الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

الإمارات تترأس مؤتمر وزراء الثقافة في دول «الإيسيسكو»

وزراء الثقافة خلال مشاركتهم في المؤتمر الافتراضي الاستثنائي للدول الأعضاء في «الإيسيسكو» (من المصدر)
18 يونيو 2020 00:09

أبوظبي (الاتحاد)

برئاسة دولة الإمارات العربية المتحدة انطلقت أمس، الأربعاء، أعمال المؤتمر الاستثنائي الافتراضي لوزراء الثقافة في الدول الأعضاء بالإيسيسكو، تحت عنوان «استدامة العمل الثقافي في مواجهة الأزمات (كوفيد-19)» بمشاركة 50 دولة، و22 منظمة دولية، لبحث مستقبل الثقافة وعلاقتها بالسياحة والرياضة.
بدأت الجلسة الافتتاحية من المؤتمر بكلمة لمعالي نورة الكعبي، وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة بدولة الإمارات العربية المتحدة، رئيسة المؤتمر، التي قدمت الشكر إلى الإيسيسكو ومديرها العام وفريق العمل المعاون له على تنظيم المؤتمر في هذه الظروف المؤثرة على كافة الأنشطة الثقافية، مؤكدة أهمية تطوير العمل الثقافي المستقبلي، وضرورة توظيف التطبيقات الذكية في هذا الإطار.
وأعقبتها كلمة الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين، الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، الذي أكد استجابة منظمة التعاون الإسلامي وجميع أجهزتها لتداعيات جائحة كوفيد-19، مقدماً الشكر إلى الإيسيسكو وجميع المنظمات التابعة والشريكة لمنظمة التعاون الإسلامي على جهودها المتواصلة في دعم الدول الأعضاء لتجاوز آثار هذه الجائحة.
وفي كلمة المديرة العامة لمنظمة اليونسكو، التي ألقاها السيد إرنستو أوطون رامريز، مساعد المديرة العامة للثقافة، تمت الإشارة إلى جهود اليونسكو لمواجهة تداعيات الأزمة الناتجة عن جائحة كوفيد-19، والإشادة بجهود الإيسيسكو المميزة لدعم دولها الأعضاء لتخطي تداعيات الجائحة، والتأكيد على الدور المهم الذي يمكن أن تلعبه الإيسيسكو في دعم جهود التحول الرقمي.
وأكد الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، أن الثقافة الرقمية هي الوجه الجديد للعمل الثقافي المستقبلي، مما يحتم اعتمادها أسلوب عمل ثابتا لاستدامة العمل الثقافي، وتنمية السياحة الثقافية، وتمكين الثقافة الرياضية، من خلال توظيف تطبيقات الذكاء الاصطناعي في العمل الثقافي، والاستعانة بالمبدعين في هذه المجالات.
وأوضح الدكتور المالك أن دعوة الإيسيسكو لعقد هذا المؤتمر الاستثنائي لوزراء الثقافة، تنبع من المسؤولية الملقاة على عاتق جميع الدول الأعضاء في دعم السياسات والبرامج الثقافية، ومن كون الإيسيسكو بيت خبرة، وفضاء مؤسساتياً مفتوحاً للحوار وللتعريف بالتجارب الناجحة ولتقديم الحلول المبتكرة لإدارة العمل الثقافي، كما تنبع من أن الإيسيسكو هي جهة الاختصاص المنوط بها تنسيق العمل الثقافي المشترك، والذي يتطلب بلورة مشروع ثقافي جامع، يضمن استدامة الحق في الثقافة، ويواكب متغيرات المستقبل، وارتباطاته مع قطاعات محورية مثل السياحة والرياضة، ويفتح آفاقاً للنهوض بقيم وآليات حوار الحضارات وتلاقح الثقافات.
وقال المدير العام للإيسيسكو إن الثقافة أساس في بناء مستقبل الإنسان وحضارته، وإننا بحاجة لتشكيل رأسمال ثقافي راسخ يساهم في مواجهة التحديات الثقافية المستقبلية، ومن هنا تم اختيار المحاور التي سيناقشها المؤتمر خلال جلساته، ومنها أهم التحديات الثقافية خلال الأزمات، واستشراف مستقبل الثقافة بعد (كوفيد-19)، ورصد التوجهات الجديدة للسياحة الثقافية، والتعريف بالمشروع الاستراتيجي الثقافي الرقمي، الذي أعدته الإيسيسكو ليكون أساساً للعمل الثقافي المستقبلي المشترك للدول الأعضاء، وبالبوابة الرقمية الافتراضية، التي أنشأتها الإيسيسكو لمواقع التراث في العالم الإسلامي، إدراكا لما يتوفر عليه من رصيد تراثي يتهدد الخطر نسبة كبيرة منه تقارب 80%، وسيتم من خلال هذه البوابة تسجيل المواقع الأثرية وعناصر التراث غير المادي على لائحة التراث في العالم الإسلامي.
وشدد الدكتور المالك في كلمته على أن مفهوم السياحة الثقافية، الذي اعتمدته الأمم المتحدة منذ 57 سنة أصبح النهوض به ضروريا، حيث ترد الثقافة والسياحة والرياضة في صدارة اقتصادات الدول. كما أن العلاقة بين الثقافة والرياضة جديرة بالتطوير، لما تشكله من عالم ثري بالحراك، موضحا أن الإيسيسكو تشرف بارتياد آفاق جديدة في هذا المجال نتطلع إلى أن تؤتي ثمارها قريبا.
وأشار إلى أن البرامج الثقافية عن بُعد خلال فترة الحظر ساهمت في تخفيف وطأة الضغط النفسي والاجتماعي، وفي التعويض من انعكاسات إغلاق ما يفوق الـ 95% من المؤسسات الثقافية، منوها بالمبادرات الرائدة التي أطلقتها الإيسيسكو في ظل هذه الظروف الاستثنائية.
واختتم المدير العام للإيسيسكو كلمته بالتأكيد على أن التحولات التي يشهدها العالم في شتى المجالات، تحتم على الدول الأعضاء قيادة مسيرة الحراك الثقافي الجديد وأن تكون سباقة نحو ذلك بكل ثقة وقدرة على الاستشراف، لنبني للأجيال القادمة مستقبلاً زاهراً ومجتمعات آمنة. 

نورة الكعبي: العالم يحتاج رؤى مبتكرة لمواجهة تداعيات الجائحة 
أكدت معالي نورة بنت محمد الكعبي وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة، رئيسة المؤتمر الاستثنائي الافتراضي لوزراء الثقافة بالدول الأعضاء في منظمة العالم الإسلامي للتربية والثقافة والعلوم «الإيسيسكو» أن هناك حاجة ماسة إلى ابتكار رؤىً  ووسائل تتميز بالجدَّة والحداثة، لمواجهة تحولات عميقة طالت كل البُنى الهيكلية جراء ما أفرزته الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية المترتبة عن الجائحة.
جاء ذلك في الكلمة التي ألقتها معالي وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة لدى افتتاحها فعاليات المؤتمر، حيث شكرت خلالها منظمة «الإيسيسكو» على ما طرحت من مبادرات مميزة منها على سبيل المثال: التحالف الإنساني الشامل، وبيت «الإيسيسكو» الرقمي، والمجتمعات التي نريد، والثقافة عن بُعد، والمشروع الاستراتيجي الثقافي الرقمي، وهي مبادرات تتكامل مع الإجراءات والمبادرات التي اتخذتها عدد من دولنا لمواجهة انعكاسات هذه الجائحة.
وأشارت معالي نورة الكعبي إلى أن المؤتمر يناقش في محاوره المتعددة تحدّياتٍ عديدة واجهت العمل الثقافي قبل الجائحة المستجدة، ثم ازدادت تصاعداً بعد الجائحة، وهي قضايا تتعدّد في مداخلها وتفاصيلها، لكنها تلتقي في فكرةٍ جامعةٍ تؤكد أهمية الثقافة في منظومتها القيمية، وأهمية العمل الثقافي في آلياته التنسيقية.
ولفتت إلى أن اشتمال محاور المؤتمر على رصد التوجهات الجديدة للسياحة الثقافية، من منظور تحليلي واقعي، وتركيز المحاور على ضرورة توظيف التطبيقات الرقمية في العمل الثقافي، يؤكد ضخامة العمل الذي ينتظرنا، ويتطلَّب تحلِّياً بروح التضامن وتكاتف الجهود وتبادل الخبرات، وابتكار الحلول لتطوير العمل الثقافي حاضراً ومستقبلاً.
كما ألقت معالي نورة الكعبي كلمة دولة الإمارات في جلسة «مستقبل الثقافة بعد كوفيد - 19» مستعرضة الرؤية الثقافية للدولة خلال المرحلة المقبلة، والتي تقوم على رصد الفرص والتحديات التي برزت والعمل على وضع السياسات والتشريعات اللازمة.
وقالت معالي نورة الكعبي: يمر سوق العمل الإبداعي بمتغيرات متسارعة، وتسوده مفاهيم وآليات جديدة تحتاج إلى التكيف معها ودعمها، حيث تجري وزارة الثقافة وتنمية المعرفة دراسات مستمرة على طبيعة التحديات التي تواجه الاقتصاد الإبداعي، فقد أظهرت النتائج الأولية إمكانية نمو اقتصاد العمل الحر في المستقبل المنظور، ويحتاج العاملون المستقلون في هذا الاقتصاد الناشئ للوائح وقوانين تضمن حماية إبداعاتهم، وسياسات تواكب تطور أعمالهم... نبحث مع شركائنا بالقطاع الثقافي عن السبل الملائمة في توفير الدعم للمبدعين المستقلين، ووضع دليل موحد للسياسات الرقمية لحماية الملكية الفكرية مع الانتشار الواسع للمحتوى الثقافي والفني والإبداعي على المنصات الرقمية وذلك لحماية حقوق الفنانين الذين يقدمون إنتاجهم الإبداعي عبر «الإنترنت».
وأضافت معالي نورة الكعبي: لا يخفى على أحد أن القطاع الثقافي والإبداعي يمتلك إمكانات واعدة للنمو والازدهار، لكن الاستفادة القصوى من الفرص المتاحة لن تتحقق دون توفير مصادر وآليات تمويل متنوعة.. دورنا هو استكشاف حلول جديدة من التمويل لدعم ورعاية القطاع الإبداعي، وأود أن أذكر الجميع بأن مفهوم التمويل الجماعي هو فكرة جديدة نسبياً، أسهمت في نمو قطاعات اقتصادية أخرى ومن الممكن أن نبتكر آليات أخرى جديدة ومفيدة لقطاعنا الثقافي لتوفير تمويل للمشاريع الإبداعية الريادية.
وشددت معالي نورة الكعبي على أهمية البيانات الثقافية في اتخاذ القرارات، وقالت: تولي دولة الإمارات أهمية قصوى للبيانات الثقافية باعتبارها ثروة وطنية، وأداة مهمة للتخطيط والتوجيه، توّفر معلومات صحيحة لصنّاع القرار، حيث بدأنا في وضع مؤشرات للقطاع الثقافي تتيح لنا جمع المعطيات، والاستعداد للمستقبل استناداً لبيانات دقيقة تدعم جهودنا التنموية... نودّ أن نشيد بجهود «اليونسكو» في هذا الصدد، وندعو الجميع لوضع البيانات الثقافية على سلم أولوياتهم نظراً لأهميتها في التنبؤ بالاتجاهات المستقبلية، ورسم السياسات والاستراتيجيات والمبادرات لتطوير أداء القطاع الثقافي. وختمت معالي نورة الكعبي كلمتها بالقول: لقد أصبح القطاع الإبداعي مساهماً فاعلاً في اقتصادات دولنا، علينا استكشاف وسائل وطرق جديدة لتعزيز مساهمة الثقافة في الاقتصاد المحلي وتسريع وتيرة نموه.. فكلما ازدهرت الثقافة ازدهر الاقتصاد.. سيسهم توفير بيانات ومعلومات إحصائية منتظمة في تقديم صورة واضحة عن أهم مجالات نمو القطاع الثقافي، وتصميم استراتيجيات تزيد من العائدات الاقتصادية من القطاع الثقافي على المنظومة الاقتصادية ككل وتخلق فرص عمل جديدة لشبابنا ومبدعينا.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©