الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

سهيل فرح: لا أملك غير عقلي وقلمي

سهيل فرح: لا أملك غير عقلي وقلمي
25 يونيو 2020 00:14

 البروفيسور «سهيل فرح» لبناني الأصل، روسي الجنسية، أحد أبرز الوجوه الأكاديمية والفلسفية على الساحتين العربية والروسية على مدى العقود الماضية، والحاصل على وسام روسيا للصداقة الذي قلده إياه الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف عام 2011، وهو العام الذي تم فيه اختياره شخصية العام في ميدان العلوم في روسيا.
شغل البروفيسور سهيل فرح العديد من المناصب العليا في روسيا كرئيس للجامعة المفتوحة لحوار الحضارات، ولا يزال رئيساً لتحرير القسم العربي لموقع روسيا العالم الإسلامي، ونائباً لرئيس المعهد العالمي لبيتريم سوروكين ونيكولاي كونرانوف، وعضو مجلس رئاسة المنتدى العالمي للثقافة الروحانية «كازاخستان»، والمؤلف لعشرات الكتب العميقة، وتضيق المساحة للكتابة عن ذكر أهمية الرجل.. في هذه السطور نحاور عقلية عربية مرشحة لجائزة نوبل، الأمر الذي لم يسمع به الكثيرون في عالمنا العربي. 

* البروفيسور سهيل فرح، هل لكم تقديم صورة موجزة للقارئ عن الحيثيات العلمية والمعرفية التي دفعت قسم أوروبا في أكاديمية العلوم الروسية لترشيحكم وللمرة الثالثة لنيل جائزة نوبل للسلام؟ 
- كما تفضلتم هي فعلاً المرة الثالثة التي يرفع فيها ترشيحي لجائزة نوبل للسلام في أوسلو، بدءاً من عام 2017 وحتى تاريخه. والطرف الذي رفع الترشيح لأوسلو هو قسم أوروبا الذي يضم في جنباته كبار الباحثين الروس في عدد واسع من التخصصات، والذين يجيدون مجمل اللغات الأوروبية، وشاءت المصادفة، ولعله من حسن حظنا، أن يلاحظ أعمالنا ويتابع باهتمام المنشورة منها بالروسية بشكل خاص في حقل الحضاريات رئيس القسم هناك، وهو البروفيسور ألكسي غروميكو، الذي لم يقرأ فقط أعمالنا بعناية، بل كان مساهماً معنا ومشاهداً للردود على عرض أعمالنا في هيئة الأمم المتحدة على خلفية الدورة الرابعة والخامسة والستين للجمعية العامة.
 كذلك كان البروفيسور غروميكو متابعاً لنشاطاتنا في منظمة تحالف الحضارات التابعة لهيئة الأمم المتحدة. وكذا عرض أعمالنا في اليونسكو في باريس وفيينا وميونيخ وموسكو وغيرها.. الأمر الذي حفزه لرفع اسمي في الدورة الأولى أي في عام 2017 والثانية في 2018، مع زميل أكاديمي روسي واسع الشهرة في المدى العلمي الأوراسي، لا بل العالمي، وهو البروفيسور يوري يكوفتس. وأراد أن يضيف إلى اسمينا في الترشيح الجديد لعام 2020 اسم علم فكري كبير وهو ألكسندر أغييف.

* ما هي منطلقات البروفيسور غروميكو التي حفزته لهذا الترشيح؟
-  البروفيسور غروميكو يرى مع زملائه في قسم أوروبا، بأننا دشنا نحن الثلاثة حقلاً معرفياً في علم الحضارات: يستند منهجياً على الرؤية التكاملية العلمية لحقل الحضاريات، ومعرفياً يشكل نقلة نوعية جديدة في النظرة إلى الدورات أو الأجيال الحضارية بتاريخها وحاضرها، ومستقبلها وقضايا الحوار والشراكة بين حضارات الشرق والغرب معاً، وعملياً مساهمة مؤلفاتنا العلمية المنشورة في أكثر من لغة، ليس فقط في ضخ رؤية الابستمولوجيا جديدة، وخارطة ملموسة عملياتية لتفعيل ثقافة الحوار بين الحضارات والثقافات والأديان والحكومات، وحتى العلاقة بين المعارف العلمية والروحية الدينية، بل إنه أدى لاستحداث سيمينارات أو فصول دراسية جديدة المعنى، يتم تدريسها في أكثر من جامعة روسية وأوراسية، وظهر للنور الجامعة المفتوحة لحوار الحضارات التي أسسناها، والتي تأخذ من موسكو مركزا لها والتي أتشرف برئاستها بدءا من عام 2013.

* لكن أسئلة تدور عن حيادية لجنة جائزة نوبل.. وهل هي مؤدلجة؟ 
 - يحضر الهم التقييمي العلمي الأكاديمي البحت تقريباً عندما تعمل لجانها في المسائل المتعلقة بالعلوم الطبيعة، ويظهر هذا بامتياز واضح، يخف وميض الهم الأكاديمي في الآداب، وتزداد أحياناً الحيرة والغموض وحتى النفور في تلقي خبر الإعلان عن الجائزة حين تم اختيار بعض الشخصيات أو المنظمات المتعلقة بجائزة السلام.
 فيما يتعلق بي شخصياً فإنني أشعر بأن قبول الترشيح هو في حد ذاته محفزاً لي لمتابعة أنشطة رسالتي العلمية والحوارية.

* هل من يدعم ترشيح البروفيسور فرح من خارج السياق الروسي، لا سيما وأنت عربي الأصل والمنشأ؟ 
 - بصراحة ليس ورائي دولة تدعمني، أو مال، أو حركة أو إعلام. لا أملك في الحياة غير عقلي وقلمي ورسالتي الأكسيولوجية في هذا الوجود. ولم أكن أنوي أصلاً حتى فتح هذا الملف لأن عالم اليوم مهموم حتى نخاعه الشوكي بمشاكل كبرى صحية وغير صحية، إلا أن السكوت المطلق لم يعد ينفع شيئاً، نبض الحياة مستمر وعلينا أن نجدد خلاياه الإيجابية المفرحة دائماً. 

*ختاماً .. العالم إلى أين في تقديركم؟
- إذا ما سارت الأمور حسب السيناريوهات الجهنمية لحيتان المال فإن الانهيار الكبير آت آت. لذا المطلوب وبإلحاح سريع وشديد إقامة استراتيجية معرفية – علمية سياسية اقتصادية لتصحيح مسار كل الأمور. 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©