الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«بيريز الريال» يطرح مفهوم «تجارة الأبطال»!

«بيريز الريال» يطرح مفهوم «تجارة الأبطال»!
14 ابريل 2023 12:19

 
مدريد (الاتحاد)


مع مواصلة ريال مدريد الأداء القوى دفاعاً عن لقب دوري أبطال أوروبا، فإن رجلاً واحداً فقط يمكنه خطف الأضواء، بوصفه صانع مجد «الملكي» منذ بداية «القرن 21»، وهو الرئيس فلورنتينو بيريز.
دخل ريال مدريد «القرن 21» وسط أزمة اقتصادية، رغم فوز رئيس النادي لورنزو سانز بلقبين في دوري أبطال أوروبا، ليخوض انتخابات يوليو 2000، وسط مواجهة أسئلة حول الوضع المالي الخطير الذي كان يعاني منه النادي.
كان منافس سانز على الرئاسة هو بيريز، رجل أعمال من مدريد قدم نفسه للمدريديين قبل 5 سنوات، عندما خسر بفارق ضئيل الانتخابات ضد رامون ميندوزا، لكن هذه المرة امتلك خطة لتحسين فرصه بأن يصبح رئيساً في ملعب سانتياجو برنابيو، وكانت تلك الخطة التي لفتت الانتباه.
كان لويس فيجو، نجم برشلونة حينذاك، وأحد أفضل اللاعبين في العالم، وكان الوعد الانتخابي لبيريز، حيث بحث عن كسب أعضاء ريال مدريد خلال حملته الانتخابية التي أكد فيها أنه في حالة انتخابه رئيساً للنادي، في ذلك الصيف نفسه، سيقوم بالحصول على توقيع أفضل لاعب من منافسه برشلونة.
وأضاف أنه إذا فشل في ذلك فإنه يغطي رسوم العضوية لهذا الموسم لجميع أعضاء النادي بنفسه، وعاد «الوعد» بالتأثير على النتيجة النهائية للتصويت، وفاز بيريز، وبعد أسبوع تم تقديم فيجو لاعباً في ريال مدريد.
دون أن يدرك ذلك وقتها، أصبح فيجو أول لاعب في مجموعة من اللاعبين الذين انتهى بهم الأمر لتسميتهم «الجالاكتيكوس»، وتبع توقيع البرتغالي بعد عام توقيع زين الدين زيدان من يوفنتوس، قبل أن ينضم رونالدو نازاريو من إنتر ميلان عام 2002، بعد تألقه سابقاً في برشلونة، وتم إحضار ديفيد بيكهام من مانشستر يونايتد في عام 2003. 

ومع وجود لاعبين حاليين مثل روبرتو كارلوس، كلود ماكيليلي، بالإضافة إلى محليين مثل إيكر كاسياس، راؤول وغوتي، تم تشكيل فريق شكل نموذجاً على صعيد كرة القدم الدولية.
كان خورخي فالدانو، المهاجم الأسطوري الذي فاز بكأس العالم مع الأرجنتين عام 1986، والذي سبق له التواجد في ريال مدريد لاعباً ومدرباً، هو المدير الرياضي في ذلك الوقت. 

بالنسبة له، لم يكن التطور الأهم خلال حقبة لوس جالاكتيكوس على أرض الملعب، بل خارجه، وقال: كانت علامة فارقة في تاريخ كرة القدم، أدرك فلورنتينو بيريز أن كرة القدم هي «تجارة الأبطال»، حيث يعتبر التعاقد مع الأبطال استراتيجية لا تقدر بثمن، وهز العالم، ومنذ ذلك الحين، سعت جميع الأندية لإحداث تأثير عبر السوق بطريقة مماثلة لما فعله ريال مدريد في ذلك الوقت.
تحققت النتائج الرياضية أيضاً، وتمكن ريال مدريد الذي لم يفز بلقب بالدوري الإسباني منذ موسم 1996-1997، من رفع كأس الدوري مرة أخرى موسم 2000-2001، وهو الموسم الأول بقيادة بيريز، ومرة أخرى موسم 2002-2003، كلاهما مع المدرب فيسنتي ديل بوسكي، بالإضافة إلى ذلك، تمكنوا أيضاً من رفع لقب دوري أبطال أوروبا التاسع للنادي، والذي تم تأمينه بفضل تسديدة زيدان الرائعة في نهائي جلاسكو أمام باير ليفركوزن عام 2002.
بالنسبة لفالدانو، كانت تلك هي ذروة جيل «الجالاكتيكوس»، وقال: كنا ما زلنا في منتصف الطريق فقط، حيث وصل فيجو وزيدان فقط، لكن كأس أوروبا في جلاسكو ربما كان تتويجاً لهذا المشروع.
حتى بعد وصول المجموعة الأولى من لاعبي «الجالاكتيكوس»، تم التوقيع مع العديد من اللاعبين الكبار الآخرين من قبل ريال مدريد، مثل أحدث فائز بالكرة الذهبية مايكل أوين من ليفربول، أو الشاب سيرجيو راموس من إشبيلية أو البرازيلي جوليو بابتيستا، الذي غادر إشبيلية أيضاً إلى ملعب سانتياجو برنابيو.
رغم ذلك، بعد فوزه بكأس السوبر الإسباني عام 2003، دخل ريال مدريد مرة أخرى فترة أزمة، لكن هذه كانت رياضية، وتم التخلي عن فيسنتي ديل بوسكي، والتعاقد مع كارلوس كيروش، لكنه لم يتمكن من إعادة الفريق إلى درب الفوز، على الرغم أنها كانت فرقة مليئة بالنجوم، لكن القطع لم تعمل معاً دائماً.
خلال مواسم 2003-2004 و2004-2005 و2005-2006، فشل لوس بلانكوس من الفوز بأي من ألقاب الدوري أو كأس الملك أو دوري أبطال أوروبا، مما دفع فلورنتينو بيريز لاتخاذ قرار الاستقالة بعد عامين من إعادة انتخابه.
كان ذلك بمثابة نهاية الفترة الأولى لفلورنتينو بيريز في قيادة ريال مدريد، ومع ذلك، عاد رجل الأعمال كرئيس للنادي في عام 2009، وعادت معه هالة «الجالاكتيكوس»، حيث وصل العديد من النجوم في ذلك الصيف، مثل كاكا، كريستيانو رونالدو وكريم بنزيمة، من بين آخرين.
بعد ذلك فتح الفريق صفحة جديدة في سجل إنجازات رائعة تحت قيادة بيريز، بالفوز بلقب دوري أبطال أوروبا في 2014 مع المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي بفريق زاخر بالأسماء، إلى جانب رونالدو وبنزيمة، منها لوكا مودريتش، توني كروس، تشابي ألونسو وجاريث بيل وأنخيل دي ماريا، وعاد مرة أخرى ليحصد ثلاثية متتالية بين 2016 و2018، بقيادة المدرب زين الدين زيدان، الذي كان يزاحم لاعبيه بالنجومية ليتحول الفريق إلى أبطال في الملعب وعلى الدكة أيضاً.
ومرة أخرى في أكثر الأعوام التي تعرض فيها بيريز لهجوم عنيف بعد طرح مشروع «السوبر ليج»، نجح في إنهاء موسم 2021 - 2022 بالتتويج بلقب دوري أبطال أوروبا مع أنشيلوتي العائد مرة أخرى، وبقيادة قائمة أبطال جدد كسب الرهان عليهم مثل فينيسيوس جونيور وفالفيردي، إلى جانب «الحرس القديم» بنزيمة وكروس ومودريتش والبقية.
 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©