الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«كُتّاب الإمارات» يقرأ التجربة الإبداعية لـ ثاني السويدي

«كُتّاب الإمارات» يقرأ التجربة الإبداعية لـ ثاني السويدي
28 يوليو 2020 01:48

محمد عبدالسميع (الشارقة)

أكّد نقاد وأدباء الأثر الإبداعي والتجديدي الذي تركه الروائي والشاعر الإماراتي الراحل ثاني السويدي، وقالوا في ندوة نظّمها اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، وأدارها الأمين العام للاتحاد الدكتور محمد بن جرش: إنّ السويدي تميّز بنزعة وجوديّة في جملته النثرية المحتشدة بالصور المدهشة والتساؤلات القويّة، كما أسس لكتابة جديدة في عالم الرواية والشعر.
وتحدث الناقد د. أحمد برقاوي عن شعر السويدي غير المألوف لدى النقّاد، والناتج عن عبثيّة الوجود، مناقشاً ثلاث أدواتٍ شعرية لديه، وهي: الاغتراب، والعبث، والموت، وقال: إنّ الراحل كان منتمياً إلى وجوديّة سارتر، وكان مهوساً بمواجهة الموت، من خلال القطع الأدبيّة المميزة التي نستشفّ منها أنّ العالم عنده أسمى من المعنى البيولوجي للذات، فكان شاعراً ممتلئاً بالتمرّد.
وقرأ برقاوي وصايا السويدي الرائعة في ثوب أدبي، معايناً حالة العدم التي لم تكن وهماً، كما وقف برقاوي على صورة الخراب والجبال والبحر والسقوط وشوارع المدينة وأرصفتها والنمل والنساء وحضور الشاعر ذاته، ومشهد الموت الذي كان عنصراً مهماً من عناصر خطابه الشعري.
وقال برقاوي: إنّ السويدي كان واحداً في كتابته وسلوكه، ولذلك كان الظلام والانطفاء حاضراً في أسئلته التي لا تشبه أسئلة الآخرين.
وقدّم الأديب نجيب الشامسي شهادةً إبداعيّةً حول السويدي، مستعيداً معرفته به، وخصوصيّة فكره المتمرّد، ليس فقط على الشعر والأفكار الكلاسيكيّة، بل على مناحٍ متعددة في خطابه الاستشرافي، وتحدث الشامسي عن طفولة السويدي، وتأثره بشخصيّة والده، متناولاً فترة عضويته في نادي الشطرنج في رأس الخيمة، وتأثره بالبيئة التي يسكنها والطبيعة التي تحيط به، وقال: إنّ السويدي درس الاقتصاد وضحّى بوظيفته في القطاع المصرفي، وذهب باتجاه العمل الثقافي والإعلامي في جريدة الاتحاد، ليكون قريباً من مساحة الكلمة والإبداع.
وتحدث الشاعر عبدالله السبب عن قصيدة النثر في الإمارات، متناولاً الجيل الذهبي في ثمانينات القرن العشرين، وقال: إنّ السويدي أحد مؤسسي قصيدة النثر الإماراتية، بما له من بصمة ولغة وجملة شعرية فريدة، وتطرق كذلك إلى مفردة الموت عند السويدي التي كانت حاضرةً بشاعرية واثقة من أنفاسها وشفافية بوحها، مستعيداً منذ عشرين سنة وصيّته عبر قصيدة «الأشياء تمرّ»، التي كانت العمود الفقري لديوان حمل العنوان ذاته عام 2000، كما أوصى بجمع قصائده من المجلات، وتضمينها كتاباً يضمّ أعماله الكاملة.
وقدّم الناقد عبدالفتاح صبري إطلالةً على الجيل الذي انتمى إليه السويدي، وامتاز بإحساسه نحو المستقبل، واستشعار مراحل مقبلة في المجتمع، ذاكراً الشاعر الراحل حبيب الصايغ أيضاً في هذا المجال.
وتحدث صبري عن رواية «ديزل» التي كانت مثار جدل بين الرفض والقبول، ككتابة مغايرة خلقت إشكاليات وشكّلت انعطافةً في مسيرة السرد الإماراتي، علاوةً على ما اكتنزت به من الجماليات في ميل واضح نحو التجريد، وخروج عن السائد في مجال الرواية الإماراتية، فكانت رواية مكانية وشخصيّة، واهتمت بالتغيرات التي لحقت بالإنسان جراء الحداثة والتقنيات، كمقاربة بين ما هو واقع وما هو حاصل في المستقبل.
وقدّم الأديب والتشكيلي محمد المزروعي مداخلةً عن الأدباء الرواد في الإمارات، وقال: إنّ رواية «الديزل» تستحق أن تكون علامةً فارقة في الرواية الإماراتية، مقارنةً بالروايات «الحكائيّة» العربية، فهي مفتاح نقدي للكاتب الإماراتي، ودعا المزروعي إلى قراءة النص الروائي من منظور شعري وتشكيلي، بما يوسع الفهم ويثري في النهاية من مضمون النقد.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©