الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

أزمات الكرة الخليجية.. أفضل توقيت لإعادة التخطيط

أزمات الكرة الخليجية.. أفضل توقيت لإعادة التخطيط
10 يناير 2023 01:22

معتز الشامي (دبي)

لا يزال الحديث عن هموم الكرة الخليجية يفرض نفسه مع انطلاق بطولة خليجي 25، فرغم جهود بعض اتحادات الكرة في المنطقة، لتغيير ملامح منتخباتها والدفع بوجوه جديدة، على أمل البناء للمستقبل، في ظل اقتراب تصفيات مونديال 2026 والذي سيشهد إضافة 4 مقاعد لقارة آسيا ليمثلها 8 منتخبات في المحفل العالمي، وهو ما يعد فرصة جيدة جداً لإعادة التخطيط وحصد النتائج قريباً، إلا أن البطولة لم تعبر حتى الآن عن الكرة الخليجية وما تستحقه من تطور وتقدم، خصوصاً مع تمثيلها بمنتخبين في كأس العالم الأخير، عبر قطر والسعودية.
ومع الإيمان بأن زيادة المقاعد المخصصة لقارة آسيا في المونديال المقبل، قد رفع سقف الطموحات وأعاد آليات التنافس من جديد على أمل بطاقة مؤهلة لكأس العالم، كما أشعل كذلك تنافساً يتعلق بتسارع بعض الاتحادات في مشاريع تطوير منتخباتها السنية وتوفير الاستقرار الفني قبل انطلاق التصفيات بوقتٍ كافٍ، لكن الأمر لن يكون بالسهولة مع تقدم الكرة الآسيوية في الشرق.
وترصد «الاتحاد الرياضي» آفة الكرة الخليجية مع نسخة خليجي 25 المقامة حالياً في البصرة العراقية، والتي تتمثل في تباين المستوى الفني بين دوريات ومنتخبات الخليج، حيث لم تحقق بعض الدوريات النجاحات المطلوبة رغم دخولها إلى عصر الاحتراف منذ أكثر من 15 عاماً، بينما لم يترك الاحتراف نفسه فوارق قوية مع دوريات أخرى بالخليج، لم تطبقه بشكله الحالي حتى الآن، حيث لا تزال الفوارق بسيطة باستثناء تجربتي السعودية وقطر.
ويعد الدوري السعودي هو الأكثر تطوراً على المستوي الفني، باعتباره الدوري الوحيد بالمنطقة الذي أفاد المنتخب الوطني، الذي تأهل إلى المونديالين الأخيرين على التوالي، وإن غابت الكرة السعودية عن مربع الذهب في كأس آسيا، ما يعني أن الفوائد الفنية التي جناها المنتخب ليست كافية، فيما تتفرد التجربة القطرية كون التخطيط هناك يعزل المنتخب عن الدوري، حيث يتم العمل على المواهب في أكاديمية أسباير التي تنتقي المواهب من مختلف الجنسيات والأعمار في سن صغيرة، تمهيداً لضمها لاحقاً للمنتخب، بينما يتفوق المنتخبان البحريني والعماني تحديداً رغم أنهما لم يطبقا الاحتراف محلياً، على منتخبنا الوطني الذي يطبق احترافاً صارماً.
واتفقت الآراء الفنية على التباين بين مستويات الدوريات المحترفة والهاوية، بحيث بات من غير الضروري أن يفرز الدوري القوي منتخباً قوياً، طالما غاب التخطيط وتراجعت الميزانيات ولم تنفذ الاستراتيجيات الخاصة بتطوير المنتخبات، كما في التجربة القطرية.
وتؤثر المشاكل الفنية والمالية على تطور 5 منتخبات خليجية مؤخراً، وهي الكويت والبحرين والعراق واليمن وعمان، فالأحمر البحريني رغم حصده لكأس الخليج، لم يصعد لمراحل بعيدة في تصفيات المونديال، وكذلك الأمر بالنسبة لباقي المنتخبات الخمسة.
فيما وجه بعض الخبراء انتقادات لاذعة لغياب استراتيجية علمية مدروسة في أغلب دوريات المنطقة، حيث لم تسفر تلك الاستراتيجيات عن نجاحات على مستوى المراحل السنية والمنتخبات الأولى، ولا حتى الفرق في 6 دوريات ومنتخبات خليجية، بينما بات التفوق حاضراً في منتخبين فقط وهما السعودي والقطري.
ويرى عبد الرحمن محمد لاعب منتخبنا الوطني السابق، أن الدوري الإماراتي يقدم وجوهاً فنية مميزة، ولكن ينقصنا التخطيط للمستقبل في مختلف منتخبات المراحل السنية، بالتوازي مع رؤية واضحة حول الاحتياجات من اللاعبين المقيمين، الذين يمكن ضمهم للمنتخبات لاحقاً، كما يحدث الآن في العالم أجمع وليس فقط الخليج، وتابع: «ضم المواهب وتجنيسها يطبق في جميع دول العالم، وقد رأينا منتخبات أوروبية مثل ألمانيا أو فرنسا وغيرها تفعل ذلك بأريحية ووفق نظام يطبق على الجميع، وأعتقد أن تضييق الفجوة بين الدوريات والمنتخبات، يتطلب بحثاً في كافة المواهب والاستفادة منها، وعدم حصر الأمر على اللاعب الوطني وحده».
وعن تقارب المستوى بين من يطبق الاحتراف ومن لا يطبقه وتفوق منتخبات لا تأتي من دوريات محترفة، على منتخبات تطبق الاحتراف لديها، مثل تفوق الكرة العمانية والبحرينية تحديداً في السنوات الأخيرة، قال: «بالفعل هناك تطور إيجابي في الكرة البحرينية، وكذلك المنتخب العماني أيضاً قدم مستويات طيبة، ولكن إجمالاً، المنتخبان لم يحققا شيئاً في كأس آسيا، وآخر نسختين من كأس آسيا لعب منتخب الإمارات في المربع الذهبي، وهو ما لم يفعله الأخضر السعودي».
وتابع: «الكرة الخليجية دائماً ما تتباين فيها المستويات، وتحدث بها طفرات، ولكن ذلك ليس هو الثابت، ومرور المنتخب الإماراتي بمرحلة إحلال وتجديد لا يعني أن دوري الإمارات ضعيف، ونفس الأمر بالنسبة للسعودية أو قطر».
وأضاف: «المنتخبات الخليجية الآن مطالبة بتغيير استراتيجيتها في العامين المقبلين، هناك كأس آسيا بعد عام، وهناك تصفيات مونديال ستنطلق على 8 مقاعد مؤهلة للمحفل العالمية، وأعتقد أن هناك أكثر من منتخب خليجي سيكون قادراً على بلوغ المونديال، ما يشعل الصراع ويلغي التباين الفني بين الدوريات والمنتخبات».
من جهته، أكد إيفان هاشيك مدرب منتخب لبنان السابق، أن الفوارق الفنية في دوريات منطقة الخليج وغرب آسيا بين تلك الدوريات ومنتخباتها يعود للاعب الأجنبي، حيث تغرق بعض الدوريات في زيادة أعداد الأجانب، ما يمنحها بالفعل مستوى فنياً مرتفعاً، ولكنه يؤثر بالسلب على المنتخبات الوطنية، وهو ما بدأ يظهر على المنتخب الإماراتي على وجه التحديد.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©