عدد اليوم
أنور إبراهيم (القاهرة)
يحتفل النجم البلجيكي العملاق تيبو كورتوا حارس ريال مدريد بعد 8 أيام، وتحديداً في11 مايو الجاري بعيد ميلاده الثلاثين، والذي يتزامن مع حسم النادي الملكي الإسباني لبطولة الدوري «الليجا»، قبل 4 جولات من نهاية المسابقة.
وإذا كان جميع الخبراء ومحللو المباريات يعترفون بفضل المهاجم الفرنسي كريم بنزيمة في تحقيق هذا اللقب، بأهدافه وتمريراته الحاسمة وأدائه الباهر على امتداد الموسم، فإنهم في الوقت نفسه يؤكدون أن ما حققه «الميرنجي» هذا الموسم، ما كان من الممكن أن يتحقق لولا براعة الحارس العملاق، والذي كان بمفرده في كثير من الأحيان، وراء فوز الريال، أو عدم خسارته على الأقل، في أكثر من مباراة خلال الموسم، ولعل أحدثها تشيلسي في ذهاب وإياب ربع نهائي دوري الأبطال «الشامبيونزليج»، ومباراة مانشستر سيتي في ذهاب نصف نهائي نفس البطولة، قبل المواجهة المصيرية بين الريال والسيتي غداً «الأربعاء» في مباراة الإياب، بملعب «السانتياجو برنابيو»، لتحديد من يحسم التأهل إلى نهائي «الأبطال».
الإجماع على كورتوا الذي يلقبونه في إسبانيا بـ «حائط الصد الأبيض»، وأحياناً «الجدار الأبيض»، لم يكن وليد اللحظة ، وإنما يرجع إلى أكثر من موسم سابق، وتحديداً منذ بداياته في جينك البلجيكي، ثم قدم بعد ذلك أوراق اعتماده مع تشيلسي الإنجليزي الذي لعب له من 2011 إلى 2018، تخللها فترة إعارة لأتليتكو مدريد من 2011 إلى 2014، استطاع خلالها أن يسهم في فوز «الأتليتي» بالدوري الأوروبي «يوروبا ليج» وكأس الملك والدوري الإسباني «الليجا»، فضلاً عن فوزه مرتين بجائزة «زامورا» لأفضل حارس.
وعندما عاد إلى تشيلسي في يوليو 2014، أسهم في فوز «البلوز» بالدوري الإنجليزي «البريميرليج» وكأس الرابطة في أول موسم له بعد العودة.
ورغم إن بدايته مع الريال في موسم 2018-2019 كانت مخيبة للآمال، حيث دخل مرماه 48 هدفاً في 35 مباراة، إلا أنه حسن أداءه كثيراً في الموسمين الثاني والثالث، وها هو يصل إلى أوج تألقه وتوهجه هذا الموسم 2021-2022، ليستحق عن جدارة ما قاله خبراء الكرة عنه ، بأن دوره لا يقل بأي حال عن الدور الذي لعبه بنزيمة في فوز «الميرنجي» بلقب «الليجا»، ووصوله إلى نصف نهائي «الشامبيونزليج».
ولم يقل مستوى كورتوا مع منتخب بلجيكا عن مستواه الرائع مع ريال مدريد، بل أنه كان دائماً «ورقة رابحة» مع «الشياطين الحمر» البلجيكيين في بطولتي كأس العالم 2014 و2018، ويورو 2016و2020، وحصل في مونديال روسيا على جائزة القفاز الذهبي كأحسن حارس في البطولة.
وكان كورتوا انضم إلى تشيلسي من جينك البلجيكي مقابل 9 ملايين يورو فقط، بينما انتقل من «البلوز» إلى ريال مدريد مقابل 35 مليون جنيه استرليني ليصبح أغلى حارس وقتها في الدوري الإسباني.
وكانت أهم أسباب عودته إلى إسبانيا مرة أخرى، حاجته إلى التواجد إلى جوار زوجته وأولاده الذين اعتادوا العيش في العاصمة الإسبانية مدريد، ونجح في تحقيق هدفه، رغم ما تعرض له من بعض المضايقات في تشيلسي قبل الرحيل، ووقع للريال لمدة 6 سنوات حتى 2026.
وبدأ كورتوا مسيرته الدولية مع منتخب تحت 18 سنة في موسم 2008-2009، وتم تصعيده في 2011 إلى المنتخب الأول، ومن وقتها أصبح الحارس الأساسي للبلجيك حتى الآن.
