عدد اليوم
عمرو عبيد (القاهرة)
كشف النجم والهدّاف الإنجليزي، هاري كين، قبل أيام عن رغبته الواضحة في تحطيم الرقم القياسي الخاص بمواطنه القدير، واين روني، المتصدر لقائمة هدافي منتخب إنجلترا عبر العصور، قبل انطلاق كأس العالم المُقبلة في قطر نهاية هذا العام، وبما بدا الأمر بمثابة نوع من الحماس الزائد واستباق الأحداث، إلا أن إصرار كين وطموحه الكبير بدأ يتحول إلى أمر واقع بالفعل بعد بلوغه الهدف «رقم 50» في مسيرته مع «الأسود الثلاثة»، بل تجاوز ذلك برفضه الحصول على قسط من الراحة بعد خوضه 60 مباراة في مختلف البطولات مع توتنهام والمنتخب الإنجليزي هذا الموسم، لتُؤكد الصحف الإنجليزية أن «الأمير هاري» كما تُطلق عليه طالب مدربه ساوثجيت بضرورة خوض مواجهة إيطاليا المقبلة بعد يومين في بطولة دوري الأمم الأوروبية.
كين يملك فرصة حقيقية لمعادلة رقم روني الذي توقف عند «المؤشر 53» قبل 6 سنوات، لأن منتخب إنجلترا لديه 4 مباريات في دوري أمم «القارة العجوز»، ويُمكن إضافة عدد لا بأس به من المباريات الودية قبل مشاركته المرتقبة في «مونديال قطر»، وهو ما يعني أن العام الحالي، 2022، قد يشهد اعتلاء كين قائمة هدافي «الأسود الثلاثة»، التي تبعد عنه بفارق 3 أهداف فقط، ولن يكون هذا الأمر غريباً على الإطلاق، لأن معدلات هداف «السبيرز» تتجاوز كل الحدود العادية بعدما احتاج 7 سنوات فقط، من اللعب تحت لواء منتخب إنجلترا ليصل إلى تلك المرتبة العالية في ترتيب الهدافين التاريخيين، وهو ما لم يُحققه غيره على الإطلاق!
وقد يتحدث البعض عن زيادة عدد المباريات الدولية التي تخوضها المنتخبات حول العالم في الحقبة الحديثة مؤخراً، إلا أن هذا الأمر لم يصنع الفارق بالنسبة لهاري كين، الذي أحرزه أهدافه ال50 خلال 71 مباراة فقط، وهو ليس ضمن قائمة أكثر 10 لاعبين مشاركة دولية مع «الأسود الثلاثة»، مُسجّلاً معدل بلغ 0.7 هدفاً في كل مباراة منحه المرتبة الرابعة في قائمة «توب 10»، ويُعد كين الأسرع عبر التاريخ في صعود درجات قائمة الهدافين بصورة مُذهلة، حيث تصدرها روني عبر اللعب بقميص إنجلترا لمدة 15 عاماً، أي ما يزيد على ضِعف فترة هاري، وقبله كان الرقم الأفضل مُسجّلاً باسم الأسطوري جاري لينيكر، الذي دافع عن ألوان المنتخب عبر 8 سنوات لكن حصاده توقف عند الرقم 48، في حين أحرز «البطل المونديالي» جيمي جريفز 44 هدفاً في 8 سنوات أيضاً، وهو أحد أساطير توتنهام وهدافه التاريخي، الذي بات رقمه مُهدداً أيضاً بسبب هاري كين الذي يحتاج 19 هدفاً فقط مع «الديوك» لتجاوز أهداف جريفز ال266.
وعلى صعيد المعدلات التهديفية، تبدو أرقام «الهاوي» العريق فيفيان وودوارد صعبة المنال، وهو الذي لعب أيضاً بقميص توتنهام مطلع القرن الماضي، حيث سجّل 29 هدفاً دولياً في 23 مباراة فقط خلال 8 سنوات بمعدل 1.26/ مباراة برقم لم يتمكن أي لاعب آخر من تحطيمه، وبقي وودوارد على القمة الإنجليزية لمدة 47 عاماً من دون اقتراب أي هداف آخر، حتى أتى توم فيني عام 1958 ليتجاوز رقمه بالهدف ال30 قبل أن يلحق به نات لوفتهاوس في العام ذاته وبنفس الحصاد.
لوفتهاوس هداف بولتون الراحل يملك ثاني أفضل المعدلات التهديفية ب0.91/ مباراة يليه جريفز ب0.77، ثم هاري كين ب0.7 مبتعداً بفارق واضح عن واين روني صاحب معدل 0.44 هدفاً/ مباراة، ويتفوق كين بالطبع على لينيكر صاحب معدل 0.6 وكذلك 0.48 للأيقونة ألان شيرر و0.45 لمايكل أوين.
واحتفظ وودوارد بقمة الهدافين عبر 47 عاماً وهي الفترة الأطول على الإطلاق في تاريخ هدافي «الأسود الثلاثة»، تليها فترة ال45 عاماً التي امتلك فيها السير بوبي تشارلتون اللقب قبل أن ينتزعه منه روني عام 2015 بهدفه ال50، والطريف أن تشارلتون احتاج 5 سنوات فقط ليتجاوز رقم فيني ولوفتهاوس، ويُصبح صاحب أسرع مُعدّل لتحطيم الأرقام القياسية الخاصة بالهدافين عام 1963، وفي حال نجاح هاري كين في تجاوز روني على القمة خلال الأشهر المتبقية من العام الحالي، سيحطم رقم «السير» أيضاً كأسرع من يخطف لقب الهداف التاريخي بعد 4 سنوات فقط من اعتزال «فتي يونايتد الذهبي».
