عدد اليوم
عمرو عبيد (القاهرة)
بعد مرور جولتين في مرحلة مجموعات دوري الأبطال، بدا أن بعض فرق الدوريات الأوروبية الكبرى وجدت طريقها المُمهد نحو قمم المجموعات وتأمين إحدى بطاقات الصعود إلى الأدوار الإقصائية، بينما تاه آخرون وفقدوا «البوصلة» وربما فقدوا معها بطاقة التأهل مُبكراً إذا استمرت الأوضاع على ما هي عليه، ولأن فرق «بوندسليجا» هي الأكبر عدداً في هذه النسخة، فإن «الفرسان الخمسة» لم يجتمعوا في درب واحد خلال جولتي البداية، حيث يُغرّد بايرن ميونيخ وحده في صدارة المجموعة الثالثة بـ«علامة كاملة» وانتصارين على الكبيرين، إنتر ميلان وبرشلونة، وتبدو أمور بروسيا دورتموند «جيدة» بوصافة المجموعة السابعة حتى الآن رغم هزيمته «القاتلة» أمام مانشستر سيتي، لكن المركز الثاني ليس مضموناً لباير ليفركوزن في المجموعة الثانية رغم انتصاره على أتلتيكو مدريد، حيث يتساوى كلاهما في رصيد 3 نقاط خلف كلوب بروج المتصدر بـ«الستة»، وربما ينجح بورتو في قلب الأوضاع لاحقاً، أما آينتراخت فلن يكفيه فوزه الأخير على مارسيليا في المجموعة الرابعة، لأن توهج سبورتينج لشبونة وشراسة كونتي القادرة على إعادة توتنهام إلى المسار، تُهدد فرصة الفريق الألماني صاحب المركز الثالث، ويبقى لايبزيج برصيده الصفري في ذيل المجموعة السادسة «الشقيق الأضعف» بين الأخوة الألمان.
الطريف أن «رباعي البريميرليج» يحتل جميع المراكز في المجموعات، حيث يتصدّر مانشستر سيتي السابعة برصيد كامل من النقاط وأداء ثابت قوي إلى حد كبير، لكن غريمه ليفربول «التائه» اكتفى بفوز صعب على أياكس في المجموعة الأولى ليبقى ثالثاً بعد«المحاربين» ونابولي «المخيف»، وتبدو الأمور غير واضحة لـ«الريدز» رغم نقاطه الـ3، ويأتي «ديوك» توتنهام في وصافة المجموعة الرابعة رغم الخسارة الغريبة في لشبونة، وإن تبدو المنافسة في متناول «كتيبة كونتي»، في حين ابتعد تشيلسي عن التقاليد الإنجليزية في «الشامبيونزليج» مؤخراً وحصد نقطة وحيدة ألقت به في «قاع» المجموعة الخامسة، ولن تكون مهمته المقبلة أمام ميلان سهلة على الإطلاق!
وسار «الرباعي» الإسباني على خُطى نظيره الإنجليزي، بالتواجد في جميع المراكز، وعلى رأسهم «العملاق الملكي» ريال مدريد، الذي لا يجد أية صعوبة في تأمين قمة المجموعة السادسة بـ«علامة كاملة» متوقعة، وقدم برشلونة «أوراق اعتماده» الجديدة حتى الآن بوصافة «مجموعة الموت» رغم خسارة يرى البعض أنها غير مستحقة على يد البايرن، وستحدد المواجهة النارية أمام إنتر ميلان الكثير من الأمور المستقبلية لـ«العملاق الكتالوني»، وعلى الجانب الآخر لم ينجح أتلتيكو مدريد في الإقناع رغم فوزه الأول «الخاطف» على بورتو وجاء سقوطه في ألمانيا ليبقيه ثالثاً في مجموعة غير مأمونة العواقب، وبالطبع لا يتحدث أحد عن إشبيلية، «الشقيق الشارد» بين ممثلي «الليجا»، الذي قد تقتصر أحلامه على اقتناص بطاقة «يوروبا ليج» من كوبنهاجن.
وأثلج نابولي صدر الطليان ببداية رائعة و7 أهداف وصدارة مجموعة قوية تضم ليفربول وأياكس، وكذلك يبعث حال ميلان على الاطمئنان من قبل عشاق «الكالشيو» باحتلال قمة المجموعة الخامسة بـ4 نقاط، لاسيما بعد الظهور «الضعيف» لتشيلسي، وإذا كان «الأفاعي» يحتل المركز الثالث في مجموعته النارية، فإن مواجهة «البارسا» ستكشف عن نواياه الحقيقية، بينما صدم يوفنتوس الأصدقاء والأعداء على حد سواء ببداية سيئة وهزائم متتالية ورصيد «صفري» سيجعل لحاقه بالدوري الأوروبي أفضل ما يمكنه تحقيقه.
والفارق بين باريس سان جيرمان ومارسيليا هو فارق بين «القمة» و«القاع»، بصدارة «الأمراء» مجموعته باقتدار وتمكن مقابل ذيل المجموعة الرابعة بـ«الصفر السماوي» المفتقد لآمال المقاومة، وانطلق الثنائي البرتغالي سبورتينج لشبونة وبنفيكا ببداية أكثر من رائعة، قد تضمن لكليهما التأهل للدور التالي، في حين أن بورتو يحتاج إلى معجزة لاستعادة الطريق، وإذا كان جلاسكو لا يملك أية حظوظ في مجموعته التي يتذيلها بـ«صفر منطقي»، فإن شقيقه سيلتك يحافظ على فرصته رغم امتلاكه نقطة واحدة، لأن هزيمته أمام الريال عادية، بينما تعادله خارج الديار مع شاختار يشير إلى إصراره على البقاء.
