الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

كتاب صيني حول تجارب الحياة ومشاعرها.. أحاديث عن جذور الحكمة

كتاب صيني حول تجارب الحياة ومشاعرها.. أحاديث عن جذور الحكمة
4 مايو 2020 01:21

محمد عبدالسميع (الشارقة)

يتناول كتاب «أحاديث عن جذور الحكمة» لمؤلفه المفكر الصيني هونغ ينغ مينغ، من عصر أسرة مينغ الملكية، والملقب بـ«هوان تشو الطاوي»، ومعناه في الصينية العودة إلى الأصل، أفكاراً تتعلق بالحياة من تجارب ومشاعر وأحاسيس وآراء وأفكار، جمعت بين وسطية أفكار المدرسة الكونفوشية واعتدالها وأفكار العزوف عن الدنيا في البوذية، وأفكار «عدم الفعل» في المدرسة الطاوية.
والكتاب، الصادر عن مؤسسة الفكر العربي ببيروت عام 2018 في طبعته المعربة الأولى كسلسلة كتب مترجمة، يشير إلى «جذور الخضار» في فلسفته، كتعب ومشقة في الزراعة والري والحصول على الثمار، تحيلنا لمعنى أنّ الإنسان لا يستطيع أن يكمل مواهبه وأخلاقه إلا بعد مروره بما هو مؤلم من الشحذ والصقل.
ويتألف الكتاب، المتميز بلغته الفنية العالية وترجمته الأنيقة، من عدة فصول جديرة بالقراءة والتدبر، هي تهذيب النفس وتقوية العزيمة، وطلب العلم وفهم الطاو، والتعايش مع الناس وفهم العالم، وضبط الناس أيضاً وفهم الذات.
ويحتشد الكتاب الذي عرّبه الدكتور يويونغ، وراجعه الدكتور أحمد عزيّز، بالعديد من الحكم الجميلة التي يمكن للمرء أن يسقطها على نفسه ومحيطه الإنساني، وهي حكم ومستخلصات ذكية تشير إلى المقدرة والتناغم بين الطبيعة والإنسان، فمثلاً نراه يقول في إحدى هذه المستخلصات: «من يرغب في تحقيق ما يشبه الذهب الخالص واليشم الرائع من الأخلاق النزيهة، فلا بدّ له من أن يُصقل في وهج اللهب، ومن يأمل في تدوين ما يهز السماء والأرض من مآثر عظيمة، فلا بدّ له من أن يسير على رقاقة الجليد».
كما يقول في موضع آخر: «لا تُبقِ ما هو خاطئ في الأمس، فإن أبقيته فهو رماد جمر قد يشتعل من جديد، فتكون عواطفك الدنيوية متضررة في النهاية بمتعة عقلك، ولا تمسك أيضاً ما هو صائب في اليوم، فإن أمسكته، فهو ثمالة كأس لم تتم تصفيتها بعد، فتكون متعة عقلك متحولة على النقيض إلى مصدر نزواتك».
ويقول أيضاً: «إن الرياح الهاوية والأمطار الهاطلة تشعران الدواجن والطيور بحزن وأسى؛ وإنّ الهواء النقي والنسيم العليل يحفزان الأعشاب والأشجار لتزهر وتثمر. وهذا يظهر أنّ الطبيعة لا يمكنها أن تخلو من تناغم وتجانس، ولو ليومٍ واحد، وقلوب الناس لا يمكنها أن تخلو من فرح وطرب، ولو ليومٍ واحد». 
ويركّز الكتاب على تربية الأخلاق، وتنمية الفضائل، وتهذيب النفس، والتعامل مع العالم، والنسك، والسلطة، والشهرة، ودراسة «الطاو».
وفي مستخلص آخر، يقول المؤلف: «من يهذب نفسه بإرادة، شامخة لا تتزعزع مثل جبل تاي (اسم جبل يقع في مقاطعة شاندوتغ) والطناجر التسع (اسم مستعار للصين القديمة ورمز للسلطة والدولة الموحدة المزدهرة)، فستقلّ أخطاؤه وآثامه حتماً؛ ومن يزاول أمره بقلب هادئ، يختفي مثل المياه الجارية والزهور المتساقطة، فستكثر مسراته وملذاته دوماً».
كما يقول حول فن التعامل مع الإنسان بلغة جميلة: «من يستطع أن يتغاضى عمّا في طبيعة الإنسان من تحيز وتعصب، فسوف يفهم أروع فن في التعامل مع الإنسان، ومن يستطع أن يبدد ما في داخل الأسرة من تناقض وتنازع، فسيزرع أزهار اللوتس النقية في بحرٍ من النيران».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©