عدد اليوم
باريس (أ ف ب)
تجمع المباراة النهائية من مسابقة كأس فرنسا لكرة القدم في نسختها الـ 105 السبت، بين فريقي نيس ونانت ضمن سعيهما للتصالح مجدداً مع الألقاب الغائبة عنهما منذ أكثر من 20 عاماً.
ويقام النهائي الذي تقوده حكمة للمرة الأولى في تاريخ المسابقة في "ستاد دو فرانس" في ضاحية سان دوني الباريسية أمام مدرجات ممتلئة، بعد التحرر من القيود والإجراءات الصارمة المتعلقة بفيروس كورونا، وذلك للمرة الأولى منذ عام 2019، حيث من المتوقع أن يواكب المباراة قرابة 80 ألف متفرج.
ويتعادل الفريقان في سجل الانتصارات إذ احرزا اللقب 3 مرات لكل منهما، فتوّج نيس أعوام 1952 و1954 و1997، ونانت في 1979 و1999 و2000.
ويدخل نيس اللقاء كمرشح قويّ للفوز بفضل نتائجه الجيدة هذا الموسم في الدوري، حيث يحتل المركز الخامس وما زال في سباق الصراع على مركز في مسابقة دوري أبطال أوروبا.
بلغ نيس النهائي بعدما نجح في تجريد باريس سان جيرمان، المتوج مؤخراً بطلاً للدوري للمرة العاشرة في تاريخه، من لقبه في دور ثمن النهائي بفوزه عليه 6-5 بركلات الترجيح، بعد تعادلهما سلباً في ثمن النهائي، ليعود ويقصي مرسيليا 4-1 في ربع النهائي وفيرساي من الدرجة الثانية 2-صفر في المربع الذهبي.
وفاز نادي العاصمة بلقب المسابقة 6 مرات في الأعوام السبعة الأخيرة، علماً انه بلغ جميع النهائيات منذ عام 2014.
ويخوض نيس أوّل نهائي له منذ خسارته في نهائي كأس الرابطة عام 2006 أمام نانسي 1-2، في حين ابتسمت له ركلات الترجيح خلال تكريسه الأخير في كأس فرنسا 1997 بفوزه على جانجان 4-3 بعد تعادلهما 1-1 في الوقتين الأصلي والإضافي.
قال قائد نيس المخضرم البرازيلي دانتي «38 عاماً»: نريد أن نمنحهم هذه السعادة وهذا الفخر بالفوز بالكأس.
ويعتمد نيس على كوكبه من المهاجمين الشبان بصورة أمين جويري والهولندي جاستن كلويفرت «22 عاماً لكل منهما»، إضافة إلى خبرة المهاجم الجزائري أندي ديلور ابن الـ 30 عاماً.
ضخ كريستوف جالتييه مدرب نيس الذي وصل إلى النادي في الموسم الماضي عقب قيادته ليل للتتويج بلقب الدوري، في شرايين الفريق الحمض النووي الدفاعي الذي ميّز نجاحاته مع سانت إتيان وليل.
كما تبدلت هوية نيس كثيراً منذ أن أحرز الجيل الأخير مع برونو فالنكوني وفريديريك جوريا اللقب قبل 25 عاماً، بعدما استحوذ العملاق الكيميائي إينيوس لمالكه الملياردير البريطاني جيم راتكليف على النادي في عام 2019.
ويأمل راتكليف أن يجعل من نيس فريقاً قادراً على المنافسة على الساحة الأوروبية، على الرغم من أن عرضه مؤخراً لشراء تشيلسي الإنجليزي أثار بعض الشكوك حول مدى انغماسه مع النادي الفرنسي.
عبّر جالتييه الأسبوع الماضي عن فخره بخوض النهائي، قائلاً: إنه لأمر مثير للغاية أن ألعب في النهائي.
من ناحيته، يلهث نانت بدوره خلف لقب أوّل مذ فوزه بلقب الدوري في عام 2001، علماً انه يخوض النهائي الأول له منذ خسارته نهائي كأس الرابطة عام 2004 أمام بوردو 4-5 بركلات الترجيح بعد تعادلهما 1-1.
وأعادت مسيرة نانت الناجحة في الكأس بعدما أقصى موناكو من نصف النهائي بركلات الترجيح 4-2 بعد تعادلهما 2-2، إلى الأذهان حقبة تألق النادي المتوج بلقب الدوري 8 مرات آخرها عام 2001، ووصوله إلى نصف نهائي مسابقة دوري أبطال أوروبا 1996 وتكريسه الأخير بالكأس على حساب نادي كاليه من الهواة 2-1.
ويسعى فريق «الكناري» للتصالح مع أمجاده الماضية بإشراف لاعبه السابق ومدربه الحالي أنطوان كومبواريه (1983-1990).
وجاء التعاقد مع كومبواريه في بداية عام 2021 بهدف تفادي الهبوط إلى الدرجة الثانية، إلاّ أنّ الأخير نجح في إعادة الروح للفريق وتناسي الأوقات الصعبة والنتائج الهزيلة والأجواء المشحونة بين الجماهير والرئيس الملياردير البولندي فالديمار كيتا.
قال كومبواريه في محاولة منه لتخفيف الضغط عن فريقه: عندما ندرك حقيقة ما مررنا به في الموسم الماضي، علينا حقاً أن نقيس مدى حظنا، مضيفاً: نحتاج إلى التقليل من أهمية المناسبة قدر الإمكان.
وأردف: هي مباراة نهائية، إنها لحظة استثنائية ولكن ما الذي نخاطر به؟ نحن بأمان في الدوري الفرنسي وأفضل سيناريو هو أن نفوز وأن نحتفل. وإلا فإننا نخسر ونتقدم.
وعلى غرار نيس، يعتمد كومبواريه على عنصر الشباب بشخص المهاجم راندال كولو مواني، الذي يتحضر للانتقال إلى إينتراخت فرانكفورت الألماني الصيف الحالي، وحارس المرمى ألبان لافونت.
وجه لاعب الوسط ويلان سيبريان رسالة إلى زملائه، قائلاً: علينا أن نخوض مباراة كبيرة، أن نقدّم حياتنا داخل المستطيل الأخضر.
وفي حال فوزه، يمكن لفريق «الكناري» صاحب المركز التاسع في الدوري أن يعود للمشاركة في مسابقة أوروبية، وتحديداً "يوروبا ليج" وذلك للمرة الأولى منذ عام 2004.
