عدد اليوم
أبوظبي (الاتحاد)
ساهم اعتماد لوائح جديدة لسباقات الفورمولا1 في عام 2022، ودخول تصاميم جديدة ومبتكرة للسيارات، في إضفاء المزيد من التشويق على أجواء المنافسات وإتاحة المزيد من التجاوزات في سباقات البطولة، حيث أثبتت التصاميم الجديدة لسيارات بعض الفرق نجاحها، فيما خالف الحظ الفرق الأخرى في قراءتها للوائح لتأتي بنتائج مخيبة لآمالها وتطلعاتها. وولدت هذه اللوائح تحديات وسيناريوهات فاجأت الجميع حتى واضعي اللوائح أنفسهم، مما أضطرهم لوضع تعديلات فنية وتقنية قبل انطلاق موسم 2023.
ولكن السؤال الذي يفرض نفسه هل نجحت التغيرات؟
والإجابة أنه من الناحية الترفيهية فإن هذه اللوائح الجديدة سمحت بتقديم مزيد من الإثارة والتشويق لعشاق السباق، كما حدث في سباق جائزة الولايات المتّحدة الأميركية الكبرى للفورمولا 1. بالإضافة إلى عودة فيراري لتسجيل الانتصارات بعد غياب سنوات عن درجة منصة التتويج الأولى.
لكن السائق ماكس فيرستابن، المتوج بطلاً في سباق جائزة الاتحاد للطيران الكبرى للفورمولا 1 في أبوظبي، وبعد سباق ولفة نهائية مثيرة، هيمن هذا الموسم مع فريقه ريد بل ريسينج بقراءته المثالية للوائح البطولة. ومكنه من حسم لقبه الثاني مبكراً في سباق جائزة اليابان الكبرى للفورمولا 1 في أكتوبر، في حين ضمن فريق ريد بول بطولة الصانعين في سباق جائزة الولايات المتّحدة الأميركية الكبرى للفورمولا 1.
إلا أن الوضع الحالي يفرض المزيد من التغييرات المتوقعة لعام 2023، حيث تعد مشكلة الارتداد أحد أكبر التحديات التي واجهت فرق الفورمولا 1 واضطرت للتعامل معها في هذا الموسم، وتبرز هذه الظاهرة عند السرعات العالية إذ ترتطم فيها قاعدة السيارة بمسار السباق بترددات عالية نتيجة لفقدان قوى السحب السفلية وعودتها بتسارع عال. وبعد مناقشات طويلة، اتفقت الفرق مع الاتحاد الدولي للسيارات على زيادة ارتفاع حواف أرضية السيارات بمقدار 15 ملم.
كما تم الاتفاق على زيادة صلابة حواف الأرضية، بالإضافة إلى رفع مستوى عنق موزع الهواء الخلفي. وفي فترة الشتاء ستعمل معظم فرق الفورمولا1 على تطوير تصاميم سياراتها الحالية بدلًا من العمل على تصميم هيكل جديد كليًا، كما يشهد الموسم القادم زيادة عدد سباقات السبرينت بمقدار الضعفين لتصبح ستة سباقات، بدلاً من السباقات الثلاثة التي شهدها كل من الموسم الحالي والسابق.
بعد أن هيمن فريق مرسيدس على مرحلة اللوائح الفنية السابقة، واجه الفريق صعوبات في قراءة القواعد واللوائح الفنية الجديدة بأمثل وجه، وفي بداية العام عانت السيارة في الوصول إلى مواقع منصة التتويج، فضلاً عن عدم قدرتها على المنافسة للفوز، وبالإضافة إلى ذلك تأثرت سيارة الفريق W13 بشكل كبير بمشكلة الارتدادات خلال المراحل الأولى من الموسم.
وعلى الرغم من التحسينات التدريجية التي أضافها الفريق خلال العام، افتقد الفريق الألماني أيضاً إلى متطلبات سرعة الخط المستقيم مقارنة بمنافسه ريد بول.
وقال مدير الفريق توتو وولف أن اتجاه تصميم السيارة لعام 2023 سيتغير بشكل كبير مقارنة بالعام الحالي، مضيفًا: «شخصية السيارة ستتغير، وهذا لا يعني بالضرورة أن شكل السيارة الخارجي سيتغير ويبدو مختلفاً، لكن شخصيتها وبنيتها الداخلية سيتغيران العام المقبل».
ويستفيد فريق مرسيدس من نسبة أعلى لاستخدام النفق الهوائي في تطوير سيارتها، مقارنة بفريق ريد بل المتوج بلقب الصانعين لهذا العام، والذي سيحصل بسبب هذا الإنجاز على أقل وقت لاستخدام النفق مقارنة بالفرق الأخرى. وقبل اعتماد اللوائح والقوانين الجديدة لعام 2022، كان فريق مرسيدس هو من حصل على أقل وقت لاستخدام النفق الهوائي بعد إحرازه لقب الصانعين لموسم 2021.
وتحدث وولف أن زيادة الوقت المسموح به في النفق الهوائي سيكون له أثر كبير، وتابع: «مقارنة بفريق ريد بل، فالوقت المسموح لنا أكبر بنسبة 14% إذا حققنا المركز الثالث في بطول الصانعين»خلف ريد بل وفيراري«، وهذه الزيادة هي محور وركيزة اللوائح الجديدة والتي ستتيح لنا فرصة التطوير واستخلاص المزيد من الأداء من السيارة لاستعادة الصدارة».
