الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

رياضة الإمارات.. من الملاعب الرملية إلى العالمية

رياضة الإمارات.. من الملاعب الرملية إلى العالمية
2 ديسمبر 2022 02:28

رضا سليم (دبي) 

في الثاني من ديسمبر من كل عام، يتجدد العهد والوعد من جميع الرياضيين لرفع علم الدولة في المحافل الخارجية كافة، وعلى مدار 51 عاماً لم تتوقف القفزات لرياضتنا التي بدأت بالملاعب الرملية، ومن ثم بدايات التطوير من المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وإلى العالمية والتطور الكبير الذي شهدته ملاعبنا في عهد المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، والنقلة النوعية واستمرار مسيرة التطور مع الأب الروحي لكل الرياضيين صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، حتى باتت الإمارات قبلة لكل الرياضيين في العالم، ومنصة كبيرة لاستضافة الأحداث الدولية والقارية.
ولعل وجود عدد كبير من المنتخبات العالمية في الإمارات لإقامة معسكراتها ولعب مباريات ودية قبل التوجه إلى نهائيات كأس العالم لكرة القدم في الدوحة، كان التأكيد على مكانة الإمارات في المنطقة، والتي تعد الوجهة المفضلة لنجوم العالم، كما تستضيف دبي مهرجان المشجعين الرسمي «بود إكس فيفا» في واجهة «دبي هاربور» البحرية، ويعد واحداً من ست فعاليات تُنظمها مهرجانات الفيفا الرسمية الرائدة حول العالم في مُدن مثل لندن ومكسيكو سيتي وريو دي جانيرو وساو باولو وسيؤول، بجانب مدينة المشجعين في «مدينة إكسبو دبي» التي تبث المباريات للجمهور، وأيضاً حديقة اليوبيل، كما جمعت دبي النجوم في مؤتمر دبي الرياضي الدولي، وجوائز «جلوب سوكر». 

أحداث عالمية
شهدت الفترة الماضية أحداثاً عالمية لا تتوقف في أبوظبي عاصمة الرياضة والتي استضافت السوبر المصري وبطولة العالم للجوجيتسو وبطولة أبوظبي العالمية للجوجيتسو ومواجهة منتخبنا والأرجنتين وأيضاً معسكر منتخب أوروجواي وسباق الفورمولا1 في جائزة الاتحاد للطيران في حلبة ياس، بجانب معسكرات الأندية الأوروبية، وكم كبير من الأحداث الرياضية في بقية مدن الدولة.

بصمة المؤسس
حققت رياضتنا العديد من الإنجازات في مختلف الأنشطة التي تميزت بها منذ 1971 بداية الاتحاد الذي كان سبباً في النجاحات والتطور الذي شهدته الدولة، لتكون بصمة الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، موجودة في كل نجاح سابق، وحتى النجاحات القادمة بعد أن أسس للمستقبل ببناء متين خلال سنوات طويلة من العمل والتخطيط والصبر. وقدم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الكثير للرياضة، ليس فقط على المستوى المحلي بل على المستوى الخليجي والعربي والعالمي، وكانت إسهاماته واضحة في العمل الإنساني على المستوى الرياضي، ورسم الكثير من الخطوط التي تحولت إلى منهاج لكل الرياضة العربية، ويزدان اسم زايد في عدد كبير من المحافل العربية والعالمية، تقديراً لما قدمه من أعمال إنسانية خالدة في ذاكرة الأمة، فهو المؤسس الأول للمنشآت كافة التي تخص الرياضة، كما أنه الملهم الأول لكل من حققوا إنجازات لهذا الوطن الغالي، ليظل زايد الخير المثل الأعلى لكل أبناء هذا البلد في شتى المجالات، على رأسها الرياضة.
وشهدت الرياضة الإماراتية خلال السنوات الماضية طفرة هائلة لم تكن لتتحقق لولا الاهتمام الكبير من القيادة الرشيدة، والتي كانت كفيلة بأن تؤدي بمختلف الألعاب للازدهار والتطور، خاصة بعد الاهتمام الكبير بجيل الناشئين والشباب في مختلف الألعاب، بما يحقق التطور اللازم في نظرة ثاقبة للمستقبل.

كوادر إدارية
تعد المناصب الخارجية هي الباب الواسع الذي تطل منه رياضة الإمارات على العالم، وتمتلك رياضتنا رصيداً كبيراً من المناصب الخارجية التي تضعها في مصاف الدول التي لها مكانة على الصعيدين الدولي والآسيوي، وأيضاً على الصعيد العربي والخليجي، وتفخر رياضتنا بوجود 150 شخصية رياضية في 185 منصباً دولياً وقارياً وإقليمياً وعربياً وخليجياً، في 27 جهة رياضية حول العالم.
هناك عدد من الشخصيات التي لها مكانة على المستوى الدولي والقاري والعربي لكون الإمارات مقراً لعدد من الاتحادات القارية والعربية

32504
تشهد الساحة الرياضية وجود 32504 رياضيين مسجلين في 32 اتحاداً ومنظمة وجمعية رياضية موزعة على الألعاب الجماعية والفردية والقتالية في جميع المراحل السنية حتى مستوى الكبار، وتأتي الألعاب الجماعية في المرتبة الأولى من حيث أعداد الرياضيين المسجلين بالاتحادات بإجمالي 14298 لاعباً، حيث نال اتحاد كرة القدم النصيب الأكبر بعدد 5846 لاعباً، يليه الرجبي والكرة الطائرة وكرة السلة وكرة اليد والهوكي.
كما تصدر اتحاد الملاكمة قائمة الرياضيين المسجلين بالرياضات القتالية التي بلغ إجمالي عدد الرياضيين فيها 7903 رياضيين بـ 6 رياضات هي الملاكمة، التايكواندو، الجو جيتسو، الكاراتيه، المبارزة، الجودو، حيث سجل اتحاد الملاكمة 3250 رياضياً.

قانون «الفئات المشمولة»
كان اعتماد المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، للقانون الاتحادي بخصوص السماح للفئات المقيمة في الدولة بالمشاركة في المسابقات الرسمية، نقطة تحول كبيرة في رياضتنا، وتضم القائمة أبناء المواطنات، وحاملي جواز الدولة، ومواليد الدولة، إضافة إلى المقيمين من مختلف الجنسيات، ويعكس القرار حرص الحكومة على تفعيل دور المقيمين في المجتمع، وتعزيز مشاركتهم في مختلف الأنشطة والفعاليات الرسمية، خاصةً أن الرياضة جزء لا يتجزأ من حضارة الشعوب وتقدمها، وتلقى إقبالاً منقطع النظير من مختلف أطياف المجتمع، وهي بالدرجة الأولى رسالة مد الجسور بين جميع الجنسيات على أرض الدولة.

الطلقة الذهبية 
سجل الشيخ أحمد بن حشر آل مكتوم أول ميدالية أولمبية في تاريخنا الرياضي بعدما فاز بالميدالية الذهبية في مسابقة رماية الحفرة المزدوجة «دبل تراب» في منافسات دورة أثينا الأولمبية 2004، وشهدت دورة الألعاب الأولمبية في ريو دي جانيرو 2016 بالبرازيل فوز لاعبنا سيرجيو توما بالميدالية البرونزية في مسابقة الجودو لوزن تحت 81 كيلو جراماً، ليعيد الإمارات من جديد إلى منصة التتويج الأولمبية بعد 12 عاماً، ويضيف الميدالية الملونة الثانية في تاريخنا الأولمبي. ونجح عمر عبد العزيز المرزوقي فارس منتخبنا الوطني في حصد أول ميدالية أولمبية باسم الإمارات في دورات الألعاب الأولمبية للشباب، حين اقتنص فضية المركز الثاني لفئة قفز الحواجز بالدورة الأولمبية الثالثة للشباب في بوينس آيريس عاصمة الأرجنتين.

شراكات وصفقات
رسالة رياضة الإمارات ليست مقتصرة فقط على استضافة البطولات أو المشاركة فيها، بل امتدت إلى العلاقات الرياضية مع الدول من خلال بناء شراكات وصفقات رياضية الهدف منها بناء جسور من المحبة والتسامح والتواصل الحضاري مع هذه الدول.
وكان المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، حريص على دعم المتميزين والوقوف إلى جانبهم، وتوجيههم، وتثمين الإنجازات الكبيرة التي يسجلها أبناء الإمارات في مختلف المحافل القارية والدولية، وبفضل دعمه واهتمامه، رحمه الله، حققت الرياضة الإماراتية نجاحات كبيرة، ومثلت مكارمه السخية لأبناء وطنه الرياضيين قوة دفع قادتهم إلى منصات التتويج العالمية، ومكنتهم من تحقيق الإنجازات في مشاركاتهم على المستويات الخليجية والعربية والقارية والدولية.
وتنهل رياضة الإمارات من دعم واهتمام ورعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وهو الدعم الذي جاء على المستويات كافة، معنوياً ومادياً، بل كان المحفز لأبطال الإمارات في الصعود لمنصات التتويج، خاصة أن سموه لم يترك بطلاً أو منتخباً حقق إنجازاً للدولة إلا واستقبله وكرمه، خاصة أنه عاشق للنجاح والتحدي، ويدعم كل الأوائل، وهو سر إهداء الرياضيين لسموه كل الإنجازات التي حققوها لكون سموه الرياضي الأول والقدوة والمثل الأعلى لكل الأبطال.

مصنع الأبطال
شهدت الدولة في السنوات الأخيرة بطولات حملت توقيع «صنع في الإمارات»، وهي الأحداث التي انطلقت في نسختها الأولى من الإمارات ومنها انتقلت إلى دول أخرى في الاستضافة، بالإضافة إلى بطولات تحمل اسم الإمارات في مختلف الألعاب؛ منها كأس دبي العالمي للخيول التي تجتذب العالم في ميدان، وجائزة الاتحاد للطيران الكبرى للفورمولا 1، حيث يتجمع العالم في حلبة ياس، وبطولة أبوظبي العالمية للجوجيتسو وبطولة القارات الشاطئية وبطولة هزاع بن زايد الدولية لكرة القدم وبطولة حمدان بن محمد الدولية للناشئين، وبطولة فاطمة بنت مبارك للسيدات المحترفات للجولف وبطولة موانئ دبي العالمية للجولف ودبي ديزرت كلاسيك للجولف وبطولة أبوظبي للجولف، ودبي ليدرز كلاسيك للجولف، وبطولة رأس الخيمة، ختام جولة التحدي الأوروبي للجولف، وغيرها. 
وهناك بطولات لها تاريخ منذ انطلاقتها؛ منها بطولة دبي الدولية لكرة السلة، وبطولة راشد الدولية للكرة الطائرة، وبطولة دبي الدولية للجواد العربي، وسباعيات دبي للرجبي، وماراثون ستاندرد تشارترد دبي، فيما نجح طواف الإمارات للدراجات الهوائية في تغيير خريطة اللعبة في المنطقة بعدما تم دمج طوافات أبوظبي ودبي في طواف واحد.

مونديال 90 في الذاكرة
تمر السنوات، وتبقى في ذاكرة الأجيال مشاركة منتخبنا الوطني لكرة القدم في كأس العالم بإيطاليا عام 1990، كما نجح الأبيض في تحقيق إنجازات لأول مرة عندما صعد إلى أولمبياد لندن 2012 للمرة الأولى في تاريخه، كما حقق على المستوى القاري، وصافة كأس آسيا التي استضافتها العاصمة أبوظبي عام 1996.
وعلى المستوى الخليجي، كانت الإنجازات أكبر، حيث حقق منتخبنا لقب كأس الخليج مرتين؛ الأولى عام 2007 بالإمارات والثانية عام 2013 بالبحرين.
وتأهل منتخبنا الوطني للناشئين لكرة القدم إلى نهائيات كأس العالم 2009 في نيجيريا، كما حقق منتخب الناشئين كأس الخليج 4 مرات أعوام 2006 و2009 و2010 و2013، ويتساوى مع المنتخب السعودي للناشئين في عدد مرات الفوز باللقب، وكانت نسخة 2006 هي المرة الأولى التي يفوز فيها منتخب إماراتي ببطولة خليجية في كرة القدم على مستوى جميع المراحل، كما فاز المنتخب الأولمبي بلقب بطولة الخليج للمنتخبات الأولمبية عام 2010 في قطر.
وعلى مستوى الأندية، حقق نادي العين لقب دوري أبطال آسيا عام 2003، وعلى مستوى البطولات الخليجية، فقد حققت الأندية الإماراتية اللقب 7 مرات، حيث فاز الشباب بكأس الخليج للأندية عامي 1992 و2011، ويليه العين عام 2001، والجزيرة عام 2007، والوصل عام 2009، وبني ياس عام 2013، والنصر عام 2014.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©