الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

أنشيلوتي.. «العودة الموفقة»

أنشيلوتي.. «العودة الموفقة»
30 ابريل 2022 21:01

 
مدريد (أ ف ب)


بعدما انتهى به الأمر بالإقالة في مروره السابق، حقق المدرب الإيطالي «الفذ» كارلو أنشيلوتي عودة موفقة إلى ريال مدريد بقيادته الى إحراز لقب الدوري الإسباني قبل أربع مراحل على ختام الموسم.
لم يشفع للمدرب الإيطالي دعم لاعبي النادي الملكي ومشجعيه، فتمت إقالته في 25 مايو 2015 بعد موسمٍ ثانٍ مخيب، بعد أن كان في الأول صانعاً لتتويجه باللقب القاري العاشر في تاريخه.
بعد عام ويوم واحد على قيادته ريال إلى اللقب العاشر في تاريخه في مسابقة دوري أبطال أوروبا، أقيل أنشيلوتي من منصبه في الوقت الذي أعلن فيه العديد من نجوم النادي الملكي في حينها، على رأسهم البرتغالي كريستيانو رونالدو، دعمهم للمدرب الإيطالي.
وقال رئيس ريال فلورنتينو بيريس «في ريال مدريد، التطلعات كبيرة جداً، وحان الوقت لإعطاء دفعة جديدة، من أجل الفوز بألقاب جديدة وبلوغ أفضل مستوياتنا».
من المؤكد أن الخروج من «سانتياجو برنابيو» بهذه الطريقة وإسناد المهمة لرافايل بينيتيز الذي لم يصمد سوى لأشهر معدودة، قبل أن يفتح الباب أمام وصول الفرنسي زين الدين زيدان، لم يغادر تفكير أنشيلوتي، رغم النجاح الذي حققه لاحقاً بقيادة بايرن ميونيخ الألماني الى لقب الدوري عام 2017.
وعندما عُرض على ابن الـ62 عاماً العودة مجدداً الى مدريد، بعد قرار زيدان التنحي للمرة الثانية عن تدريب النادي الملكي، لم يتردد أنشيلوتي في الاستقالة من منصبه مع إيفرتون الإنجليزي، من أجل الحصول على فرصة تعويض ما فاته في مروره الإسباني السابق.
والآن، وبعد أن توج بلقب «الليجا» قبل أربع مراحل على ختام الموسم، بات أنشيلوتي أول مدرب في التاريخ يتوج بألقاب الدوريات الخمسة الكبرى، بعدما سبق له أن أحرز كلاً من الدوري الإيطالي مع ميلان «2004»، الإنجليزي مع تشيلسي «2010»، الفرنسي مع باريس سان جيرمان «2013» والألماني مع بايرن ميونيخ «2017».
وعلى غرار جميع ألقاب الدوري التي أحرزها في مسيرته التدريبية، باستثناء عام 2010 حين قاد تشيلسي للتفوق على مانشستر يونايتد ومدربه الأسطوري أليكس فيرجسون بفارق نقطة فقط، كان تتويج أنشيلوتي بطلاً في إسبانيا من دون منافسة حقيقية بعدما تربع النادي الملكي على الصدارة منذ المرحلة الرابعة عشرة ولم يتنازل عنها بعد ذلك.
من المؤكد أن السبب في هيمنة ريال التي أوصلته إلى المرحلة الرابعة والثلاثين متقدماً بفارق 15 نقطة على أقرب ملاحقيه، ما جعله بحاجة الى التعادل فقط مع إسبانيول لحسم التتويج، يعود إلى ضعف المنافسين هذا الموسم، لاسيما غريمه برشلونة وجاره أتلتيكو بطل الموسم الماضي.
كان موسم 2021-2022 الأول لبرشلونة، بعد رحيل نجمه الأرجنتيني ليونيل ميسي، ما جعله يعاني الأمرين في مستهل الموسم، لدرجة أنه وجد نفسه في المركز التاسع مع الوصول إلى المرحلة الثامنة وحتى المرحلة الثالثة عشرة، قبل أن تتحسن نتائجه مع التعاقد مع نجم وسطه السابق تشافي للإشراف عليه في نوفمبر خلفاً للهولندي رونالد كومان.
لكن عودة برشلونة الى المسار الصحيح، لم يمكّنه من اللحاق بغريمه التاريخي حتى بعد اكتساحه رجال أنشيلوتي 4-صفر في معقلهم خلال المرحلة التاسعة والعشرين.
أما أتلتيكو، فكان في وضع أفضل من برشلونة في مستهل الموسم، لكن فريق المدرب الأرجنتيني دييجو سيميوني لم يظهر أي مؤشرات بأنه قادر على الدفاع عن لقبه لدرجة أنه لم ينه أي مرحلة في الصدارة، في حين أن فريقاً بحجم ريال سوسيداد تربع عليها لأربع مراحل بين التاسعة والثالثة عشرة.
وكان إشبيلية لفترة طويلة المنافس الأبرز لريال، لكن من دون أن يضعه تحت ضغط حقيقي، لأن فريق المدرب خولن لوبيتيجي لم يستثمر في معظم الأحيان هفوات النادي الملكي وكان يتعثر بدوره.
الحديث عن ضعف المنافسين لا يقلل من قيمة العمل الذي قام به المدرب الإيطالي، وليس بسبب الهيمنة فقط على الدوري والفارق الذي خلقه ريال، بل لأنه ركز أيضاً على تطوير أداء لاعبيه واستخراج أفضل ما لديهم، على غرار البرازيلي فينيسيوس جونيور الذي تحول من موهبة خامة يعيبها الاتساق الى أحد أبرز المهاجمين في العالم.
أما الفرنسي كريم بنزيمة، فواصل صعوده إلى مستويات جديدة، متحرراً من هالة رونالدو الذي قرر في صيف 2018 البحث عن تحدٍ جديد بالرحيل إلى يوفنتوس الإيطالي، ومن بعده الى فريقه السابق مانشستر يونايتد الإنجليزي.
وإذا فاز بنزيمة بجائزة الكرة الذهبية هذا الموسم، وهو أمر مرجح، لاسيما إذا نجح ريال في إحراز لقبه الرابع عشر في دوري أبطال أوروبا «وصل الى نصف النهائي وخسر ذهاباً في أرض مانشستر سيتي الإنجليزي 3-4»، فيعود الفضل بذلك الى أنشيلوتي وقيادته التي أعادت الحياة أيضاً للمخضرم الكرواتي لوكا مودريتش «36 عاماً» من خلال سياسة التدوير التي راعت عمر أفضل لاعب في العالم لعام 2018.
واعتقد كثيرون أن ريال سيعاني دفاعياً، بعد رحيل القائد سيرخيو راموس الى باريس سان جيرمان، والفرنسي رافايل فاران الى مانشستر يونايتد، لكن أنشيلوتي عرف كيف يوظف البرازيلي إدر ميليتاو والوافد الجديد النمسوي دافيد ألابا، لدرجة أن أحداً لم يشعر بأن فريقه خسر اثنين من أعمدته الأساسية.
ولو خسر أي فريق آخر لاعباً بحجم وأهمية راموس، ومدرباً مثل زيدان الذي قاده إلى ثلاثة ألقاب متتالية في دوري الأبطال، لسقط من الأعالي، ولكن أنشيلوتي عرف كيف يحافظ على انتظام الأمور والتركيز والهدوء، مانحاً في الوقت ذاته الشبان فرصة إثبات قدراتهم والمخضرمين الحق في الدفاع عن مراكزهم.
عندما وافق فلورنتينو بيريس على إعادة أنشيلوتي العام الماضي، تساءل الكثيرون عما إذا كان ذلك خطوة إلى الوراء بمواجهة فرق تضم مدربين أصغر سناً وأكثر تقدمية، لكن امتنان الإيطالي للعودة الى نادٍ من مستوى ريال كان يعتقد أنه لم يعد ممكناً بالنسبة له، قد انعكس إيجاباً.
بالنسبة لأنشيلوتي «إذا كان النادي سعيداً معي فهذا رائع، إذا لم يكن كذلك، سأكون دائماً ممتناً للفرصة التي أتيحت لي من أجل قيادة ريال مدريد مرة أخرى».


 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©