السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

الفروسية.. عشق مشترك بين البشر

من صفحات الكتاب (من المصدر)
28 مايو 2020 00:14

فاطمة عطفة (أبوظبي)

نعتز منذ أمد طويل في أبوظبي بموقعنا كمفترق طرق جغرافي وتجاري في العالم، وهو الموقع الذي جعل من موطننا على مر القرون مكاناً للتفاعل والتحاور والتبادل الفكري. ومنذ عام 2007 ترسخ هذا الدور التاريخي من خلال متحف «اللوفر أبوظبي»، هذه المؤسسة التي لا تكتفي بعرض كنوز تراث البشرية في مكان واحد، بل تتيح أيضاً الحوار بين تواريخ ومجتمعات برمتها».
بهذه الكلمة يستهل معالي محمد خليفة المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة- أبوظبي، مقدمة المجلد الضخم لـ «فن الفروسية بين الشرق والغرب» الذي أصدره متحف اللوفر، مزوداً بالصور الجميلة. وفي ختام التقديم يقول معاليه: «لا يزال الحصان يحظى باهتمام خاص لا سيما في شبه الجزيرة العربية. وفي دولة الإمارات العربية المتحدة يتجلى ذلك في شغفنا بكل ما له علاقة بالفروسية، سواء أكان سباق الخيل أو سباق القدرة والتحمل أو سباق الحواجز أو لعبة البولو...».
وقصص الفرسان والخيول في التاريخ العربي كثيرة، وكانوا يطلقون عليها أجمل الأسماء. كما كان للفارس العربي دور كبير في الفتوحات ونشر الرسالة وإمداد الحضارة بنسق جديد. لكن أهم ما حدث في تاريخ البشر من تطور حضاري أن الفروسية تحولت من الحروب إلى ألوان من فنون الرياضة تمتاز بالرشاقة والجمال ومحبة الملايين وإعجابهم في الشرق والغرب.
يبين لنا مجلد «فن الفروسية» أن الحديث عن الفروسية لا بد أن يشمل صفات متميزة للفارس والجواد وأدوات الحرب، ولكل من فرسان الشرق والغرب مزاياهم الخاصة والمختلفة عن بعضهم، بدءاً من طريقة الركوب ومرحلة التدريب إلى نوع السلاح وعدة الفارس والحصان وسرجه ومقوده وزينة عنقه. وتبين الوثائق التاريخية أن سرج الجواد العربي كان في الماضي بلا ركاب لأنه أصيل لا يحتاج إلى مهماز، لأن الفارس يترك قدميه طليقتين فيتحرك على صهوة جواده بحرية مطلقة كما يشاء. وأيضاً كانت الدروع والخوذات تختلف بين الشرق والغرب، ذلك أن لكل أمة خبرتها وثقافتها المختلفة عن غيرها. 
وتمتاز الفروسية في كل مكان بصفات الشهامة والنبل والمكانة الاجتماعية المرموقة، حتى شكل الفرسان في الغرب طبقة خاصة بهم تميزهم عن عامة الشعب، بينما اكتفى الفارس العربي بصفة «البطل». وكانت دروع الفرسان والخيول تختلف بين الشرق والغرب، كما أنها تطورت كثيراً عبر العصور حتى صار الدرع قميصاً من الزرد لا يعوق حركة الفارس، وكذلك أشكال الخوذة التي كانت تغطي الرأس كالقبعة فمرت بتصاميم مختلفة وصارت تغطي الرأس والعنق والأنف.
ذلك كله بات في صحائف التاريخ وخزائن المتاحف، واكتفت الفروسية في عصرنا بفنون الرياضة والصيد والسباق وألعاب فنية أخرى، وبقيت الخيول في الشرق والغرب تشغل قيمة عالية ومكانة جمالية مرموقة يتباهى بها الفرسان وجمهور الفروسية معاً في كل مكان من العالم.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©