى والاستلاب والاغتراب الداخلي، وذلك بعد أن أجبر على العيش منفياً في لندن منذ العام 1965، ما يستدعي القول في السياق: إذا كان ماركيز الكولومبي، وبارجاس بوبا البيروفي، وكورتاتار الأرجنتيني، وكارلوس المكسيكي، وسواهم من كتاب أميركا اللاتينية، قد أحدثوا ثورة في عالم الرواية، موجهة إلى لغتها ومضمونها وهيكليتها، فإن الأمر مختلف لدى كابريرا، فما عاد الأمر سرداً خيطياً، قوامه بداية وعقدة وحل، بل خرج عن كل تسلسل وضرب بكل هيكلية، حتى لم يعد سرداً خالصاً، بل أطلعنا عاشق الكتابة على جديد الخيال السحري والتاريخي والميتافيزيقي والفانتازيا، ولعل هذا ما جعله واحداً من أهم كتاب أميركا اللاتينية على هذا الصعيد.

  •  غييرمو كابريرا إنفانتي
    غييرمو كابريرا إنفانتي

يصف غييرمو كابريرا، روايته هذه بقوله: «هي نكتة تقع في 500 صفحة، مليئة بالجناس والكلمات المركبة من حروف كلمات أخرى وكلمات معكوسة، كما تغص بالمتناقضات واللعب بذكاء على الكلمات وعلى الأرقام، باللغتين الإنجليزية والإسبانية، وحتى على الأخطاء الإملائية التي تسمح بفرض منطقها الخاص، وتأتي في سياقات خاصة لما يقال وما يفعل». 
وفي مسيرة كابريرا، الحائز جائزة «سيرفانتس» للرواية عام 1997، روايات رائعة، بل تحف أدبية، عدها النقاد من أجمل أيقونات أدب القرن العشرين، ومن ذلك روايته التي صاغها عام 1970 بعنوان «هافانا من أجل طفل راحل»، ومن بين أكثر من 15 كتاباً، يلفت كتابه بالإنجليزية «دخان مقدّس» الأنظار، حيث يروي فيه، وبرمزية شديدة الخصوصية، قصة التّبغ في كوبا، ويصف فيه سحابات الدّخان المتعالية، وكذلك روايته «المدينة الضائعة» عن وصف الحياة في هافانا.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©