الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

جمانة حداد: أنا مأهولة بالكثير من الأصوات والكائنات

جمانة حداد: أنا مأهولة بالكثير من الأصوات والكائنات
2 مايو 2020 00:14

ثناء عطوي (بيروت)

عُرفت بنبرتها الجريئة، وأسلوبها المختلف، ونتاجها الذي يثير الأسئلة. جمانة حداد، كاتبة وشاعرة ومترجمة لبنانية، وأستاذة جامعية أيضاً، صاحبة تجربة مهمّة في الإعلام الثقافي، وفي إدارة الصفحات الثقافية لجريدة النهار اللبنانية العريقة.
فماذا تعني لها أن تعيش عزلةً إجبارية وحرّية أقلّ؟ وهل العزلة هي قيد أمّ حرّية بالنسبة للكاتب؟

تجيب جومانا حداد: صراحة، مسألة العزلة لم تزعجني البتّة. فأنا من الجماعة المأهولة دواخلها بالكثير من الأصوات والكائنات، ولطالما عشقتُ الركون إلى نفسي وعزلتي لكي أتواصل معها وأصغي إليها. مَن يراني ويسمعني وسط حشد، سيظنّ أني إنسانة اجتماعية للغاية، وأني ولدتُ لكي أتخالط مع الآخرين وأعيش بينهم. ولن يكون ذلك الانطباع خاطئاً. لكني أيضاً، وبالقدر نفسه إن لم يكن أكثر، إنسانة منطوية على ذاتي، أو بالأحرى ذواتي، وأحتاج إلى مساحات واسعة من الاختلاء والصمت، ليس فقط لأشحن طاقتي أو لأرتاح، وإنما أيضاً لأجدني وأخاطبني. الحَجْر، إذاً، لم يشكّل أزمة نفسية أو وجودية لديّ على هذا المستوى. ما شكّل أزمة فعلاً هو الناحية «الإلزامية» منه. هذا ما حوّله من واحة إلى سجن. فقبلاً، كنتُ إذ أختلي بنفسي، أختار هذه الوحدة وأعيشها بإرادتي. أي أنها كانت وجهاً من وجوه ممارستي لحرّيتي الشخصية. أما عندما تحوّلت الوحدة إلى فرض، فقد سلبتني حرّيتي. حرّيتي في الخروج والاختلاط، كما حرّيتي في الابتعاد والانزواء.
* هل غيّر الوباء المستجدّ الكثير بالنسبة إليك أمّ أنك تتعايشين مع هذه المرحلة بتناغمٍ وهدوء؟
- من خارج، أيّ للرائي ظاهراً، لم يتغيّر أيّ شيء تقريباً، لا في حياتي ولا فيّ، سوى بعض ارتفاع في نسبة قلقي على الذين أحبّهم وأخاف عليهم. ولكن من داخل، تغيّر الكثير. لستُ ساذجة ولطالما تواجهتُ مع عبثية الحياة، في أحسن أحوالي كما في أسوأها. ولكن التفاصيل اليومية، وحمّى المشاغل التي كنت أرميها على نفسي، كانت تلهيني إلى حدّ ما عن الغوص في هذه الحقيقة المُطلقة.
* كيف انعكست هذه العزلة على نتاجكِ الثقافي عموماً؟
- ما زلتُ أقرأ، ربما أكثر من ذي قبل، بسبب الوقت الذي بات متاحاً (متاحاً بشكل زائد على اللزوم). أحاول الكتابة، فقط أحاول.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©