الإثنين 29 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

الرباط الصليبي.. «النزيف مستمر»!

الرباط الصليبي.. «النزيف مستمر»!
28 سبتمبر 2023 02:39

رضا سليم (دبي) 

يظهر كابوس «الرباط الصليبي الذي يتعرض له اللاعبون في دورينا من جديد، فبعد جولتين فقط من دوري أدنوك للمحترفين تعرض 3 لاعبين للإصابة بالرباط، هم شاهين عبدالرحمن مدافع منتخبنا الوطني ونادي الشارقة، خلال مباراة فريقه أمام الوصل في الجولة الثانية للدوري، وماجد ناصر حارس مرمى شباب الأهلي، والذي تعرض من قبل للإصابة بقطع في وتر أكيليس، وانقطع عن اللعب لمدة 6 أشهر، وإيفانيلدو فيرنانديز لاعب اتحاد كلباء، والثلاثي يغيب حتى نهاية الموسم، وفي الموسم الماضي ضربت الإصابات 11 لاعباً في 7 أندية، وجميعهم لم يكملوا الموسم وبعضهم ما زال تحت العلاج.
ويعد «الرباط الصليبي» من أصعب الإصابات التي يتعرض لها لاعب كرة القدم، فهي بمثابة «الكابوس»، الذي يطارد نجوم اللعبة، خصوصا أنها تحتاج وقتاً طويلاً للتعافي والعلاج والتأهيل، وتتسبب في تعطيل مسيرة اللاعبين، خصوصاً أن اللاعب يحتاج فترة طويلة حتى يستعيد مستواه مرة أخرى بعد التعافي من هذه الإصابة، كما أن الإصابة بـ«الصليبي» في أحيان كثيرة كانت سبباً في إنهاء مسيرة عدد من نجوم الساحرة المستديرة على مستوى العالم، كما تُصنف الإصابة بالرباط الصليبي على أنها أسوأ إصابة قد يتعرض لها لاعب كرة القدم في مسيرته، ولم يتوصل الطب رغم دخوله عصر الذكاء الاصطناعي في علاج أوجاع اللاعبين وتجديد أمل العودة سريعاً للملاعب. 
وكشف الدكتور عبدالله الرحومي رئيس جمعية الطب الرياضي وطب إعادة التأهيل، نائب رئيس لجنة الطب الرياضي في اللجنة الأولمبية الوطنية، العضو التنفيذي في المنظمة الآسيوية للطب الرياضي، عن أسباب الإصابات المتكررة للاعبين بالرباط الصليبي وقال:«فترة كوفيد 19 كانت وما زالت سبب الإصابات في ملاعبنا لأن هذه المرحلة لعبت دوراً كبيراً بسبب اختلاف حدة المنافسات والتدريبات وتواجد في الملاعب بشكل متقطع، وهو ما أثر على عضلات اللاعبين بسبب عدم التدريب بشكل جيد، وتأثر اللاعبون بشكل واضح، وبعد انتهاء الأزمة وجد اللاعبون أنفسهم تحت ضغوط كبيرة وكأن اللاعب يدخل الملاعب بطريقة جديدة، وبالتالي العودة التدريجية للتدريبات». 
وأضاف: «من الأسباب الأخرى، عدم التناسق العضلي في نفس الساق أو عدم الاتزان بين الساقين بوجود ساق أقوى من أخرى، وبالتالي التدريب يركز على الساقين والحوض ويكون اللاعب لديه القدرة على الارتكاز على الساقين، بالإضافة إلى وجود مشاكل وضغوط نفسية على اللاعبين، ومن المهم وجود الطب النفسي والعلاج النفسي الرياضي، وهذه أمور بها نقص كثير في المنطقة، وقد تأثر اللاعبون في مرحلة كورونا، ووجود الضغوط أفقد اللاعب التركيز في الملعب». وتابع: «عدم وجود أخصائيين من أسباب الظاهرة، وعدم وجود استشارة نفسية للضغوطات والتحديات والقلق لدى اللاعبين، ومشكلة الخروج من التعافي وتدهور مستوى اللاعبين، وهذه أسباب قد تؤدي لإصابات الرباط الصليبي، وأيضاً اختلاف الوزن خلال فترة كورونا، سواء النقص أو الزيادة، كما لم يتوفر للاعبين الفترة الكافية بعودتهم للملاعب وتأهيلهم المناسب، بجانب عوامل الطبيعية المرتبطة بالجو واستخدام الأحذية، وقد يتعرض اللاعب للإصابة بسبب الأرضية المبللة أو أحمال زائدة في التدريبات وإجهاد اللاعبين». 
وأوضح الرحومي أن اللاعب المصاب بالرباط الصليبي يحتاج من 8 إلى 10 أشهر، للعودة مجدداً للملاعب، وهناك فترة التأهل ما بعد عملية الرباط الصليبي لا تقل عن مرحلة العملية، وفي حالات نادرة قد يستطيع اللاعب العودة قبل 8 أشهر، ولكن ما ننصح به أن اللاعب يعود بعد فترة من 8 إلى 10 أشهر، وبعد برنامج تأهيل وبعدها يمر اللاعب بعدة فحوصات للتأكد من ثبات الرباط والتناسق بين قوة العضلات التي تمد الركبة، وبالتالي قوة العضلات ما بين الساقين، ونرى النسب ونتأكد من عدم وجود اختلاف في قوة العضلة، وبالتالي قد يتعرض للإصابة بعد العودة للملاعب.
شروط الحماية 
كشف الرحومي عن شروط الحماية من الإصابة بالرباط، وقال: هناك شروط لحماية اللاعبين من الإصابة، ويوجد برنامج «الفيفا 11+» الذي يساعد الرياضيين ويعتمد على 77% للإحماء والاستعداد قبل الدخول للملاعب، بجانب برامج التقوية وتكيف اللاعب على الأجواء، سواء كان الجو رطباً أو حاراً أو بارداً، كما يجب نتأكد أن اللاعب لا يتعرض للإجهاد الزائد في التدريبات والمباريات لأن ذلك يزيد من احتمالية الإصابة بالرباط، وهو ما يجب أن تنبه له الأطقم الطبية مع ضرورة الاستشارات النفسية، والتأكيد من الأدوات الخاصة باللاعب سليمة مثل الأحذية والملابس، ومعرفة أرضية الملعب، سواء أرضية ترتان أو عشبية، خاصة في حالات القفز وسقوط اللاعبين. 
سر عودة الإصابة 
عن عودة الإصابات للرباط الصليبي مرة أخرى، قال الدكتور الرحومي: «المشكلة مرتبطة بالسن، وعلى سبيل المثال، اللاعبون أقل من 24 سنة قد يتعرضون للإصابات مرة أخرى، واللاعبات أيضاً، ومرحلة إعادة التأهيل تساعدنا على الوقاية من عودة الإصابات، والتأكد من العودة السليمة للملاعب، وهناك عوامل أخرى، منها التعجل في العودة للملاعب، ومرحلة التأهيل لا تقل عن العملية، وأيضاً هناك تأهيل قبل العملية الجراحية، من خلال تقوية العضلة، وقد يستغرق التأهل شهرين وهذا أفضل من التعجل والعودة، وهناك ضغوط على اللاعب لسرعة العودة لمستواه، وهذه مشكلة كبيرة».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©