الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

مواهب الكرة الخليجية.. عملة نادرة أم «عقم» في منظومة الناشئين؟

مواهب الكرة الخليجية.. عملة نادرة أم «عقم» في منظومة الناشئين؟
14 يناير 2023 00:47

معتز الشامي (البصرة)

هل باتت مواهب الخليج عملة نادرة، وهل جفت ملاعب منطقتنا، وعقرت ميادينها عن تقديم من يرسمون الإبداع وينشرونه بالمهارات الفريدة والقدرات الفنية الفردية، لماذا تراجع المستوى، ومتى تقتنع الأندية أن التطوير لا يعني الإغراق في الصرف والتعاقدات المبالغ فيها مع الأجانب، ولكن بالاهتمام بقواعد المراحل السنية، والسعي للبناء من أجل مستقبل الفرق الأولى وهو ما يعود بالنفع على المنتخبات.
«الاتحاد» طرحت القضية على أصحاب الرأي الفني والاختصاص، لمعرفة ما إذا كان غياب المواهب بات ظاهرة في ملاعبنا بالسنوات الخمس الأخيرة، أو ربما «عملة نادرة»، أم أن واقعنا بات يعكس «عقماً» في الموهبة بمختلف ملاعب الخليج بشكل عام.
الآراء اتفقت بشأن تراجع في عمل أكاديميات أغلب الأندية بشكل عام في الخليج، بينما لا يزال دور دوري «الفريج» الذي يستمر حتى الآن في بعض دول الخليج، ومنها السعودية وعمان، كبيراً للغاية، فضلاً عن تطبيق البحرين نظام دوري المدارس كفكرة مبتكرة للبحث عن المواهب، بينما يعاني الدوري الإماراتي من غياب التأسيس والتكوين السليم وعمل الكشافين، للبحث عن المواهب الحقيقية، سواء بين المقيمين من مختلف الجاليات، والاستعاضة عنه بالبحث عن «مقيم التيك أواي».
ووجهت الانتقادات لغياب البطولات التنافسية بين دول الخليج على مستوى المراحل السنية، ما أثر على إعداد وتجهيز أجيال كان يمكنها المشاركة والاحتكاك في دورات الخليج للشباب والناشئين والأولمبي، بعد إلغاء اللجنة الرياضية الدائمة لدول مجلس التعاون، والاستعاضة عنها باتحاد كأس الخليج، الذي اكتفى فقط بالتركيز على بطولة المنتخبات الأولى.
ورأت الآراء أن هناك بالفعل «عقماً» في تقديم الموهوبين في أغلب مدارس الكرة في الخليج، حيث شدد محسن مصبح نجم منتخبنا الوطني السابق، على أن أغلب أندية الخليج لا تعتمد على مدربين مختصين ومؤهلين، فضلاً عن غياب «العين الخبيرة» التي يمكنها التقاط الموهبة وتطويرها بشكل سليم، وتابع: «في أوروبا هناك علم كامل في إعداد وتكوين المواهب، وهناك متخصصون يعملون ككشافي مواهب، يجوبون الساحات ودوريات المدارس وغيرها، لكن هذا الأمر ليس لدينا للأسف، وبالتالي نضبت المواهب في ظل الإهمال فيما يتعلق بتوفير بيئة مناسبة لها».
وأوضح مصبح أن القدرات البدنية أيضاً باتت علامة استفهام كبيرة لدى الناشئين والصاعدين من مدارس الكرة، وهو الأمر الذي يتطلب وقفة في العديد من الدوريات بالمراحل السنية بدول خليجية، مضيفاً: «عادة ما تجد اللاعبين يتأثرون بدنياً، وهو ما يعني عدم التزام اللاعبين في المراحل السنية بنوعية تغذية معينة، إضافة إلى انشغال اللاعبين في سن الشباب والأولمبي بالدراسة والمشوار الدراسي الذي يكون له التأثير الأكبر، وبعضهم لا يكمل مساره في اللعبة بسبب ذلك».
من جانبه، أكد البلجيكي ميشيل سابلون، المدير الفني السابق باتحاد الكرة، وأحد الضالعين في مشروع تطوير الكرة الهولندية، أن المسؤولية مشتركة في هذا الملف، حيث إن أغلب اللاعبين في دوريات الخليج، لا يلتزمون بسلوك وحياة الاحتراف التي تتطلب تضحيات والتزامات منذ مرحلة الصغر، مشيراً إلى أن أهم مبادئ تطوير المواهب هو الحفاظ عليها ذهنياً، والعمل معها من أجل تعويدها على أسلوب المحترفين وحياة اللاعب المحترف، وهو ما يؤثر على تلك المواهب بسبب عدم تلقيها التوجيه الكامل أو السليم في أغلب الدوريات بالمنطقة.
وتابع: «جمهور الدوريات الخليجية يعشقون اللعبة، وهناك مواهب فطرية بالفعل في الأندية والدوريات، ولكن المشكلة في غياب مشروع موحد في الدوري، مع غياب الاحترافية في تعامل اللاعب الخليجي مع كرة القدم، وبالتالي يتطلب ذلك إطلاق مشروعات تهتم بكل أطراف اللعبة بالمشاركة فيها للبحث عن المواهب، أبرزها البحث في المدارس ودورياتها وغيرها، مع إشراك مؤسسات كثيرة في ذلك المشروع، من مدارس وجامعات، بالإضافة إلى أندية ومؤسسات ذات علاقة، وكل ذلك يكون تحت مظلة الاتحاد المطالب بإطلاق مراكز تكوين تضم متخصصين لهم نجاحات سابقة في هكذا مشروعات، ولكن ذلك لا يحدث في أغلب دوريات الخليج، وبالتالي تتحول المواهب الفذة، إلى مرحلة الاكتشاف بالصدفة، بدلاً من التحرك للبحث عنها وتأهيلها وتكوينها».
من ناحية أخرى، أكد مهند الأنصاري، عضو مجلس إدارة الاتحاد البحريني لكرة القدم، رئيس لجنة المسابقات، أن المشكلة تكمن في الأزمات اللوجستية في بعض دوريات الخليج، والتي تؤثر بدورها على تطوير المواهب، وتابع: «في البحرين لدينا مشكلة في وفرة الملاعب، ما يعطل خطط التطوير أو تقوية المسابقات في المراحل السنية بالشكل الملائم، وهناك أيضاً مشكلات أخرى مادية سواء في الكرة البحرينية أو بقية الدوريات، وهو ما يعطل الإنفاق على تطوير المواهب التي تحتاج إلى إمكانيات وأموال وخطط وصبر، وعمل في المسابقات والمراحل السنية بشكل كبير، وأعتقد أن تلك المعوقات تحول دون استمرار الكثير من المواهب، أو حتى تكوينها بشكل غير مكتمل في أغلب دوريات الخليج».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©