الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«الطواحين الحالمة» تصطدم بـ «حلم الساحر»!

«الطواحين الحالمة» تصطدم بـ «حلم الساحر»!
8 ديسمبر 2022 13:28

لوسيل (أ ف ب) 

بين منتخب يحلم بدخول نادي الأبطال الذي يستحق الولوج إليه، نظراً لتاريخه، وآخر يمني النفس بمنح نجمه المطلق ليونيل ميسي لقباً يتوج به مكانته الأسطورية، تصطدم هولندا بالأرجنتين «الجمعة» على ملعب لوسيل في ربع نهائي مونديال قطر.
بعد بداية متعثرة بسقوط صادم أمام السعودية 1-2، أظهرت أرجنتين ميسي أنها قادرة في النهائيات القطرية على الذهاب بعيداً، والفوز باللقب الأول منذ 1986 والثالث في تاريخها.
لكن مواجهة منتخبات من عيار بولندا والمكسيك وأستراليا مختلفة تماماً عن الاصطدام بمنتخب يملك تاريخاً كبيراً في كأس العالم، حتى وإن كان من دون ألقاب.
وما يزيد من صعوبة مهمة الأرجنتينيين، ونجمهم ميسي اللاهث خلف اللقب الكبير الوحيد الغائب عن خزائنه، أن المنتخب الهولندي يخوض النهائيات بإشراف المحنك لويس فان جال الذي لم يذق طعم الهزيمة في 11 مباراة خاضها مدرباً لمنتخب «الطواحين» في كأس العالم، فيما مني بهزيمة واحدة في آخر 47 مباراة وتعود إلى الخامس من مارس 2014 صفر-2 ضد فرنسا.
وترتدي موقعة الجمعة على ملعب لوسيل طابعاً ثأرياً لفان جال وهولندا، إذ انتهى مشوارهما في مونديال البرازيل 2014 عند نصف النهائي على يد أرجنتين ميسي بركلات الترجيح بعد التعادل السلبي في الوقتين الأصلي والإضافي.
ومن دون تعجرف أو مبالغة في التفاؤل، قال فان جال بعد بلوغ ثمن النهائي بالفوز على الولايات المتحدة 3-1، إنه «بإمكاننا أن نصبح أبطال عالم. أشدد على أني لا أقول إننا سنصبح أبطال عالم (بل بإمكاننا)، ما زلنا هنا وتبقى أمامنا ثلاث مباريات (للفوز باللقب)».
بعد خسارة نصف نهائي 2014 التي لا تدخل ضمن حسابات الخسارة والفوز بما أن المباراة حسمت بركلات الترجيح، ترك فان جال المنتخب الوطني للمرة الثانية، بعد أولى عام 2001 حين استقال عقب فشل التأهل لمونديال 2002، قبل أن يعود مجدداً في أغسطس 2021، متخلياً عن قرار الاعتزال.
وشاءت الصدف أن يصطدم فان جال مجدداً بالأرجنتين، لكن هذه المرة جميع اللاعبين موحّدون حوله بهدف منح ثالث أكبر مدرب في تاريخ كأس العالم (71 عاماً) أفضل هدية وداع، وفق ما أفاد نجم الدفاع فيرجيل فان دايك: «قلت له إننا سنكون هنا من أجل كمجموعة حين يكون بحاجة إلينا ونأمل من نجعل منها كأس عالم لا تُنسى بالنسبة له».
ولم يكن لسان حال المدافع الآخر نايثن أكيه مختلفاً عن فان دايك، قائلاً: «الفريق موحد حوله، نحن نقاتل ونريد أن نحقق نتيجة جيدة من أجل لويس، إنها بطولته الأخيرة وهو من الشخصيات الهامة بالنسبة لهولندا».
وسيعود المنتخبان في الذاكرة إلى زمن بعيد، إلى عام 1978 حين سقطت هولندا مرة ثانية توالياً في النهائي بخسارتها أمام الأرجنتين 1-3، وذلك بعد أربعة أعوام على اكتساحها المنتخب الأميركي الجنوبي 4-صفر في الدور الثاني (مجموعات في حينها) من مونديال 1974 في طريقها إلى النهائي حيث سقطت أمام ألمانيا الغربية.
وتواجه المنتخبان مرتين أخريين عامي 1998 في ربع النهائي حين فاز البرتقالي 2-1، و2006 حين تعادلا سلباً في دور المجموعات.
لكن كي يمنح اللاعبون مدربهم فان جال أفضل هدية وداعية، عليهم أولاً إيقاف ميسي في «تحد ليس للدفاع وحسب، بل للفريق بأكمله»، بحسب ما أفاد أكيه الذي توقع «مباراة قمة بين بلدين كبيرين في كرة القدم».
واعتبر مدافع مانشستر سيتي الإنجليزي أن ميسّي «أحد أعظم لاعبي كرة القدم على مر العصور، بالتالي سيكون من الصعب» الدفاع عليه «لكنه سيكون تحدياً جميلاً، ليس فقط لخط الدفاع، بل للفريق بأكمله».
وحذّر: «هناك أيضاً لاعبون آخرون يتوجّب علينا أن نقلق بشأنهم»، قبل أن يحثّ فريقه على «أن يكون قبل كل شيء منظماً جيداً من الناحية التكتيكية».
ورأى أن على هولندا الاعتماد أيضاً على «وحدتها» كمجموعة لإحداث الفارق الجمعة، مضيفاً: «أعتقد أنها كانت إحدى نقاط قوتنا منذ بداية البطولة، طريقتنا في التواجد معاً، قد لا نملك أعظم المواهب الفردية في العالم، لكننا أقوياء جداً كفريق».
بالنسبة للمدرب الأرجنتيني ليونيل سكالوني، فإن موقعة لوسيل تحمل نكهة خاصة، إذ يواجه فان جال الذي كان مثاله الأعلى حين كان ابن الـ44 عاماً لاعباً.
وبدأ إعجابه بفان جال «حين كنت في ديبورتيفو لا كورونيا، وهو كان في حينها شخصية رائدة كمدرب برشلونة. أنا فخور بمواجهته، الجميع يعرف ما فعله لكرة القدم».
في الواقع كان سكالوني لاعباً في ديبورتيفو حين تفوق الأخير على فان جال وبرشلونة وانتزع لقب الدوري الإسباني عام 2000.
ورأى سكالوني أن المنتخب الهولندي الحالي ليس بموهبة الأجيال السابقة، لكن ذلك لا يعني أنه لن يشكل تحدياً كبيراً لميسي ورفاقه.
وأوضح: «ليس رائعاً بقدر الفرق الهولندية السابقة، لكن لديهم رؤية واضحة بشأن ما يفعلونه، ستكون مباراة رائعة بين فريقين تاريخيين، سيتم إقصاء أحدهما، ونأمل أن نواصل مشوارنا».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©