عدد اليوم
عمرو عبيد (القاهرة)
لا زالت احتفالات الأرجنتين وأسطورتها ميسي بلقب "مونديال 2022" مستمرة، فلا يكاد ينتهي تكريم حتى يبدأ آخر، محلياً أو عالمياً، ودائماً ينال "البرغوث" الجانب الأكبر من الاحتفاء والإشادة، وبالطبع خرجت جميع الصحف الأرجنتينية لتتغنى بظهور تمثال ليو في متحف اتحاد أميركا الجنوبية، حيث عنونت صحيفة "هوي" المحلية غلافها الذي تصدرته صورة ميسي وتمثاله بقولها "الموهبة الخالدة عبر التاريخ".
وعبّرت صحيفة "إيبوكا" عن فخرها بهذا الأمر واصفة إياه بـ"التحية القارية"، التي استحقها ميسي ورفاقه بعد إعادة كأس العالم إلى "موطنه اللاتيني"، وأكدت "إل إينسا" ما معناه أن الاحتفالات بالبطل العالمي مُستمرة ولن تتوقف.
أما "أهورا" فقد رأت الأمر بمثابة "اعتراف عاطفي" من الاتحاد اللاتيني بالإنجاز العالمي، الذي حققه "الألبيسيليستي" وأسعد به القارة كلها، التي يظهر فيها ميسي "ملكاً" حسب تعبير صحيفة أوليه الشهيرة!
وباهتمام بالغ تخطى حدود كرة القدم، نشرت "لا ناسيون" تقريراً حول المباراة الودية الثانية لأبطال المونديال أمام كوراساو، قالت فيه إنهم "أبطال الشعب"، لا جدال في ذلك، فبعدما قال سكالوني إنهم لعبوا وقاتلوا وفازوا من أجل الشعب، جاء الدور على المواطنين لرد دين الفرحة العارمة، التي زرعها "راقصو التانجو" في قلوب الأرجنتينيين، وتحدث التقرير عن مقاطعة سانتياجو ديل إستيرو التي تحولت من الهدوء المعروف عنها إلى حالة من الصخب السعيد لقدوم الأبطال، وبينما اعتادت عدم وجود روح في شوارعها، غلف "الجنون" كل المناطق بجيش من الإداريين وموظفي الحكومة والشرطة لتأمين النجوم وتنظيم تزاحم الجماهير من أجل تحية "عمالقة المونديال".
وواصلت "لا ناسيون" الحديث عن الروح التي دبت في أوصال المقاطعة، بين شراء آلاف التذاكر والانتظار في الشرفات لالتقاط صور الأبطال، وكذلك بيع مئات التماثيل والصور للقطات التتويج المونديالي الأخير، بل عادت الصور المجسمة لمارادونا وبعض الرؤساء والسياسيين السابقين في الظهور مع الباعة، وكتبت أن لعب بطل كأس العالم داخل البلاد يُعد "كنزاً" لا يُقدّر بثمن وأن استقبال المقاطعة لهم "شرف كبير"، وبين الجنون والسحر، لا يمكن فهم تلك الرابطة العجيبة التي تجمع كل هؤلاء في مكان واحد، لكنها كرة القدم إذا ما اقترنت بحصد كأس العالم من أجل الأرجنتين!
