عدد اليوم
أنور إبراهيم (القاهرة)
جاء قرار بايرن ميونيخ الألماني، بإقالة جوليان ناجلسمان مدرب الفريق، وتعيين توماس توخل بدلاً منه، بمثابة صدمة لكل المهتمين بكرة القدم الأوروبية، الذين يعترفون بأنهم فوجئوا بهذا القرار، لأنهم يرون أن ناجلسمان لم يكن فاشلاً في مهمته، وإن تراجع إلى المركز الثاني في الدوري الألماني «البوندسليجا» بفارق نقطة عن بروسيا دورتموند، في الوقت الذي يسير فيه بصورة طيبة في دوري الأبطال الأوروبي «الشامبيونزليج»، وتأهل عن جدارة إلى ربع نهائي البطولة لمواجهة مانشستر سيتي الإنجليزي، ومحصلته 8 انتصارات خلال 8 مباريات، ولم يدخل مرماه إلا هدفين فقط.
ويؤكد خبراء الكرة الأوروبية أن التغيير الذي شمل اثنين من أفضل مدربي أوروبا في العقد الأخير، ينعكس بصورة أو بأخرى على الكرة الأوروبية كلها، وربما يقلبها رأساً على عقب.
وتشير مصادر صحفية ألمانية إلى أنها كانت تتوقع هذه الخطوة، نظراً للتوتر القائم بين أسرة ناجلسمان وإدارة «البايرن»، ولكنها لم تتوقع أن يصل الأمر إلى حد إقالة المدرب الشاب «35عاماً»، وخاصة إن عقده طويل الأجل، وينتهي في «صيف 2027»، وإن عدداً من مسؤولي النادي «البافاري» كانوا يساندونه، ويؤكدون له أنه سيكون موجوداً مع الفريق الصيف المقبل، وإذ فجأة وجد نفسه مقالاً، ولم يبلغه أحد في النادي بهذا الأمر، وإنما عرفه من الصحف، وليس ذلك على أية حال تقليلاً من إمكانات توخل.
وقالت المصادر نفسها إن توقيت الإعلان عن قدوم توخل في نفس توقيت إقالة ناجلسمان، إنما يؤكد أن إدارة النادي كانت تبيت النية لإصدار هذا القرار الذي أسفر عن رحيل ناجليسمان رغم محصلته الإيجابية، حيث حقق نسبة 70% من الانتصارات مع مسيرة طيبة حتى الآن في «الأبطال».
ومن جانبه، ذكر موقع جول العالمي، أن البايرن، بإقالته لنجلسمان وتعيينه توخل، قلب الموازين تماماً بالنسبة لحركة انتقالات المدربين بين الأندية الأوروبية الكبرى في «الميركاتو الصيفي»، وأحدث نوعاً من «الخلخلة» سيظهر أثرها خلال الأسابيع، والأشهر القليلة القادمة.
وأوضح الموقع أن الكل يدرك أن الإيطالي كارلو أنشيلوتي المدير الفني الحالي لريال مدريد، قريب من تدريب منتخب البرازيل، ومعنى ذلك أنه سيترك مكانه في «الريا»ل بنهاية الموسم، وكان فلورنتينو بيريز رئيس النادي الملكي ينوي استقدام الألماني توخل لاقتناعه بشخصيته القوية، وحسه التكتيكي العالي، غير أن توقيع الأخير لـ «البايرن» يقلب خطط بيريز رأساً على عقب.
وفي هذه الحالة قد يلجأ بيريز إلى الاستعانة بخيار آخر، وقد يكون هذا الخيار ناجلسمان نفسه، الذي سبق أن حدث تقارب بينه وبين «الريال» في 2018 عندما كان مدرباً لهوفنهايم، ولكنه فضل وقتها تدريب لايبزج، وهذه المرة قد يوافق ناجلسمان على تدريب الريال بعد أن أصبح «خالي شغل».
وقال الموقع: الأمور قد لا تتوقف عند هذا الحد، وإنما هناك تكهنات كانت تتعلق بتوماس توخل نفسه قبل تعيينه مديراً فنياً للبايرن، إذ كان ضمن القائمة المصغرة لتوتنهام الإنجليزي، الذي لم يعد يأمل في استمرار مدربه الإيطالي أنطونيو كونتي، لكونه لم يلبي طموحات وآمال «السبيرز».
ومعنى ذلك إن توتنهام سيقوم بتغيير خططه، وقد يعود إلى مدربه السابق الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو الذي لا يعمل حالياً منذ إقالته من تدريب باريس سان جيرمان الذي كان يضع عينه بدوره على توخل، ويعتبره أولوية أولى في خططه قصيرة المدى، لكي يعود مجدداً ليحل محل الفرنسي كريستوف جالتييه المدير الفني الحالي، والذي لم يكن بدوره على مستوى طموحات النادي الباريسي.
وكان سان جيرمان فشل أيضاً في إقناع زين الدين زيدان بتدريب الفريق.
وفي ظل هذا الوضع قد يلجأ باريس للتفاوض مع ناجلسمان لقيادة الفريق في الصيف المقبل.
وانتهى الموقع إلى القول إن إقالة ناجلسمان وتعيين توخيل، سيكون لهما تأثير كبير في سوق انتقالات المدربين بين الأندية الأوروبية الكبرى هذا الصيف، لأنهما يلقيان بظلالهما على خطط إدارات الأندية التي تنوي التخلص من مدربيها، وبوجه خاص ريال مدريد وتوتنهام وباريس سان جيرمان، وقد يترتب على ذلك تغيير وجه الكرة الأوروبية.
