السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

ميسي.. «قائد» يتحول إلى «مساعد»!

ميسي.. «قائد» يتحول إلى «مساعد»!
1 مايو 2022 11:29

 
أنور إبراهيم (القاهرة)


لم يعد الأرجنتيني ليونيل ميسي منذ وصوله إلى ناديه الجديد باريس سان جيرمان، يحقق نجاحاً ملحوظاً، مثلما كان حاله على امتداد أكثر من 15 موسماً، أمضاها نجماً متألقاً، وهدافاً لا غبار عليه مع ناديه السابق برشلونة، إذ لم يسجل هذا الموسم مع سان جيرمان إلا 4 أهداف فقط، في الدوري الفرنسي «ليج آن»، قبل 4 جولات من نهاية المسابقة، بعد أن تحول دوره من هداف «البارسا» وصانع الألعاب وكل شيء، إلى دور آخر مختلف يتمثل في تكليفه بصناعة الأهداف للنجمين الشابين كيليان مبابى ونيماردا سيلفا.
وظهر ميسي بصورة لم يعتدها عشاقه القدامى الذين كانوا يرونه يسجل في المتوسط مالا يقل عن 25 هدفاً كل موسم في الدوري الإسباني «الليجا»، بل ووصل في أحد المواسم إلى 50 هدفاً «موسم 2011-2012»، ولهذا جاءت السنة الأولى له مع سان جيرمان، وخارج نادي عمره «الكتالوني» الذي بدأ فيه في سن الرابعة عشرة، أقل كثيراً من أي موسم له في «الكامب نو».
ويرجع الخبراء والمحللون هذا الوضع إلى حقيقة أن دور ميسي في الفريق الباريسي اختلف تماماً عن مهمته في برشلونة، فلم يعد مطالباً بتسجيل الأهداف، وإنما معنياً أكثر بصناعتها، من خلال تمريرات حاسمة يجيدها للمهاجمين كيليان مبابى ونيمار داسيلفا ودي ماريا. 

وذهب البعض إلى القول صراحة إن ميسي لم يعد القائد والبطل الأوحد في الفريق، وإنما تحول إلى دور «السنيد»، وكان واضحاً للعيان على امتداد الموسم إن الشاب الفرنسي كيليان مبابي هو القائد الحقيقي والمؤثر على نتائج الفريق من بداية الموسم لنهايته.
وذهب البعض الآخر إلى القول إن مسألة التأقلم البطيء، كان لها دور سلبي على أداء «البرغوث»، وجعلت موسمه الحالي هو الأكثر صعوبة والأسوأ على امتداد تاريخه الطويل في الملاعب، ورغم ذلك نجح ميسي في بلوغ رقم لم يحققه أي لاعب آخر في الدوريات الأوروبية الخمسة الكبرى، إذ أنه أكثر اللاعبين الذين ذهبت تسديداتهم إلى العارضة أو القائم، حدث ذلك 8 مرات هذا الموسم، أي ضعف عدد الأهداف التي سجلها!
والمهاجمون لميسي في استاد «حديقة الأمراء» لا يلتمسون له العذر، لكونه في سنة أولى تأقلم على الدوري «ليج آن» وأسلوب لعب الكرة، والأجواء الفرنسية والباريسية بوجه عام، والأسوأ من ذلك، أن بعض المراقبين يحللون مستواه على أساس الأهداف التي سجلها، وفي ذلك ظلم كبير له ، والمفترض أن يحاسبوه على الدور الذي يقوم به في الملعب ومدى تأثيره الإيجابي على أداء زملائه المهاجمين بوجه خاص، سواء بقيادة الهجمات من الخلف أو صناعة الأهداف.
ولا يمكن إغفال حقيقة إن صعوبات ميسي، كانت جزءاً طفيفاً من الصعوبات التي واجهها سان جيرمان بوجه عام هذا الموسم، رغم حصوله على بطولة الدوري، وإذا كان البعض يأخذ على ميسي عدم تأقلمه السريع، فماذا يمكن القول عن بقية نجوم الفريق الذين تراجع مستواهم رغم كونهم يلعبون مع الفريق منذ سنوات؟
وعندما أتيحت الفرصة لميسي للحديث عن أسباب عدم تأقلمه سريعاً مع الكرة الفرنسية، قال: اللاعبون في الدوري الفرنسي أقوياء جداً، ويتميزون بالسرعة، وهم بوجه عام أفضل بدنياً من اللاعبين في إسبانيا، مشيراً إلى إن تلك نقطة لا يمكن تجاهلها في بطء عملية تأقلمه وانسجامه مع أسلوب اللعب في فرنسا.
ويتحدث بعض المدافعين عن ميسي، عن تأثير إصابته بفيروس كورونا، والتحديات الكثيرة التي واجهها من بداية وصوله إلى باريس، سواء على المستوى الشخصي، فيما يتعلق بمكان إقامته قبل أن يملك منزلاً هناك، ومسألة تسكين أولاده في مدارس، بخلاف مشكلة اللغة الفرنسية التي لا يعرفها ميسي، فضلاً عن رحلاته إلى الأرجنتين أكثر من مرة، تلبية لنداء منتخب بلاده، كل ذلك أدى إلى عدم وصوله إلى أفضل «فورمة» له وتأخير عملية تأقلمه .
و«البرغوث» ميسي ليس من نوعية اللاعبين الذين يبحثون عن أعذار أو مبررات لتراجع مستواهم، وإنما يقول دائماً: إنني لم ألعب في أي نادٍ غير برشلونة من قبل، وعندما تصل إلى نادٍ جديد، فمن المؤكد إنك تحتاج إلى وقت، تختلف مدته من شخص إلى آخر، لكي تعثر على مكانك في الفريق.
وأضاف: لا تنسوا تأثير الابتعاد عن الزملاء القدامى الذين اعتدت عليهم لسنوات طويلة، كل ذلك يؤدى إلى بطء التأقلم مع فريقك الجديد، ويؤخر ظهور «أفضل نسخة» منك.
ولماذا ينسى الذين يتحدثون عن تراجع مستوى ميسي إلى درجة السوء، ما حققه هذا النجم الأرجنتيني على مستوى صناعة الأهداف مع سان جيرمان؟
ميسي صنع 13 تمريرة حاسمة في «الليج آن» هذا الموسم، واستفاد منها زملاؤه المهاجمون، وفي مقدمتهم كيليان مبابي، وبالقياس إلى عدد المباريات التي شارك فيها، يكون ميسي صانعاً لهدف كل 138 دقيقة، وهو معدل معقول جداً في أولى مواسمه في فرنسا.
وخلاصة القول إن ميسي حقق أرقاماً جديدة تتناسب مع حجم موهبته، ولكنها ليست الأرقام التي ترضى عنها الجماهير العاشقة لفنه، أو تلك الأرقام التي اعتاد عليها محبوه على امتداد أكثر من 15 سنة أمضاها في النادي «الكتالوني».


  __AFP_32989G3-1651307183  

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©