الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

إعادة بناء جامع النوري بالموصل.. رسالة الإمارات: الإعمار والبناء والتسامح والتعايش

إعادة بناء جامع النوري بالموصل.. رسالة الإمارات: الإعمار والبناء والتسامح والتعايش
25 يونيو 2020 00:14

يحفل العراق من جنوبه إلى شماله بمواقع أثرية أصيلة، منها الجوامع والمساجد والكنائس والأديرة وبقية أشكال المعابد الأخرى، وكان هذا الثراء مدعاة حسد وغيرة ناشطين حوله، وعندما اجتاح العراق الاحتلال الداعشي الكريه ونشوء معركة الموصل سنة 2014، وسقط (جامع النوري) بيد تنظيم «داعش»، بل وسقطت مدينة الموصل وضواحيها بيده، وجد هذا التنظيم في جامع المدينة الكبير فرصة له لكي يطلق صوته عبره، فارتقى زعيم التنظيم أبوبكر البغدادي منصة الجامع وخطب فيه خطبته المنحوسة في يوليو 2014 وسط حزن أبناء الشعب العراقي على تلك الفاجعة.
وكان جامع النوري قد بني في سنتي 1172م والسنة التالية لها، في زمن نور الدين زنكي 1118م 1174م في القرن السادس الهجري، وهو ثاني جامع يبنى في الموصل بعد الجامع الأموي، بمساحة وصلت إلى 5850 متراً مربعاً، وهو يضم قبة واحدة وخمس مآذن ارتفاع كل واحدة منها وصل إلى 55 متراً، وكانت مواد البناء فيه من الجص والحلان والرخام المهندم والحجارة.
ويعد تدمير تنظيم «داعش» الإرهابي لجامع النوري عام 2017 عملاً إجرامياً شنيعاً بحق التراث الديني والحضاري والإنساني، حيث أثار تفجير الجامع والمنارة ردود فعل سلبية عالمية وعربية وعراقية كشفت عن حجم الإساءة إلى التراث عامة والتراث الديني خاصة، وإلى حق الشعوب في التمتع بماضيها والاستفادة من معطيات وقيم وجماليات التراث الإنساني. 

إحياء روح الموصل 
تنبهت المؤسسات الدولية إلى حجم المأساة التي تعرض لها جامع النوري ومنارته الحدباء وما وقع من تدمير كامل لهذا الأثر الذي امتد تاريخه لقرون طويلة، ولكن التنظيمات الإرهابية لا ترعى للأشياء حقوقها ولا كرامتها، ومن هذه المؤسسات كانت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو» إذا أعلنت في يوم الأربعاء 11 سبتمبر2019 عن إعادة إعمار جامع النوري في مدينة الموصل العراقية، وخطة إعادة إعمار الجامع التي أعلن عنها للمرة الأولى عام 2018 جزء من مشروع لليونسكو بتكلفة 100 مليون دولار لإعادة إعمار تراث الموصل تحت عنوان «إحياء روح الموصل».
وإعادة بناء المعلم الأهم في الموصل (جامع النوري)، رسالة واضحة في أهمية البناء الحضاري، وقد تبنت دولة الإمارات العربية المتحدة بالشراكة مع «اليونسكو» دعم إعادة بناء الجامع ومأذنته، بالإضافة إلى دعم الإمارات أيضاً إعادة إعمار كنيسة الطاهرة التي يبلغ عمرها نحو 800 عام والتي تقع في منطقة ميدان بمدينة الموصل القديمة، وكنيسة الساعة المعروفة أيضاً باسم كنيسة سيدة الساعة.
ويعكس التعاون بين دولة الإمارات و«اليونسكو» في هذا الشأن اهتماماً بالغاً من الطرفين باستعادة المواقع التراثية والثقافية بمدينة الموصل العراقية، وجاءت الاتفاقية الموقعة بين الجانبين في إطار «عام التسامح» الذي أطلقته دولة الإمارات شعاراً لعام 2019، وهو تجسيد للنهج والرسالة الإماراتية الداعية إلى قيم التعايش والتسامح والحوار والعيش المشترك والانفتاح على الآخر من مختلف الثقافات.
وقد باشرت الإمارات دورها العملي ودفعت بالبنية اللوجستية إلى مدياتها الفاعلة واتسمت خطواتها بكل جدية ورصانة بالتهيئة للدخول إلى ميدان العمل في الموقع المذكور بحزم وعزيمة وصدق رغم كل التحديات الموجودة، ورغم أن خطورة التنظيم الإرهابي «داعش» لا تزال قائمة لكن الإصرار على إعادة البناء والإصلاح هي في مقدمة الهمة الإماراتية التي تحترم في الإنسان قيمته وتراثه وتاريخه.
وفي جولة لنا في مدينة الموصل استطلعنا آراء العراقيين الذين عبروا عن شكرهم وفرحهم بالتوجه الإماراتي بتجديد بناء الجامع وإخراجه بصورة جديدة تحفظ له هيبته ومكانته.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©