عدد اليوم
مصطفى الديب (أبوظبي)
تُوج الشارقة بطلاً لكأس صاحب السمو رئيس الدولة لكرة القدم، للمرة العاشرة في تاريخه، بعد الفوز على العين 13 - 12 بركلات الترجيح التي شهدت «ماراثون» تسديدات بين الفريقين في المباراة النهائية التي جمعتهما على استاد محمد بن زايد بالعاصمة أبوظبي.
وانتهى الوقت الأصلي من المباراة بالتعادل بهدف لكل منهما، افتتح محمد عبد الباسط التسجيل لمصلحة الشارقة إثر رأسية في الدقيقة 47، فيما تعادل لابا كودجو للعين من متابعة جيدة للكرة أسكنها الشباك في الدقيقة 56.
ولبت المباراة طموحات الجماهير العريضة، حيث كانت الإثارة هي العنوان الأبرز لمجريات المواجهة الساخنة، خاصة ركلات الترجيح التي وصل الفريقان فيها إلى الركلة 14 لكل فريق، وترجمها لاعبو الشارقة بنجاح، باستثناء المدافع اليوناني مالوناس، فيما سجل لاعبو العين 12 ضربة، وأهدر كل من المهدي مبارك وبلاسيوس الذي أضاع الضربة رقم 14، وتصدى لها الحارس عادل الحوسني، ليعلن تتويج الشارقة بطلاً لـ «أغلى الألقاب».
وضرب الشارقة عصفورين بحجر واحد بهذا اللقب، حيث حافظ على اللقب الذي يحمله من الموسم الماضي، وكذلك وصل إلى اللقب العاشر، متساوياً مع شباب الأهلي الذي يملك عشرة ألقاب أيضاً.
وجاءت المباراة مثيرة من البداية وحتى إطلاق صافرة النهاية، خاصة أن العين كان الأفضل في دقائق الانطلاقة، وحتى منتصف الشوط الأول الذي عاد فيه الشارقة للقاء وبادل «الزعيم» السيطرة.
ونجح مدربا الفريقين، سواء كوزمين مدرب «الملك»، أو ريبروف مدرب «الزعيم» في إيقاف مفاتيح اللعب في الشوط الأول، فيما جاء اللقاء مفتوحاً بدرجة كبيرة في الشوط الثاني، إلا أن الحظ لم يحالف مهاجمي الفريقين في زيادة الأهداف، وإنهاء المباراة في الوقت الأصلي، خاصة تسديدة بلاسيوس في الدقيقة 89 التي ارتدت من عارضة عادل الحوسني حارس الشارقة.
وبعيداً عن اللقاء، رسمت الجماهير لوحة فنية في المدرجات التي رفعت شعار «كاملة العدد» من جمهور العين والشارقة، وكان الحماس هو لغة المدرجات طوال التسعين دقيقة، وأثناء تسديد ركلات الجزاء التي جاءت ماراثونية، وهي المرة الأولى التي يصل فيها فريقان في نهائي كأس صاحب السمو رئيس الدولة، إلى هذا العدد من ركلات الجزاء لحسم هوية البطل.
وتبادل الفريقان السيطرة في الشوط الأول الذي جاء متوازناً بعض الشيء من الفريقين، وبدأ العين بضغط هجومي مكثف بغية تسجيل هدف التقدم، ومباغتة الشارقة، وكاد لابا كودجو أن ينجح في تسجيل هدف السبق في الدقيقة السابعة من رأسية، وأتيحت لـ «الزعيم» أكثر من فرصة للتسجيل، إلا أن دفاع الشارقة تصدى لكل الهجمات.
وبدأ «الملك» في دخول أجواء المباراة خلال النصف الثاني من الشوط الأول، وسيطر على مجريات اللعب بدرجة كبيرة، وشكل خطورة على مرمى محمد بوسندة، حارس «الزعيم»، وأبرز الفرص من رأسية ديجانيني في الدقيقة 26، وتسديدة ماجد راشد في الدقيقة 30، وكذلك رأسية اليوناني مالانوس في الدقيقة 34 والتي مرت بجوار القائم الأيسر لمرمى العين، لينتهي الشوط الأول بالتعادل السلبي.
في الشوط الثاني، حضرت الإثارة بقوة من البداية، بعدما باغت الشارقة فريق العين بهدف التقدم في الدقيقة 47، وقبل مرور دقيقتين على انطلاقة الشوط الثاني من رأسية محمد عبد الباسط.
وبعد الهدف، حاول العين الرد وهاجم بشراسة، وأتيحت له أكثر من فرصة، حتى نجح لابا كودجو في إدراك التعادل في الدقيقة 56، من الكرة المرتدة من عادل الحوسني حارس «الملك».
بعدها هدأت الأمور بعض الشيء، حتى الدقائق الأخيرة التي شهدت إثارة كبيرة، بإهدار كايو وميلوني لفرصتين للشارقة، وكذلك فرصة بلاسيوس للعين إثر تسديدة ارتطمت في العارضة في الدقيقة 89، لينتهي الوقت الأصلي بالتعادل 1-1 ويحتكم الفريقان إلى ركلات الترجيح التي ابتسمت للشارقة، بعد ماراثون طويل من التسديدات.
احتفالية إلى «الفجر»
في الساعات الأولى من صباح اليوم، وصلت حافلة الشارقة إلى مقر النادي، ليحتفل اللاعبون باللقب الغالي مع الجماهير التي انتقلت مباشرة من استاد محمد بن زايد إلى ملعب الشارقة، وظلت الجماهير الغفيرة على طول الطريق بين أبوظبي والشارقة مروراً بدبي، تحتفل بالبطولة الغالية، من خلال وضع علم الدولة، وشعار نادي الشارقة على كل السيارات الخاصة بهم أو حتى الحافلات التي قام النادي بتخصيصها لجماهيره.
وأظهرت الرحلة الفرحة العارمة والكبيرة للجماهير بهذا اللقب الغالي، وأن الفريق وجماهيره العريضة كانت بالفعل في حاجة إلى أن يُتوج جهدهم خلال الفترات الماضية بلقب يدفعهم إلى الأمام.
