عدد اليوم
مراد المصري (دبي)
قصص النجاح لا يصنعها أحد، وحده التفوق يبدأ من حكايات لا تروى كثيراً، لكن من هناك تبدأ أول فصول الرواية، ممن اخترن التواجد بعيداً عن الأضواء في أغلب الأوقات، وأسماؤهن لا تتردد كثيراً، وربما تمر بجانبهن في البطولات الرياضية من دون أن تعرف هويتهن، لكنهن في الحقيقة ممن يساهمن في صناعة الحدث، وهن اللواتي نرى فيهن نموذجاً للمرأة الإماراتية والعربية بالإصرار والتضحية، وننصب لهن في «الاتحاد» منصة تتويج خاصة لنقول لكل واحدة منهن «أنتِ بطلة».
أن تغرد خارج السرب، وتسير وراء رياضة يعتبرها الأغلب أنها صعبة الممارسة أو غريبة وخارجة عن المألوف، هذا أمر لا تقوم به أي فتاة، لكن حمدة السويدي التي تعمل محاسبة في إحدى الدوائر الحكومية، اختارت هذا الطريق بالتضحية والمثابرة في لعبة الجولف، وسط أحلام كبيرة لإماراتية بطموحات كبيرة.
حمدة السويدي، أوضحت أنها تعرفت على رياضة الجولف قبل سبع سنوات، ومن وقتها تعلقت بها بشكل كبير، لكونها لعبة تقدم أموراً فريدة لا تضاهيها أي رياضة أخرى، أبرزها ممارستها في المساحات الخضراء المفتوحة، بأجواء رائعة للغاية على عكس الصالات المغلقة، ولعل الميزة الأكبر في دولتنا، أنها تزخر بملاعب الجولف الأفضل في العالم التي تقدم فرصة يجب أن يستغلها الجميع هنا لممارسة هذه الرياضة والاستفادة مما يتم تقديمه لنا.
حمدة السويدي التي تعمل محاسبة خلال النهار في إحدى المؤسسات الحكومية، واصلت على مدار سبع سنوات تطورها في رياضة تقوم على «الأرقام» من خلال احتساب عدد الضربات، حتى أصبحت في الوقت الحالي قائدة للمنتخب الوطني، وتوصف الأمر بأنه يتطلب تضحية بالوقت والجهد، لكنْ يجب دعم القائمة من اتحاد الجولف بتخصيص مدربين وأوقات التدريب، إلى جانب اعتمادها هي على مدرب خاص، يجعلها تؤمن بما تقوم به، وأن الأمر يستحق بالتأكيد كل هذا العناء، من أجل إثبات أن المرأة الإماراتية قادرة على التفوق في جميع المجالات.
وكشفت حمدة السويدي، عن أن حلمها الأكبر أن تكون أول فتاة إماراتية تشارك في بطولة عالمية للجولف، حيث إن حلم العالمية هو ما تسعى له، فقد شاركت محلياً وعربياً وقارياً، لكن الوصول إلى العالمية يتطلب المزيد من الجهد، وأنه في المستقبل سنرى لاعبة قادرة على تحقيق ذلك، حيث تسعى لنقل خبراتها إلى الجيل الصاعد، وتحفيز الفتيات على تعلم هذه الرياضة أيضاً.
