الخميس 9 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

السيتي يُطوّر «ماكيناته» وليفربول يفقد «تروسه»!

السيتي يُطوّر «ماكيناته» وليفربول يفقد «تروسه»!
8 يونيو 2022 10:51

 
عمرو عبيد (القاهرة)
الصراع «الثُنائي» المثير الذي اشتعل قبل 5 سنوات بين مانشستر سيتي وليفربول في «البريميرليج»، دفع «العملاقيْن» لبذل الكثير من الجهد وعدم التوقف عن التطور والبحث عن زيادة وتنوع أسلحة كل منهما للتفوق على الآخر، ويُراهن كثيرون على أن «المعركة الإنجليزية» سيستمر انحصارها بين الفريقين في الموسم المُقبل، لكن حالة عدم وضوح الرؤية لدى ليفربول فيما يتعلق بالتعاقدات الجديدة، وكذلك التجديد لنجومه، في وقت عزّز فيه السيتي قدراته بالمهاجم هالاند والتأكيد على استمراره بقوة في «ميركاتو الصيف»، تُنذر بتراجع «صحوة الريدز» لاسيما بعد إخفاق إدارته في التعامل مع ملفي محمد صلاح وساديو ماني على وجه التحديد!
وجاء التجديد لصاحب الـ36 عاماً، جيمس ميلنر، ليُثير الدهشة والغضب بين جماهير ليفربول، حتى لو جاء التجديد على سبيل التكريم لنجم كبير، لأن ميلنر لم يلعب دوراً مؤثراً في الموسم المُنتهي حديثاً بعد مشاركته في 39 مباراة بمختلف البطولات، بينها 25 كبديل بعدد دقائق قليل مُكتفياً بالمشاركة في صناعة 3 أهداف فقط، ويبدو أن تأثير رحيل المدير الرياضي، مايكل إدواردز، ظهر مُبكراً حتى قبل ابتعاده عن مهام منصبه رسمياً نهاية الموسم الأخير، بسبب حالة التخبط الواضحة التي تعيشها إدارة «الريدز» في ملفات عقود اللاعبين، والمعروف أن إدواردز المُلقّب بـ«الثعلب» من قبل «الجماهير الحمراء» لعب الدور الأكبر في تكوين الفريق القوي الذي أعاد ليفربول إلى منصات التتويج المحلية والعالمية بعد سنوات طويلة من الفشل، وإذا راهنت الإدارة على إمكانية تكرار الأمر ذاته في حقبة «ما بعد الثعلب»، فيبدو أنها تُغامر بكل النجاح الذي تحقّق في السنوات الأخيرة.
فمسألة التخلي عن أبرز نجمين في صفوف «الريدز» على الصعيد الهجومي، صلاح وماني، تُعد ضرباً من المغامرة غير المحسوبة على الإطلاق، خاصة في ظل التقارير التي أكدت أن «الملك المصري» أغلق الباب أمام مفاوضات فريقه وبات انتقاله إلى برشلونة أقرب من أي وقت مضى، بينما يُصر بايرن ميونيخ على اقتناص «السنغالي المونديالي» هذا الموسم أو يحصل عليه مجاناً في صيف 2023، وبعد سنوات المشروع الناجح الذي كونه كلوب مع إدواردز واستقدام «الثنائي الأفريقي» من روما وساوثهامبتون بمبالغ لا تصل إلى نصف قيمتهما التسويقية الحالية، يبدو أن الأمر في طريقه للنهاية غير السعيدة.
وخلال تلك السنوات، وباستثناء مرة واحدة فقط في موسم 2017/2018، كان صلاح وماني هما أبرز هدافي الفريق والأكثر مشاركة في حصاده الهجومي المتميز، وسجّل «الفرعون» 156 هدفاً بقميص «الريدز» مقابل 120 لـ«أسد التيرانجا» بجانب مشاركتهما في 79 هدفاً آخر باستبعاد الأهداف المشتركة بينهما سواء بصناعة صلاح لماني أو العكس، وهو ما يجعل إجمالي حصاد «الثُنائي الأفريقي» 355 هدفاً، أي أنهما قدما أكثر من نصف أهداف ليفربول في تلك السنوات السابقة، وتحديداً بنسبة 50.5%، وبالتالي حال رحيل الثنائي المرتقب حسب سير الأحداث الأخيرة، ستفقد «القلعة الحمراء» نصف قوتها الهجومية، بل أكثر!
وربما يسوء الحال أكثر إذا لم تهتم الإدارة بتجديد عقد روبرتو فيرمينو الذي ينتهي في صيف 2023 هو الآخر، مع الاعتراف بأن معدلات البرازيلي التهديفية قد تراجعت مؤخراً، إذ بلغت أوج قوتها في موسم 2017/2018 بـ0.5 هدفاً في كل مباراة، قبل التراجع إلى 0.33 في الموسم التالي ثم 0.23 قبل الهبوط الحاد في نسخة 2020/2021 بعدم الوصول إلى معدل 0.19 هدفاً/ مباراة، وأنهى فيرمينو الموسم المُنتهي حديثاً، بمعدل 0.31/ مباراة، وإذا أضفنا أمر التخلي غير المتوقع عن ديفوك أوريجي وانتهاء إعارة الياباني مينامينو، بجانب انتظار ارتفاع معدلات ديوجو جوتا وابتعاد لويس دياز عن الأداء الفردي وانخراطه في منظومة الألماني كلوب الهجومية، فكلها أمور تزيد من قلق وحيرة جماهير ليفربول التي أعربت عن حزنها الكبير بسبب رحيل «الثعلب» إدواردز وتوقعها ما يحدث الآن، في ظل حالة نشاط محسوبة من قبل الغريم الإنجليزي الأشرس والأقوى، مانشستر سيتي.
ورغم أن «البلومون» تحت قيادة بيب جوارديولا أظهر قوة هجومية غير عادية في السنوات الماضية، إذ لم تقل معدلات تهديفه في «البريميرليج» عن 2.2 هدفاً في كل مباراة خلال آخر 5 سنوات، بل بلغ حصاده 2.8 في موسم 2017/2018 مقابل 2.7 في النسخة الأخيرة وكذلك بطولة 2019/2020، إلا أن «الفيلسوف» وإدارة السيتي قررا أن يرفعا «سقف التوقعات» الهجومية أكثر بجلب صفقة نارية يحسده عليها جميع فرق أوروبا الكبرى، لأن النرويجي هالاند ليس «ماكينة أهداف» عادية على الإطلاق، إذ يتصدّر حالياً قائمة هدافي دوري أمم أوروبا في نسخته الجديدة برصيد 3 أهداف، بالإضافة إلى معدلاته التهديفية المُخيفة في آخر 4 مواسم على مستوى الأندية، حيث سجّل في ظهوره الأخير مع ريد بول سالزبورج بمعدل 1.2 هدف في كل مباراة، مقابل 0.89 و0.97 وهدف واحد/ مباراة خلال دفاعه عن ألوان بورسيا دورتموند في جميع المواسم، وهو حصاد مُذهل يؤكد أن قوة «السيتيزن» الهجومية ستتضاعف مع هالاند وتزيد من صعوبة موقف ليفربول في صراعهما «المُشتعل» المستمر عبر سنوات.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©