الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

الجوائز الإماراتية.. ارتقاء بالفكر واحتفاء بالمبدعين

الجوائز الإماراتية.. ارتقاء بالفكر واحتفاء بالمبدعين
4 يوليو 2020 00:23

محمد نجيم (الرباط)

تعتبر الجوائز الثقافية والعلمية الإماراتية؛ إحدى أهم العوامل للنهوض بالمستوى الثقافي العربي والعالمي. وأكد عدد من الكُتّاب والنقّاد والأدباء العرب أن هذه الجوائز في مسيرة التطوير والنهوض بالحقل الثقافي والعلمي في العالم العربي والعالم، وأشاروا في حديثهم لـ«الاتحاد» إلى أن الإمارات تحمل إرادة ورغبة قويّة في دعم المعرفة الرفيعة والثقافة الهادفة.

بداية يقول الدكتور عبدالرحمن التمارة، المرشح لجائزة الشيخ زايد للكتاب، فرع الفنون والدراسات النقدية، عن كتابه «الممكن المتخيّل: المرجعية السياسية في الرواية»، إن الحديث عن تجربة الجوائز الثقافية والعلمية في دولة الإمارات العربية المتحدة، هو حديث عن فعاليات نوعية تؤكد رغبة المؤسسات الثقافية، المدعومة بتصوّر معرفي وسياسي مُنتج، في تفعيل الرؤية الاستراتيجية التي تتبناها الدولة ومؤسساتها المختلفة الداعمة للثقافة للارتقاء بالفكر والنقد والإبداع. ولهذا فالجوائز الثقافية تبيّـن المكانة النوعية التي يحتلها الإنتاج الثقافي بأنواعه المختلفة، وتأثيره المتميز أثناء الإنتاج والتداول والاستهلاك، ودوره في بناء الإنسان بناءً ثقافياً نوعياً يفضي للتفكير في حاضره دون نسيان لمستقبله. وأضاف الدكتور التمارة: «ضمن هذا السياق يمكن النظر إلى الجوائز الثقافية المتنوّعة التي تمنحها دولة الإمارات العربية المتحدة، بوصفها جوائز داعمة لوجود ثقافي وعلمي نوعي في الجغرافية العربية والعالمية. إنّه الوجود الذي يُبلور تفاعلاً إنسانياً وقيمياً أساسه الفكر والفن والمعرفة، فيتقوَّى إيمان الباحث والناقد والفنان.. وتتجدَّد رغبته في تحقيق الإنتاج المعرفي، أو إنتاجه برؤية جديدة».  

اعتزاز وفخر
وتقول الكاتبة والناقدة المصرية اعتدال عثمان: تكتسب الجوائز التي تمنحها دولة الإمارات أهمية كبيرة في واقعنا الثقافي العربي، فإلى جانب القيمة المادية المعتبرة التي تقدمها، تحمل في المقام الأول قيمة معنوية، يفتخر بها الحاصلون عليها، وتأتي في مقدمتها «جائزة الشيخ زايد للكتاب»، إنها تحمل قيمة استثنائية للفائزين بها، إذ تعد تتويجاً لرحلة الفائز المعرفية والإبداعية، وهو أيضاً تقدير له مكانة خاصة، إذ يحمل اسم الراحل الكبير الذي يسكن وجدان الأمة العربية. وكذلك نجد أن جوائز «العويس الثقافية» فاز بها رواد وأعلام في مجالات الإبداع الأدبي والفكري والعلوم الإنسانية. وهناك أيضاً «جائزة الشارقة للإبداع العربي، الإصدار الأول» الموجهة لتحفيز طاقات الإبداع المتجدد لدى شباب الكُتاب من جميع الدول العربية. والحقيقة أنني أتحدث هنا ليس من موقع المثقف المتابع فحسب، ولكن أيضاً من موقع المشاركة خلال السنوات الماضية في عدد من لجان التحكيم، وقد تابعت عن قرب الأثر الإيجابي لدى الفائزين وما يتركه الفوز في نفوسهم من اعتزاز وفخر. 
 
قبلة مهمة للفن والثقافة 
من جانبها، ترى الروائية السعودية أميرة المضحي أن الجوائز المرموقة التي تقدمها الإمارات غيرت خريطة الجوائز ليس من حيث تكريم الإبداع ومكافأة المبدعين فقط بل تعدت ذلك أيضاً إلى التأثير الثقافي الشامل والترويج للكاتب العربي وتكريمه بما يليق به، كما أثرت أيضاً في حركة النشر والتوزيع والمقروئية على مستوى العالم العربي. دولة الإمارات تمنح أهم الجوائز منها جائزة الشيخ زايد للكتاب بفروعها المتنوعة، والجائزة العالمية للرواية العربية البوكر التي غيّرت الكثير من قواعد اللعبة في النشر والتوزيع والترجمة. ولأن اللحظة الثقافية في الإمارات راسخة ومُؤثرة فالأمر؛ لا يقتصر على الجوائز؛ ففي الإمارات الآن اثنان من أهم معارض الكتاب على مستوى العالم هما معرض الشارقة الدولي للكتاب، ومعرض أبوظبي الدولي للكتاب، وكذلك الفعاليات الفنية والثقافية التي تقام طوال العام في عدد من المدن، وعلى سبيل المثال مهرجان طيران الإمارات للآداب، ومهرجان الفجيرة الدولي للفنون ومهرجان هاي أبوظبي وغيرها من الفعاليات الثقافية. ودولة الإمارات الآن قبلة مهمة للفن والثقافة في العالم العربي.

دينامية ثقافية 
ومن جانبه، يقول الشاعر والناقد المغربي صالح لبريني: إن الإمارات ترسخ دينامية ثقافية في العالم العربي، والسبب يعود في المقام الأول إلى الساهرين على الشأن الثقافي، لأن الأمر متعلق بمشروع دولة هاجسها الأول والأخير هو خلق حياة ثقافية متميّزة وذات فعالية يكون لها الأثر الجلي في الإنسان الذي يشكل قطب الرحى في أي تنمية. ولعل مظاهر هذه العناية تتجلى في إنشاء الدولة مؤسسات ثقافية تحتفي بالحياة والجمال، ومعارض الفنون التشكيلية التي تجسد خير تعبير عن السياسة السليمة المتبعة من لدن مدبري الشؤون الثقافية، وما الجوائز التي جعلت الإمارات قِبْلة لكل المثقفين والفنانين والروائيين والتشكيليين والشعراء والأدباء من مختلف الأقطار العربية إلا صورة حقيقية تعبّر عن تلك الحيوية.
أما الناقد والمفكر والأكاديمي المغربي الدكتور حسن المودن فيقول: لا يمكن لأي ملاحظ اليوم إلا أن يستحسن الجوائز التي خصصتها دولة الإمارات للإبداع الأدبي والفني؛ فهي  تشكل بلاشك حافزاً مهماً يشجع على الإنتاج ويفتح قنوات جديدة للقراءة والتلقي، خاصة إذا أخذنا بعين الاعتبار وضعية الأدب والقراءة والكتاب في أغلب بلدان العالم العربي. وبهذا، وبغيره، لا يمكن إلا أن نسجل الدور الإيجابي الكبير الذي تؤديه هذه الجوائز من دولة الإمارات في النهوض بالأدب العربي كما في التنمية الثقافية بصفة عامة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©