عدد اليوم
أنور إبراهيم (القاهرة)
يتساءل عدد من المراقبين بدهشة شديدة، عن كيفية اقتحام برشلونة لسوق الانتقالات الصيفية بهذه القوة، رغم حجم الديون الضخم الذي أعلنت عنه إدارة «البارسا» في العام الماضي، وتجاوز المليار يورو، نتيجة تراكمات من عهد جوزيب ماريا بارتوميو الرئيس السابق للنادي.
وتعاقد برشلونة مع البرازيلي رافينيا من ليدز يونايتد الإنجليزي، مقابل أكثر من 65 مليون يورو، وحصل على خدمات الدانماركي أندرياس كريستينسن من تشيلسي، والإيفواري فرانك كيسي من إيه سي ميلان، وجدد عقد الفرنسي عثمان ديمبلي لمدة عامين حتى 2024، والإسباني الشاب جابي لأربع سنوات، ومازال النادي يقاتل من أجل استقدام البولندي الهداف روبرت ليفاندوفسكي نجم بايرن ميونيخ الألماني، والمدافع الإسباني سيزار أزبيليكويتا من تشيلسي، والمدافع الفرنسي جول كوندي من إشبيلية، مع محاولات لضم البرتغالي برناردو سيلفا من مانشستر سيتي.
الإجابة عن هذا السؤال جاءت في تقرير لموقع «جول العالمي»، نقلاً عن معلومات من داخل النادي «الكتالوني»، تحدث خوان لابورتا رئيس النادي عن بعضها، ولخصها الموقع في نقاط عدة مهمة، أبرزها أن النادي تخلى عن عدد من اللاعبين لتقليل الرواتب، وبدأت بالأعلى راتباً، الأرجنتيني ليونيل ميسي، إذ كان واضحاً أن موسم 2021-2022 سينهك «البارسا» مادياً، وسيزيد ديونه، ولهذا قررت الإدارة القيام بخطوات تحمل الكثير من المخاطرة، ولكنها تفتح المجال لحل أزمة نقص السيولة وارتفاع سقف الرواتب، من أجل العودة إلى منصات التتويج محلياً وأوروبياً.
وبالفعل حصل لابورتا على موافقة المساهمين في النادي على بيع جزء من الأسهم في يونيو الماضي، واستهدف صناديق استثمار قادرة على التمويل في المدى القصير، ثم أبرم اتفاقاً قيمته 5. 207 مليون يورو مع مجموعة «سيكس ستريت» الاستثمارية في 30 يونيو 2022.
ولم يكتف لابورتا بذلك، وإنما قام - بموافقة الجمعية العمومية ومجلس الإدارة - ببيع 10% من حقوق البث التليفزيوني لمباريات الموسم الجديد 2022-2023، ليقطع بذلك خطوة نحو حل مشكلات السيولة المالية،وبعدها باع 15% أخرى من حقوق البث التليفزيوني، مقابل 300 مليون يورو إضافية ، كما باع 9. 49% من حصة النادي في شركة التصاريح والتسويق التجاري الذي يملكها، ما سمح بزيادة الإيرادات الإجمالية هذا الصيف إلى أكثر من 600 مليون يورو.
كل هذه المداخيل المالية أتاحت للنادي «الكتالوني» دخول «الميركاتو الصيفي» بقوة، من أجل نجوم جدد قادرين على إنجاز المشروع الرياضي الذي يستهدفه النادي ومديره الفني تشافي هيرنانديز، وسهلت كثيراً إمكانية الحصول على خدمات البرازيلي رافينيا بمبلغ يزيد على 65 مليون يورو، مع تسهيلات في الدفع، وفي راتب اللاعب أيضاً ، كما استطاع النادي تجديد عقد نجمه الشاب جابي لأربع سنوات، والفرنسي ديمبلي لعامين، كما ضم فرانك كيسي وكريستينسين برواتب معقولة.
ووضع برشلونة في الاعتبار، العائد المادي الذي يمكن أن يحصل عليه، من بيع نيتو، وأوسكار مينجيزا، وأوريكي بويج، ومارتن برايثوايت، وصامويل أومتيتي، وغيرهم من اللاعبين الموضوعين على قائمة الراحلين هذا الصيف، علاوة على أنه قد يحصل على دعم مالي جديد، إذا ما نجح في إنهاء صفقة الهولندي فرينكي دي يونج مع مانشستر يونايتد.
وتردد حديث قوي عن إمكانية ضم إزبيليكويتا وماركوس ألونسو من تشيلسي هذا الصيف. وتوجد على قائمة القادمين، نجمان آخران الأول، هو البولندي روبرت ليفاندوفسكي لاعب بايرن ميونيخ، والذي أكد فابريزيو رومانو خبير الانتقالات الشهير، توصل برشلونة إلى اتفاق مع البايرن بشأنه، من خلال دفع 45 مليون يورو، إضافة إلى 5 ملايين يورو أخرى كمتغيرات.
أما المدافع الفرنسي جول كوندي لاعب إشبيلية، يطلب ناديه الأندلسي ما لايقل عن 60 مليون يورو للاستغناء عن خدماته، ويقال إن ضم هذين النجمين قد يكلف «البارسا» 100 مليون يورو على الأقل.
ورغم هذه الصورة التي يبدو ظاهرها باعثاً على التفاؤل، فإن موقع جول العالمي حذر برشلونة من نتائج هذه السياسة المالية، التي تحمل الكثير من المخاطر على مستقبل «البارسا» في المدى القصير، وأيضاً في المدى الطويل، لأن إيراداته الإجمالية عن السنة المالية الجديدة ستنخفض بعد عمليات البيع التي نفذها النادي، والمتمثلة في ما يقرب من نصف حصة النادي في شركة التصاريح والتسويق التجاري، ونسبة الـ 25% من حقوق البث التليفزيوني، إلى جانب بيع جزء من أسهم النادي في بورصة الأوراق المالية.
ونصح الموقع إدارة برشلونة بضرورة عقد اتفاقيات رعاية، مع رعاة أكثر سخاءً، وأن تبحث أيضاً عن وضع حد أقصى للإنفاق على ملعب «كامب نو»، الذي سيتم الانتهاء من تجديده وتحديثه عام 2026.
