عدد اليوم
محمد عبدالسميع (الشارقة)
أكّدت الندوة الافتراضيّة التي نظّمها اتحاد كتاب وأدباء الإمارات حول «تواصل أجيال الكتابة»، مساء أمس، أهميّة أن يفطن المبدعون الشباب إلى النقد الحقيقي، بالتواصل الجاد والاطلاع والثقافة، دون الاستعجال في الكتابة طلباً للشهرة.
وانطلقت الندوة، التي استضافت الأديبين الإماراتيين الشاعر أحمد العسم والقاصّة صالحة غابش وأدارتها الأديبة شيماء الحوسني، من أنّ تجربة الكُتّاب والشعراء القدامى، والذين اختمروا ظروف الكتابة وإرهاصاتها، وكانت لديهم أدواتهم الموضوعيّة، هي تجربة جديرة بأن يستلهمها شبابنا الذين ربما يُخدعون على وسائل التواصل الاجتماعي بآراء لا تعبّر عن النقد الواعي الذي يوجّه المسارات عن بُعد، دون إنكار الموهبة التي يمكن أن تكون مشروعاً إبداعياً يُشار إليه بالبنان.
وقال الشاعر العسم، الذي سرد تجربته في تأسيسه، ونفر من الأدباء، الهيئة الإبداعيّة «جماعة الشحادين»، وعضويته في عدد مهم من المنتديات والجمعيات الثقافية، إنّ العلاقة الحميمة بين الكتّاب المكرّسين والكتّاب الشباب تدفع باستمرار التجارب الجديدة، التي هي ضرورية لبقاء الإبداع، متمثلاً بتجربته مع أمين عام اتحاد كتاب الإمارات الشاعر الراحل حبيب الصايغ، والشاعر الراحل أحمد راشد ثاني.
وتحدث العسم، الذي ألقى عدداً من قصائده الفصيحة والعاميّة، عن اهتمامه بالتفاصيل وعنايته باليومي المبني على التأمل في مروره على المكان، كالسوق والمقهى والبحر، وهو ما رآه ضرورياً جداً لكتابة اليوميات، داعياً الكتاب الشباب إلى التأني في إصداراتهم وإعطائها فترتها اللازمة لتكون رشيقة بالمعنى الإبداعي. ورأى أنّ الساحة الأدبية تتسع لكل أنواع الشعر وأشكاله، اعتماداً على ما للتنوع والتعدد من ثراء في النتاج الأدبي. ودعا العسم إلى النقد الإيجابي، دون تنفير الأدباء، أو التقليل من أهميّتهم.
ورأت الأديبة غابش أنّ جيلها كان محظوظاً، باعتبار العمل الثقافي كان طريقاً جاداً يستلزم الاستمرار فيه القراءة واتساع الآفاق وقراءة التجارب العربية والعالمية، دون أن يكون الهدف للشهرة فقط، خاصةً أنّ الأديب كان معنياً بالتأثير في مجتمعه وإيصال رسالته التي يؤمن بها. واعتبرت أنّ انتشار التكنولوجيا أمام الجيل الجديد في الكتابة هو سيفٌ ذو حدين، بسبب شيوع المجاملات والقفز السريع، وعدم تقبل النقد الحقيقي.
وتمثّلت غابش بأدباء عرب أثّروا في تجربتها، متحدثةً عن ظرف لم يكن متاحاً فيه الكثير من الفرص لإبداع المرأة، ذاكرةً الكاتب علي أبو الريش، وحبيب الصايغ، وآخرين شجعوا الكتاب الجدد على الكتابة.
شارك في الحوار الأمين العام للاتحاد محمد بن جرش، والأديب عبدالله صقر، اللذانِ قدّما مداخلات حول الندوة.
