الثلاثاء 7 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

سيرجي روبرتو: «برشلونة بيب 2009» قدم أفضل كرة في التاريخ

سيرجي روبرتو: «برشلونة بيب 2009» قدم أفضل كرة في التاريخ
11 أكتوبر 2023 14:30

 

برشلونة (الاتحاد)
استرجع سيرجي روبرتو، قائد برشلونة الحالي، ذكريات مرور 15 عاماً على القرار التاريخي الذي اتخذه ناديه في 17 يونيو 2008، فبعد موسم لم يفز فيه «البلوجرانا» بأي لقب وأنهى الموسم بفارق 18 نقطة خلف منافسه ريال مدريد في الدوري الإسباني، كانت هناك حاجة إلى التغيير واتخذ المدراء في الكامب نو قراراً جريئاً، حيث قاموا بترقية بيب جوارديولا من مدرب الفريق الرديف إلى مدرب الفريق الأول، ليحقق نجاحات كبيرة بحصد الثلاثية التاريخية، ثم إكمالها بالسداسية في عام 2009.
في ذلك العام، كان سيرجي روبرتو، قائد برشلونة الحالي، يبلغ من العمر 17 عاماً ويلعب في قطاع الشباب للنادي، وكان يتابع الفريق بذهول، ويتذكر في حديثه: «أعتقد أنها كانت أفضل كرة قدم تم لعبها على الإطلاق في العالم، وفي التاريخ كله، علاوة على ذلك، تم تحقيق ذلك مع لاعبين محليين. أعتقد أنه كان أمراً مميزاً للغاية للجميع، أن تلعب هذا النوع من كرة القدم، وأن تفوز بالعديد من الألقاب، وأن تفعل ذلك بفريق يتكون من العديد من اللاعبين المحليين».
بحلول ذلك الوقت، كان سيرجي روبرتو قد ظهر لأول مرة مع هذا الفريق من النجوم، وكان قادراً على خوض تجربة النجاح عن قرب. ليس لديه سوى الثناء على المدرب وتلك المجموعة من اللاعبين، قائلاً: «كنت محظوظاً بما يكفي لخوض أول مباراة لي مع بيب جوارديولا، ثم تجربة العديد من اللحظات الرائعة مع هؤلاء اللاعبين. أود أن أشير إلى زملائي في الفريق الذين قضيت معهم أطول فترة، من بوسكيتش وجوردي ألبا وميسي إلى بويول وبيكيه وإنييستا وتشافي وكل من تمكنت من اللعب معهم لفترة طويلة. حقاً، كانت تلك سنوات لا تُنسى».
كان اللاعبون مثل تشافي وأندريس إنييستا متحمسين للعمل مع شخصية نشأوا على إعجابهم بها وكانوا يقدسونها تماماً. وكما قال تشافي في عبارته الشهيرة، إذا أراد جوارديولا أن يصبح موسيقياً، كان قد درس بشكل مكثف حتى حقق هذا الحلم. لحسن الحظ بالنسبة لبرشلونة، كان شغف جوارديولا هو كرة القدم وقاد النادي في رحلة مذهلة.
بعد بداية صعبة، حيث خسر الفريق المتجدد 1-0 أمام نومانسيا، وتعادل 1-1 على أرضه أمام ريال ريسينج كلوب في أول جولتين، بدأ فريق جوارديولا في الانسجام، حيث أصبح اللاعبون مرتاحين ويلعبون بسلاسة بصورة متزايدة في خطة 4-3-3، وأصبح لا يمكنهم إيقافهم تقريباً.
سيرجي روبرتو محق في تسليط الضوء على حقيقة أن أكاديمية لا ماسيا ساهمت بعدد كبير من اللاعبين في فريق جوارديولا. بالنظر إلى التشكيلة الأساسية لنهائي دوري أبطال أوروبا 2009/2008، الذي فاز فيه على مانشستر يونايتد 2-0 في روما، كان هناك سبعة من خريجي أكاديمية لا ماسيا في التشكيلة: فيكتور فالديس، كارليس بويول، جيرارد بيكيه، سيرجيو بوسكيتش، تشافي هيرنانديز، أندريس إنييستا وليونيل ميسي. أما اللاعبون الأربعة الآخرون فهم: سيلفينيو، داني ألفيش، يايا توريه وتييري هنري، الذين أكمل كل منهم المواهب المحلية بطريقته الخاصة.
عندما عاد برشلونة إلى نهائي دوري أبطال أوروبا في موسم 2011/2010، وحقق الفوز على مانشستر يونايتد مرة أخرى، بنتيجة 3-1 في لندن، كان هناك أيضاً سبعة لاعبين من لا ماسيا في التشكيلة الأساسية. ستة منهم كانوا متواجدين في المرة الماضية، فيما بدأ بيدرو بدلاً من بويول. وقدم هذا الفريق المحلي إلى حد كبير عرضاً كروياً في ملعب ويمبلي، حيث سجل الأهداف بيدرو، ديفيد فيا والنجم ليونيل ميسي، الذي كان يلعب في مركز «التسعة الوهمي» الذي أوجده جوارديولا للحصول على أفضل ما لدى الأرجنتيني. كان أداء برشلونة جيداً لدرجة أن مدرب مانشستر يونايتد أليكس فيرجسون لم يكن بإمكانه سوى التصفيق. وقال بعد ذلك: «إنهم أفضل فريق لعبنا معه على الإطلاق».
تماماً مثل سيرجي روبرتو، فإن جميع مشجعي برشلونة الذين تمكنوا من الاستمتاع بهذا الجيل الذهبي لن ينسوا أبدأ هذا الفريق الخارق، ولا الألقاب العديدة التي حققها فريق جوارديولا بين وصول المدرب في عام 2008 ورحيله في عام 2012. في المجمل، المدرب الكتالوني فاز بـ 14 من أصل 19 بطولة شارك فيها مع البلوغرانا، وهي: الدوري الإسباني 2009/2008,2010/2009 و2011/2010)، كأس الملك (2009/2008,2012/2011)، دوري أبطال أوروبا (2009/2008 و2011/2010)، كأس السوبر الأوروبي (2009,2010 و2011)، وكأس العالم للأندية (2009 و2011).
بل يمكن القول إن تأثير جوارديولا على فريقه وعلى الجيل التالي، الذي شمل لاعبين مثل سيرجي روبرتو، كان كبيراً جداً لدرجة أنه ساعد في تمهيد الطريق للنجاح المستمر الذي أعقب ذلك. عندما صعد مساعد جوارديولا، الراحل تيتو فيلانوفا، إلى منصب المدير الفني في موسم 2013/2012، واصل الفريق العمل كالساعة وفاز بلقب الدوري في ذلك العام برصيد 100 نقطة، وقد ظهر إرث الثقة في الشباب بوضوح في إحدى المباريات التي لعبها ضد ليفانتي في ذلك الموسم، عندما كان جميع لاعبي برشلونة الـ 11 من خريجي لا ماسيا.
لقد كان حقاً جيلاّ ذهبياً، جيلاً لا يزال يُذكر باعتزاز في كتالونيا بعد مرور كل هذه السنوات، وهو جيل لن يُنسى أبداً.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©