الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

لاروشفوكو: حبُّ الذات يؤدي إلى الطغيان

غلاف الكتاب
13 يونيو 2020 00:11

هزاع أبوالريش (أبوظبي)

تقدّم توقيعات الأديب الفرنسي فرانسوا دو لاروشفوكو التي هي ثمرة عشرين سنة من الكتابة، رؤية للإنسان متكاملة ومتشعبّة. وهي ليست توقيعات متناثرة، بل يكفي النظر بتمعّن لرؤيتها وهي تنعقد حول موضوعات مقبوض عليها ببراعة كحبّ الذات مثلاً أو القناعة أو الكبرياء والغرور، أو الاعتدال، فضلاً عن أنها حكم وأفكار مفتوحة وتوقعات فلسفية عميقة تذهب بالقارئ نحو آمالٍ وتطلعاتٍ فكرية مشرقة، وتفتح لديه نوافذ الرؤية الثاقبة، والرؤى الفلسفية الواثبة نحو أتون الكلمة وشجون المعنى. كما أنها تعتبر منظومة فكريّة متضافرة أجزاؤها أو وحداتها. وتميزها شعريّة الأجزاء الدالّة في انفرادها وفي اجتماعها.
وبحسب كتاب «حِكَم وأفكار» للمترجم محمد علي اليوسفي، الصادر عن دائرة الثقافة والسياحة أبوظبي، شرع لاروشفوكو بكتابة حِكمه في 1658، وصدرت في 1664 في لاهاي «هولندا» في طبعة غير شرعية صدرت دون موافقة المؤلف، وبترتيب للحكم مغاير لترتيبه لها، فعمد إلى إصدار كتابه في طبعة أولى في أكتوبر 1664، وإن تكن مؤرخة في 1665، حملت عنوان «أفكار أو حِكَم ومقولات أخلاقية». ثم أصدر ثلاث طبعات أخرى في 1666 و1671 و1675، وفي عام 1578 نشر الطبعة الخامسة، وهي الأخيرة الصادرة أثناء حياته.
ويتنوع محتوى الكتاب في محاور عدة، منها: في الحكم، والأفكار، والمجتمع، والمحادثة، والثقة، والحب، والفلسفة، والعلاقة البشرية، والذات وغيرها مما يتعلق بتكوين الإنسان وسلوكياته وتصرفاته في الوجود.
وفي زاوية يتناول بها المؤلف الذات يقول: حب الذات هو حب المرء ذاته. وحب كل شيء من أجل الذات. وهو يجعل الناس مولعين بأنفسهم، ومن شأنه أن يجعلهم طغاة على الآخرين لو مكنهم الحظ من وسائل لتحقيق ذلك. ثم يؤكد المؤلف، وهو لا يحط أبداً خارج ذاته ولا يتوقف عند الذوات الأخرى إلا مثل النحل على الزهور، أي من أجل امتصاص ما يريد منها شخصياً.
كتاب «حِكَم وأفكار» يغوص في العمق، حاملاً معاني قيّمة، ورؤى فلسفية تجعل القارئ أمام محتوىً مليئاً بالأفكار التي تجعل الإنسان يقترب من نفسه ومن معرفة مكامن ضعفه وقوته ومراجعة تصرفاته وسلوكياته مع الآخرين.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©