عدد اليوم
مدريد (الاتحاد)
تجاوز المغربي عبد الصمد الزلزولي التوقعات العالية، التي كان يضعها أوساسونا الإسباني عليه، عندما قام باستعارته من برشلونة لمدة موسم واحد في سوق الانتقالات الصيفية الماضي، وذلك بطلب من المدرب جاجوبا أراساتي الذي حثّ المدير الرياضي للنادي براوليو فاسكيز على بذل كل ما في وسعه لجلب هذا النجم الصاعد إلى ملعب «إل سادار».
وصل أوساسونا إلى نهائي كأس الملك للمرة الثانية على الإطلاق في تاريخه، وكان الزلزولي أحد اللاعبين الأساسيين خلال هذه الرحلة، حيث جعل هدفه في الوقت الإضافي «لوس روخيلوس» يتفوق على إشبيلية في ربع النهائي، قبل أن يضع اللاعب البالغ من العمر 21 عاماً مرة أخرى جماهير «إل سادار» على أقدامهم بتسجيل الهدف الوحيد في فوز ذهاب نصف النهائي 1-0 على أتلتيك بلباو.
وبعد أن أنهى أوساسونا المهمة في لقاء الإياب في بلباو، سجل عبد الصمد هدفين رائعين في الجولة 28 من الدوري الإسباني لكرة القدم ليحقق فريقه الفوز 2-1 على إلتشي.
كان الفوز على إلتشي مميزاً بشكل خاص للجناح، حيث لعب في أكاديمية «لوس فرانخفيرديس» عندما كان أصغر عمراً، بعدما انتقلت عائلته إلى حي كاروس في إلتشي قادمون من المغرب عندما كان في السابعة من عمره، ثم تبع ذلك انتقاله إلى هيركويس، حيث رصد رامون بلانث مدير نادي برشلونة مجموعة المهارات الفريدة لعبد الصمد.
أرسل برشلونة الكشافة لمشاهدة العديد من مباريات الزلزولي مع هيركوليس، وقرر التعاقد معه وضمه إلى فريق الرديف للنادي الكتالوني في عام 2021. كان هناك إثارة خاصة حول إمكانات المغربي، حيث تعلم اللعب في الشوارع وكان لديه أسلوب المدرسة القديمة في المراوغة، لكنه قضى أيضاً بعض الوقت في عدد من الأكاديميات المميزة، وعرف كيف ينسجم مع الفريق.
بعد وصوله إلى برشلونة، سرعان ما أثار عبد الصمد إعجاب مدرب فريق الرديف سيرجي بارخوان، ثم تم تسليمه لأول مرة إلى الفريق الأول عندما تولى بارخوان المسؤولية المؤقتة للفريق قبل تعيين تشافي هيرنانديز. ومنح تشافي للجناح فرصة المشاركة في 10 مباريات مع الفريق الأول في الموسم الماضي، بما في ذلك مباراة في أوساسونا حيث سجل هدفه الأول مع الفريق الأول، دون أن يدرك في ذلك الوقت أنه سيسجل عدة أهداف أخرى في ملعب «إل سادار» بعد بضعة أشهر فقط.
بمجرد اكتمال إعارته إلى أوساسونا في صيف عام 2022، تم تجهيز عبد الصمد على الفور. وجد شقة بالقرب من بلازا ديل كاستيلو في وسط بامبلونا حيث يقع النادي، وهي المدينة المعروفة باحتفالها سنوياً بمهرجان إطلاق الثيران في الشوارع، مما سمح له بالاستمتاع تماماً بأجواء المدينة، بينما أظهر موقفاً ودياً ومتواضعاً في التدريب، كما ساعده حقيقة أن زعيم غرفة الملابس شيمي أفيلا قرر وضع عبد الصمد تحت جناحه.
في أول ظهور له على أرض أوساسونا أمام رايو فايكانو، استغرق الأمر من الزلزولي بضع دقائق فقط لكسب الجماهير، حيث راوغ خمسة مدافعين ليقدم تمريرة مساعدة لروبن غارسيا في تسجيل هدف الفوز 2 - 1. كان هذا مجرد مقتطف من قدرة عبد الصمد على المراوغة، حيث حقق في المتوسط 3.68 مراوغة ناجحة لكل مباراة في «الليجا» هذا الموسم، وهو أعلى معدل لجميع اللاعبين في القسم مع 100 دقيقة لعب على الأقل.
هذه المراوغات، التمريرات الحاسمة والأهداف في «الليجا» شهدت حصول عبد الصمد على مكافأة بمكان في تشكيلة المغرب في كأس العالم، ولعب الشاب في ثلاث مباريات مع وصول المنتخب الأفريقي إلى نصف النهائي.
لقد كان موسماً رائعاً للجناح في 2022-2023، تابعه خلاله تشافي مدرب برشلونة باهتمام، وكما قال الكتالوني خلال مؤتمر صحفي عقده مؤخراً: «يستفيد عبد الصمد من هذه الإعارة، أعتقد أنه يحدث فرقاً هناك وهم سعداء جداً به في بامبلونا، وهذا أمر أمهم، إنه محترف ويلعب بشكل جيد للغاية، وعندما يعود، وهو ما نريده، سنرى كيف هو، وسنقيمه، ثم سنقرر لاحقاً ما نفعل به، لكنه يمكن أن يكون لاعباً مهماً في المستقبل. أنا سعيد لأنه يحقق أقصى استفادة في فترة الإعارة هذه، والتي أعتقد أنه بحاجة إليها».
كما أوضح تشافي، فإن مستقبل عبد الصمد ما زال قائماً، لديه عقد حتى عام 2026 مع النادي الكتالوني، وسيتطلع إلى إضافة المزيد إلى 10 مباريات خاضها مع الفريق الأول، ولكن في الوقت الحالي، ينصب تركيز عبد الصمد على أوساسونا ومحاولة الفوز بأول لقب كبير في تاريخ النادي عندما يخوض نهائي كأس ملك إسبانيا ضد ريال مدريد في مايو المقبل.
