السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

التاريخ يسكن «متحف الفن الإسلامي» في ماليزيا

التاريخ يسكن «متحف الفن الإسلامي» في ماليزيا
3 مايو 2020 02:07

محمود إسماعيل بدر (عمان) 

يعتبر متحف الفن الإسلامي في العاصمة الماليزية كوالالمبور، واحداً من أكبر وأهم المعالم الثقافية والسياحية في شرق آسيا، سواء لموقعه بالقرب من المسجد الوطني، وهو على الطريق المؤدي إلى حديقة بردانة وبقية الحدائق الخلابة، ولتصميمه الهندسي البارع على طرز العمارة الدينية الإسلامية، أو لمحتوياته التي تضم نحو 12 ألف قطعة فنّية تخطف الأنفاس وتختصر التاريخ الاسلامي بعبقه وعراقته، التي تتيح للزائر التنقل إلى بقاع ومدارس فنية من أقصى الشرق في الصين وحتى الأندلس، مروراً بحضارات بلاد أرخبيل الملايو والهند والسند، ووسط آسيا، وبلاد العرب، وفارس وتركيا، ما جعله مقصد السياح من كافة أرجاء العالم، حيث يستقبل المتحف سنويا أكثر من مئة ألف زائر من مختلف الجنسيات. 
من أجنحة المعرض الهامة، جناح خصص لمعرض القرآن الكريم، ويضم نحو 200 مخطوطة إسلامية نادرة تحتوي على 30 نسخة من المصحف الشريف، يعود تاريخها إلى سلالة حكم «منك» ومنذ عدة قرون، ومن إسبانيا إلى إندونيسيا عندما تسبب نبض الإسلام العظيم بأن يصل الفن إلى أعلى أوجه، فقد سجلت تعابير جميلة عن الطاقة الفنية على كوكب الأرض، وكمثال لذلك قصر الحمراء في إسبانيا، وتاج محل في الهند، والسجاد العجمي والكتابات والخطوط الرائعة في أوزبكستان. 
لدى الدخول إلى قاعات المتحف الممتدة على مساحة نحو 30 ألف متر مربع، ينبهر الزائر بتلك القباب التي نقشت بحرفية عالية ونوافير الماء الأموية المزخرفة، لتؤذن بعبوره بوابة زمنية ذهنية تنقله إلى بقاع وحقب تاريخية، زينتها حضارة الإسلام المنفتحة على كل الثقافات والأديان، ويضيف للمكان هيبة سكونه ودقة ترتيبه، فالزائر في حضرة التاريخ المجيد، ويضم المتحف أقساماً خاصة للمجوهرات والمنسوجات وأعمال الخزف، التي ارتبط كل منها بالعصور الإسلامية المتتابعة، وتظهر المعروضات حرفية نادرة تميز بها الصناع المسلمون على امتداد رقعة العالم الإسلامي، ورافق ذلك تنوع الأساليب والتقنيات التي اختص بها كل عصر وكل بقعة مكانية، واللافت للانتباه في توزيعات أجنحة وقاعات المتحف، حرص القائمين على شؤونه تخصيص مكان للتراث الفلسطيني تحت شعار «فلسطين.. التاريخ والثقافة المنسيان»، وتعرض فيه جداريتان تظهر الأولى أهم وأبرز المراحل في التاريخ الفلسطيني، إضافة لإضاءات على أبرز معالمه الثقافية، ومن أهمها الثوب التقليدي الفلسطيني، ومعالم القرى والمدن الفلسطينية. 
يضم متحف الفن الاسلامي 12 صالة عرض، وهو مكوّن من 4 طوابق، تحتضن صالات عرض لفن البناء، حيث نموذج لـ 18 مسجداً في العالم، وأحدثها مسجد السليمانية في العراق، وصالة عرض عالم الملايو، وقد بلغت التكلفة المالية لهذا المعلم الثقافي الرمز نحو 100 مليون رنجيت ماليزي، ويستطيع زوار المتحف رؤية الرسومات والزخارف، والعتاد والدروع، والأقمشة والمنمنمات، والنقود، والسيراميك، والزجاج الملون، والمكتبة الإسلامية، والسجاد اليدوي، وغيرها الكثير، كذلك معاينة قبة المتحف، التي تشكل في هندستها قطعة فنية في الديكور والكتابات الحائطية الرائعة، والألوان والكتابات والنقوش التي تبرز القيمة الرفيعة للفنون الإسلامية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©