الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

زيدان ومبابي.. فصل جديد في رواية «أحلام الساسة.. أوامر»!

زيدان ومبابي.. فصل جديد في رواية «أحلام الساسة.. أوامر»!
10 يونيو 2022 16:30

 
عمرو عبيد (القاهرة)
تتسارع الأحداث بصورة واضحة جداً فيما يتعلق باحتمال تولي المدرب الفرنسي، زين الدين زيدان، مهمة القيادة الفنية لفريق باريس سان جيرمان خلال الأيام المقبلة، وخرجت التقارير الفرنسية والإسبانية لتؤكد أن زيزو يقترب من تدريب «فريق العاصمة» أكثر من أي وقت مضى، حيث ذكرت صحيفة موندو ديبورتيفو عبر مصادرها الصحفية أن شائعات قوية تؤكد أن زيدان سيتوجه إلى الدوحة خلال ساعات لحسم هذا الأمر مع إدارة الفريق القطرية، والطريف أن الإشاعات تتزامن مع عودة ظهور تمثال «نحطة زيدان» الشهير في العاصمة القطرية، لكن هذه المرة داخل أحد المتاحف بدلاً من موقعه السابق بكورنيش الدوحة.
موقع سبورت الفرنسي أشار هو الآخر إلى تلك الزيارة المُنتظرة لقطر من قبل زيدان، بجانب الحديث عن «التغيير الشامل» داخل أروقة «النادي الباريسي» سواء بالاستغناء عن 10 لاعبين تقريباً وكذلك رحيل المدير الرياضي ليوناردو، مؤكداً أن استبعاد البرازيلي كان ضمن أبرز شروط زيزو التي شملت أيضاً إطلاق يده بصورة كاملة في إدارة الفريق مع ضرورة الاحتفاظ بالنجم الأغلى، كليان مبابي، وهو ما تم تنفيذه بالفعل، وبقيت إشارة الموقع الفرنسي إلى أن المدرب الحالي ماوريسيو بوكيتينو قام بنشر عدة صور عبر حسابه في «إنستجرام» كأنها تحمل رسالة وداع للجماهير الباريسية.
ويتماشى كل ما يحدث الآن داخل «حديقة الأمراء» مع تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأخيرة التي ألمح فيها إلى رغبته في تدريب زيدان الفريق الفرنسي الكبير، وهو ما سبق له القيام به في «قضية مبابي» الذي أوشك على الرحيل إلى ريال مدريد الإسباني، قبل تغيير وجهته في اللحظات الأخيرة بصورة درامية والبقاء مع فريق العاصمة الفرنسية، وهو ما طالبه به ماكرون من قبل وتحقق بالفعل طبقاً للأوامر والتوجيهات الرئاسية!
ومع اقتراب زيزو من تنفيذ طلب الرئيس الفرنسي مثلما فعل مواطنه الشاب صاحب القيمة التسويقية الأعلى عالمياً ب 160 مليون يورو، لا يُعد الأمر غريباً على الإطلاق، حيث يشير تاريخ اللعبة إلى تدخل الرؤساء والمسؤولين الكبار بالدول في أدق التفاصيل الفنية والإدارية الخاصة بالفرق واللاعبين، نذكر منها على سبيل المثال تدخل جهات سيادية على أعلى مستوى في إنجلترا لإنقاذ أيقونة «الأسود الثلاثة»، بوبي مور، قبيل انطلاق مونديال 1970، بعدما تم اعتقاله في كولومبيا مُتّهماً بسرقة سوار ذهبي، ورغم نفيه الأمر إلى أنه تم القبض عليه مرة أخرى قبل العودة إلى إنجلترا وهو ما دفع وزير الرياضية البريطاني وجهات سيادية لم يُكشف عنها للتدخل من أجل الإفراج عنه.
ولا يُمكن إغفال كثير من الأمور الجدلية التي صاحبت إقامة كأس العالم في الأرجنتين عام 1978 باهتمام كبير من الرئيس الجنرال خورخى فيديلا، بداية من امتناع الأسطوري يوهان كرويف عن المشاركة في البطولة بسبب تهديدات طالته وأسرته، ثم الغرائب التي شهدتها البطولة تحكيمياً وإدارياً خاصة مع إقامة مباريات صاحب الأرض ليلاً عقب انتهاء مواجهات المنافسين، ونهاية بفوز «المستضيف» على بيرو بنتيجة 6/0 في ختام منافسات الدور الثاني، وهي النتيجة الوحيدة التي كانت تضمن للأرجنتين التأهل إلى النهائي ومن ثم الفوز بالبطولة.
ولأن كرة القدم تحمل أهمية خاصة جداً في أكبر دولتين بأميركا اللاتينية، فلم يكن غريباً أن يتدخل الرئيس الأرجنتيني كارلوس منعم ويأمر بعودة الأسطوري مارادونا إلى صفوف «التانجو» لإنقاذه من عدم التأهل إلى مونديال 1994، وفي البرازيل، طالب الرئيس فرناندو كاردوسو بضرورة ضم المهاجم القدير روماريو إلى قائمة «السليساو» في مونديالي 1998 و2002، لكن زاجالو ثم سكولاري رفضا الخضوع للأوامر الرئاسية وإن اختلفت النتيجة، حيث واجه زاجالو سخرية وغضب كبيرين بعد خسارة النسخة العالمية في فرنسا، بينما حصد سكولاري الكأس في القارة الآسيوية، ولم يختلف اهتمام الرئيس لولا دا سيلفا بالمنتخب البرازيلي، إذ كان حريصاً على التواصل مع النجم الكبير رونالدو «الظاهرة» حيث وجه إليه خطاب دعم مباشر بعد خضوعه لعدة عمليات جراحية والأغرب أنه طالبه بتلقيص وزنه ليكون جاهزاً للمشاركة في مونديال 2006.
عربياً، كاد الحارس المغربي الأسطوري بادو الزاكي يغيب عن المشاركة في كأس العالم 1986 بسبب ظروف حمل وولادة زوجته التي فقدت جنينها السابق خلال فترة انشغال الزاكي مع «أسود الأطلس»، وهو ما دفعه للاعتذار عن اللعب في المونديال والبقاء بجوار زوجته، لكن الملك الحسن الثاني تعهد برعايتها خلال تلك الفترة ليتفرغ الحارس الأسطوري لمهمته الوطنية، وهو ما تحقق بالفعل ودفع الزاكي لإطلاق اسم «حسناء» على طفلته تيمناً بكريمة الملك، الذي تدخل بعد سنوات لحل أزمة المهاجم بصير صلاح الدين مع فريق الهلال السعودي، وأهدى بصير فرصة ذهبية للعب في صفوف ديبورتيفو لاكورونيا الإسباني والفوز بلقبي الليجا وكأس الملك معه، وفي مصر يتذكر الجميع تدخل الرئيس الأسبق الراحل مبارك لحل أزمة الحارس الأسطوري عصام الحضري مع النادي الأهلي عام 2008، وهي الواقعة الشهيرة التي أكدها الحضري وحسن حمدي، الرئيس الأسبق ل«القلعة الحمراء».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©