الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«البطل الشعبي».. روايات «كروية» تاريخية

«البطل الشعبي».. روايات «كروية» تاريخية
2 مارس 2023 17:01

عمرو عبيد (القاهرة)
نجح أرسنال في توسيع الفارق على القمة مع مانشستر سيتي إلى 5 نقاط، بعدما أحسن استغلال مباراته المؤجلة، ليعوض ما حدث قبل أسابيع قليلة وقت خسارته «مباراة الموسم» أمام «البلومون»، الذي صعد آنذاك مؤقتاً إلى الصدارة، وتشير محطات الموسم الحالي إلى أن «سباق البريميرليج» لم ينته بعد، لأن الجولات المقبلة ستشهد مواجهات صعبة للطرفين وسط تداخل المباريات الأوروبية، بجانب «المبارزة الثانية» التي تجمعهما نهاية أبريل المقبل، وبمتابعة تغطية الصحف الإنجليزية وتفاعل الجماهير عبر مواقع التواصل الاجتماعي من مختلف الانتماءات في الفترة الحالية، يبدو أن تصريح أرتيتا «قائد المدفعجية» حول أن فريقه هو «البطل الشعبي» الذي يتعاطف معه الجميع من أجل نيل اللقب الإنجليزي، كان مجرد دفاع عن وضعه الصعب عقب هزيمته أمام «السيتي» ومحاولة تحفيز عناصره الشابة من أجل عدم الاستسلام، لأن وضع «الجانرز» لا يتماشى كثيراً مع «روايات البطل الشعبي» التي ظهرت بصورة محدودة ومعدودة في بعض بطولات كرة القدم خلال السنوات الأخيرة!
في إنجلترا على وجه التحديد، لم يعرف «البريميرليج» تعاطفاً حقيقياً كبيراً مع أحد المتوجين باللقب، مثلما كان الحال في موسم 2015/2016، ومثّل ليستر سيتي آنذاك حالة «البطل الشعبي» بصورة غير مألوفة، إذ امتد التعاطف مع «الثعالب» وتشجيعه ليشمل أغلب جماهير الكرة حول العالم بأكمله، ورغم وجود أرسنال في دائرة المنافسة وقتها بعد غياب لمدة 10 سنوات، ومعه توتنهام أيضاً، إلا أن الدعم الكامل كان موجهاً لـ«المقاتل الأزرق»، الذي حقق المعجزة بحصد اللقب، وأهدى الكرة الإنجليزية والعالمية «إلهاماً» بإمكانية تفوق الصغار والمهمشين على أعتى الفرق الكبرى، والمتابع للصحافة الإنجليزية يجد اختلافاً جوهرياً في تناول انتصارات كتيبة ليستر، والحديث عن نجومه اللامعين آنذاك مثل جيمي فاردي ورياض محرز ونجولو كانتي وغيرهم مع القائد الإيطالي كلاوديو رانييري، الذي أدخل فريقه التاريخ من أوسع أبوابه ليبقى خالداً فيه، والطريف أن صحيفة «ميرور» البريطانية نفسها وصفت ليستر سيتر وقتها بـ«بطل الشعب».
ولا داعي للغوص في أعماق التاريخ للبحث عن أبرز الحالات المماثلة، فما حدث مع منتخب الأرجنتين والأسطوري ليونيل ميسي نهاية العام الماضي يبدو كافياً، لتوضيح الفارق بين تصريح أرتيتا وواقع مشجعي كرة القدم العالمية، فربما لم يعرف تاريخ كأس العالم اتفاقاً عالمياً كبيراً من قبل كثيرين حول أحقية «البرغوث» في التتويج بـ«المونديال»، وكان التشجيع والدعم لـ«راقصي التانجو» في النسخة القطرية ممتداً لدرجة أنه شمل بعض المنافسين واللاعبين القدامى من دول مختلفة، بجانب ملايين المشجعين حول العالم، وجاءت التغطية الإعلامية عقب تتويج ليو و«الألبيسيليستي» لتؤكد ذلك، حيث تحول ميسي إلى «بطل شعبي» في أميركا اللاتينية وخرجت أغلب التصريحات من مختلف دولها لتعبر عن ذلك، بما فيها البرازيل وأساطيرها، وكتبت أغلب الصحف الإنجليزية والإيطالية والإسبانية أن ليو هو أفضل لاعب في التاريخ، وباتت الأرجنتين «فخراً» لأميركا الجنوبية وقارات أخرى، تمنت إيقاف السيطرة الأوروبية المُستمرة على كأس العالم في العقود الأخيرة، ليستحق الأرجنتين لقب «بطل الشعب».
وفي الموسم الجاري، بالتوازي مع تفوق أرسنال الإنجليزي، يظهر نابولي كأحد فرسان تلك الرواية النادرة، لأن الكل في إيطاليا يدعمه ويشعر بالسعادة لما يقدمه «جلي آتزوري» في «الكالشيو»، وهو ما يظهر بوضوح عبر الصحف الإيطالية التي جعلت من «السماوي» رمزاً لكسر احتكار يوفنتوس وميلان وإنتر لأغلب الألقاب الإيطالية في السنوات السابقة، ومع المستوى الرائع الذي يقدمه محلياً أو قارياً، بات نابولي «بطلاً شعبياً» يحلم كثيرون بإمكانية تحطيمه القواعد المعتادة من أجل الفوز بدوري الأبطال أيضاً، وإذا كان «السماوي» قادماً من الجنوب الإيطالي الذي يمثل الجانب الشعبي من الكرة هناك في مواجهة سيطرة الشمال، فإنه يُكرر ما كان عليه الحال قبل 30 عاماً، في أيام مارادونا الذي يُعرف هو الآخر بألقاب مثل بطل الشعوب أو البطل القومي، في مفارقة غريبة!
أخيراً، قد لا يظهر هذا الأمر كثيراً في لمحات أخرى خلال السنوات الأخيرة، إلا أن بروسيا دورتموند في ألمانيا يُمكنه أن يدخل ضمن زمرة «الأبطال الشعبيين»، بعدما نجح في الوقوف أمام «سطوة» بايرن ميونيخ وانتزع منه لقبين في «البوندسليجا» 2010/2011 و2011/2012، بجانب بعض الكؤوس المحلية تحت قيادة يورجن كلوب، قائد ثورة «أسود الفيستيفال» وقتها، ويذكر الجميع أن التعاطف كان كبيراً مع دورتموند في نهائي «الشامبيونزليج 2012/2013» الذي اقتنصه «البافاري» بصعوبة، واليوم يعود «الأسود والأصفر» مع جماهيره المشهورة عالمياً لتحدي بايرن، حيث يتساوى كلاهما في رصيد النقاط فوق قمة الدوري الألماني، ويبدو قريباً من بلوغ ربع نهائي دوري الأبطال بعد فوزه ذهاباً على تشيلسي المُدجج بنجوم تُقدّر بملايين الدولارات.
 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©