الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«الحصار المر» يكشف الخلل في «المشاركة الآسيوية»

«الحصار المر» يكشف الخلل في «المشاركة الآسيوية»
28 ابريل 2022 14:16

مراد المصري (دبي)


جاءت مشاركة أنديتنا في دور المجموعات للنسخة الجديدة من دوري أبطال آسيا لتبرهن مرة أخرى، أن هناك خللاً واضحاً في ظهورنا على المستوى القاري خلال السنوات الأخيرة، وإن حفظ شباب الأهلي حفظ ماء الوجه بالصعود إلى دور الـ 16، ووداع الجزيرة والشارقة المبكر، ولكن ما زال هناك الكثير من العمل الذي يتوجب القيام به، في حال أردنا عدم تكرار التجربة مرة أخرى، ونحن ندرك أن مصيرها الفشل.
وبحسب رصد لأسباب الظهور غير المتوازن لأنديتنا التي كتبت سطراً وتركت آخراً عديدة في دوري أبطال آسيا، سواء في النسخة الحالية أو النسخ الأخيرة الماضية، ظهرت العديد من العوامل أبرزها غياب استراتيجية واضحة، والاعتماد على الاجتهادات الفردية لكل منها، وإن كانت أغلب الأندية تشارك بنفسها «تأدية واجب» من دون وجود هدف واضح ومحدد من إدارات الأندية، ومن العوامل الأخرى بعض اللاعبين الأجانب الذين كانوا مجرد «كمالة عدد» في صفوف الفرق لسد هذه الخانة، من دون أن يكون لهم لمسات واضحة على الصعيد القاري، إلى جانب غياب الروح القتالية، على غرار أندية من دول تشارك بإمكانيات مادية أقل كثيراً، إلا أن اللاعبين عوضوا ذلك بالعزيمة والسعي لحصد النتائج لتجاوز الفوارق الفنية بهذه الطريقة، في وقت تظهر أنديتنا في مناسبات عديدة بأعصاب باردة وتتجرع الخسائر من دون أن يتم تحريك ساكناً مقارنة بما يحدث لو تعثر الفريق محلياً.

ويرى محمد الكوس اللاعب والإداري السابق، أن كرة الإمارات بحاجة إلى استراتيجية متكاملة بين كافة الجهات المسؤولة، من أجل وضع استراتيجية واضحة المعالم، تساعدنا في المشاركات الخارجية، وليس فقط الاعتماد على الجهود الفردية لكل نادٍ، حيث ما زالت كرتنا تعاني من وجود استراتيجيات بمثابة «كلام» فقط، من دون خطط تنفيذية واضحة لها.
وأشار الكوس إلى أن غياب «الهدف المادي»، أحد أبرز الأسباب في فارق بين ظهور اللاعبين في البطولات الداخلية والخارجية، حيث تجده أكثر حرصاً في المنافسات المحلية منها على الصعيد القاري.
ورداً على مشاركة أنديتنا وحجز مقعدها في البطولة الآسيوية، قال: المشاركة تأتي بـ «محض المصادفة»، حيث تجد إدارات الأندية أنفسها أمام المشاركة الخارجية في نهاية كل موسم بشعار الحصول على بطاقة مؤهلة إلى دوري أبطال آسيا، لكن لا توجد أهداف على أرض الواقع، ومن دون وجود تخطيط وفكر واضح للمشاركة في البطولة القارية، فإنه لن نلمس نتائج على أرض الواقع.
ويرى بدر حارب اللاعب السابق أن نظام التجمع في دولة واحدة، ربما يكون أثر مقارنة بمشاركات سابقة، وعندما أقيمت مجموعة للشارقة على أرض الإمارات، تصدر «الملك» مجموعته، أو اللعب بالذهاب والإياب، إلى جانب غياب «تقنية الفيديو» عن دور المجموعات التي لم يطبقها الاتحاد الآسيوي.
ومع ذلك رفض حارب وضع الأعذار، مؤكداً أن أنديتنا يجب أن تخوض «الأبطال» ليس بهدف المشاركة فقط، ولكن من أجل وضع بصمتها بشكل واضح.
وساند حارب الاتجاه الحالي داخل الاتحاد الآسيوي، في فتح المجال للترشح للمشاركة في البطولة لكل دولة، من خلال اختيار الفريق الأجهز، خصوصاً أن هناك فوارق زمنية في إقامة البطولة الآسيوية، مقارنة مع توقيت المنافسات المحلية التي تتغير خلالها ظروف الأندية من إصابات وتعاقدات وغيرها، وبالتالي فإن النادي غير الجاهز يمكن أن يمنح المجال لنادٍ آخر أفضل منه جاهزية، وبالتالي خدمة الدولة بشكل أفضل في الاستحقاق الخارجي.
وشدد العراقي عبدالوهاب عبدالقادر المدرب السابق على أن ما تغرسه إدارات الأندية في ذهن اللاعبين هو ما تجنيه في الاستحقاق الخارجي، وقال: كل عام هناك حديث دائم عن أن الدوري مضغوط، ونلعب كل 3 أو 4 أيام وغيرها من الأعذار التي تنتقل إلى اللاعبين وتؤثر عليهم سلباً في المشاركة الخارجية.
وأضاف: كما أن الأندية يجب أن تدرك أهمية الإعداد للمشاركة في استحقاق قاري، فمن غير المعقول أن تشارك لاعبين أجنبيين فقط وتقوم بمنح الفرصة للاعبين شباب ومن الصف الثاني، هذه الأمور تقوم بها في المنافسات المحلية، لكن هناك أنت تمثل الدولة ويجب أن يكون الحافز الذي تضعه لدى اللاعبين أفضل من ذلك.
وأشار إلى أن الأندية يجب أن تقوم باختيار لاعبين أجانب على مستوى مرتفع للمشاركة في الاستحقاق الخارجي، وباحتياجات معينة لهذه البطولة، منها على سبيل المثال وجود لاعب أجنبي يقود الخط الخلفي بخبرة وحنكة، أو لاعبين أجانب بمستوى مرتفع، كما كان الحال في سنوات سابقة في ملاعبنا، حيث كان جميع اللاعبين الأربعة في بعض الأندية أفضل من بعضهم البعض، لكن في الوقت الحالي هناك تعاقدات سنوية وتغييرات بالجملة للاعبين أجانب ليسوا على مستوى بطولة قارية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©