الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

اشتغالات على التكثيف المشهدي والأسئلة الوجودية

أرشيفية
6 يونيو 2020 19:58

تواصل المهرجان الشعري الافتراضي الذي ينظمه اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، بفعاليتين مساء الجمعة، الأولى كانت أمسية للشاعرتين مريم الزرعوني وعهود الخالدي، أدارها ناصر البكر الزعابي، والأمسية الثانية استضافت الشاعر البحريني مهدي سليمان وحاورته فيها صالحة عبيد حسن.
الشاعرة مريم الزرعوني ذهبت إلى جمع التضادّات داخل النصّ الواحد، مستعيرةً الشتاء والصحارى والهجير والقمر، في شيء من الحنين إلى آخر الفرص، كما في نصّها «صنو الشتاء الأخير». كما عبرت عن صدى الأمنيات ورجع اللحظة في ظلّ غربة الشاعرة وتزايد ظنونها وأسئلتها، وحيرة مجازاتها اللغوية أمام نوايا العودة، معززةً من ثيمة العطش المعبّر عن ذات الشاعرة وحال الإنسان منذ ولادته نهباً للألم والقهر الاجتماعي.
وتحدثت عن تعدد الأجناس الأدبية والفنية لديها، وكون الشعر حاسّة قابلة للتطوّر، لافتةً إلى صخب الإبداع الذي ليس بالضرورة أن يجيء في العزلة.
الشاعرة الخالدي اشتغلت على التكثيف المشهدي، مستفيدةً من ثقافتها ودراستها القانون ضمن نصوصها المنتصرة للإنسان وقضاياه القومية، واستطاعت أن تؤكّد حضور الألوان والجغرافيا وتفاصيل الصحراء والحواس وشواهد القبور في مجاز قوي للوعي بالواقع المفروض، مهتمةً بالتفاصيل الدقيقة لانكسارات الناس والنخب كجزء من المشهد الذاتي والثقافي العام.
ورأت الخالدي الشعر تعبيراً عن موقف، مهتمةً بكتب الفلسفة والشعر الذي ليس شرطاً أن يكون في «كورونا».
وفي حديثه عن العزلة والإبداع، وصف الشاعر مهدي سليمان الشعر بـ«رفيق الكهوف»، ملامساً جوانيّات الإنسان ودواخله، والحاجة له رفيقاً للتأمل واكتشاف الحياة، لا للبكاء.
ورأى أنّ الوفاء بشروط الشعر الفنية هو الأساس، متحدثاً عن مرحلة القصيدة الواحدة ومرحلة انتشار الدواوين، وعودتنا اليوم إلى عصر القصيدة في زمن الوسائط الإلكترونية.
كما ناقش سليمان الحديث السياسي في الشعر جزءاً من كينونتنا، بخلاف الممارسة السياسية التي قد تفسد الإبداع.
وقال إنّه ما من مسرح دون شعر، بدليل وجود «الصراع» في الطرفين.
أما التجريب فرآه مطلوباً في ظلّ تلقين العقل العربي شكل القصيدة الذي لا يحتمل غير القافية والوزن.
وقال إنّ قبول التجريب في الشعر غير عادي إذا ما قورن بالتجريب في الرواية.
وفي قراءاته، عزز سليمان من عنصر المفارقة، في نوع من امتحان الألفاظ وفق استعاراته، معايناً جدوى وجوده وموته وانكسار مراياه والفراغ الحاصل، في رحلة الشقاء بكينونة الإنسان، متأملاً قصة الغراب والجثة وحزن الإنسان المقيّد أمام احتمالات الحياة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©