الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«الأم».. منبع الإنجازات الرياضية

«الأم».. منبع الإنجازات الرياضية
21 مارس 2022 00:43

رضا سليم (دبي)

تحتفل رياضة الإمارات بيوم الأم الذي يصادف 21 مارس من كل عام، وهو يوم «رد الجميل» لكل الأمهات، والذي يحمل الكثير من الحب والعطاء، لمن أسهم في صناعة الإنجاز للدولة، ورفع عَلَم الإمارات في كل المحافل الخارجية، هي الأم التي ينطبق عليها ما قاله الشاعر حافظ إبراهيم في قصيدة العلم والأخلاق: «الأمُ مدرسةٌ إذا أعددتها.. أعددت شعباً طيب الأعراق».

وتقوم الهيئة والمؤسسات والمجالس الرياضية وأيضاً الاتحادات والأندية بتقديم باقات ورد لكل الأمهات، من خلال تنظيم بطولات وفعاليات تحمل اسم «يوم الأم»، تقديراً لمساهماتها التي لا تتوقف، خاصة أنها تمثل منبع الإنجازات الرياضية، ويتم اختيار الأمهات لتكريمهن كجزء من «رد الجميل».
في ملاعبنا الكثير من المشاهد التي تجسد على أرض الواقع، دور الأم في حصد الإنجازات الرياضية، وهو الأمر الذي لا يقتصر فقط على دورها في البيت، وتوفير الأجواء المناسبة للإبداع، بل أيضاً لأنها خرجت خلف أبنائها، وجلست في المدرجات، كي تشجعهم وتحفزهم على الفوز، ودائماً ما تكون «السكن» في «الانكسار» و«الفرحة» في «الانتصار».

لعل هذه الملامح تظهر بشكل دائم في فعاليات وبطولات أصحاب الهمم، حيث تتصدر الأم المشهد بوجودها الدائم مع أبنائها، وما أجمل لحظات السعادة التي ترتسم على وجه الأمهات، في فوز لاعب أو لاعبة من أصحاب الهمم، وصعوده على منصات التتويج، وهو بمثابة الجائزة على مشوار طويل من المعاناة التي تستقبلها الأمهات بسعادة غامرة وعطاء لا حدود له، فكم من أم كانت بطل مشهد الإنجاز. وجسد عمار محمود لاعب فريق الإمارات للأشبال تحت 15 عاماً دور الأم في صناعة الإنجاز في مشهد بديع، بعدما اندفع نحو أمه وطبع «قبلة» على يدها ورأسها، بعد تسجيله هدفاً لفريقه أمام الجزيرة الحمراء في دوري الأشبال تحت 15 عاماً في لقطة وثقها الحساب الرسمي للنادي على موقع «تويتر»، ووجدت تداولاً واسعاً، وهي الرسالة التي وجهها اللاعب الصغير إلى كل الأمهات في مجتمع الإمارات، ليؤكد الدور الكبير الذي تقوم به الأمهات في صناعة الإنجازات في كل المجالات خاصة الرياضية، بوصفها المحفز الأول في العائلة، والتي دائماً ما تتحمل الكثير، من أجل تحقيق أحلام الأبطال.

تهنئة إلى كل أم ساعدت بنت الإمارات، كي تعيش حياتها في الملاعب والصالات وأجواء البطولة، وتسافر إلى أبعد مكان، وهي تحمل في حقيبتها علم الدولة وأمامها هدف أن ترفعه إلى عنان السماء، وإلى كل أم ساعدت أبنائها في تخطى الصعاب للوصول إلى الهدف، كما تظهر الأم بقوة في مشهد البطولات والأحداث الرياضية الخاصة برياضة المرأة، خاصة أنها من كسرت القيود وحطمت أسوار البيوت، كي تدفع ببناتها إلى الساحة الرياضية، لتتدرب وتشارك وتحقق الإنجازات. وخرجت الأمهات أيضاً إلى الملاعب والساحات الرياضية، ليس فقط لتشجيع أبنائهن وبناتهن في البطولات، بل أيضاً تشجيع منتخباتنا الوطنية في المدرجات، ولعل الإماراتية «أم علي» أشهر مشجعة لمنتخبنا الوطني على مدار أكثر من 30 عاماً نموذج العطاء، ويكفي أنها حضرت في عدة بطولات كأس خليج لمساندة المنتخب. باقة ورد في يوم الأم إلى كل أم اقتحمت العمل الإداري الرياضي، ووصلت إلى مناصب دولية وقارية وعربية مستفيدة من استراتيجية الدولة التي تتبناها القيادة الرشيدة لتمكينها، والتي ترعاها  سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية «أم الإمارات»، لتعزيز مكانتها في كل المجالات، ودعم مساعيها في التميز والإبداع للمساهمة في بناء نهضة الوطن.

وتحظى المرأة الإماراتية بدعم كبير من الدولة لتطوير قدراتها الرياضية كلاعبة، من خلال تأسيس المنتخبات النسائية في الألعاب كافة، وتوفير المعسكرات والمشاركات الخارجية لها، والاستعانة بأفضل المدربين والمدربات لرفع معدلات التطور في المستويات الفنية وتطوير الأرقام التنافسية.
وتتصدر سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات» مشهد التهاني بيوم الأم، كونها أم جميع المنتسبات للرياضة النسائية من لاعبات وإداريات ومدربات، وأيضاً ممن يعملن في اللجان النسائية بالاتحادات الرياضية والأندية، وبفضل توجيهات سموها حققت المرأة المكاسب والإنجازات المتميزة التي فاقت الكثير من نساء العالم، حتى أصبحت لها الكلمة العليا على منصات التتويج في كل البطولات. وبفضل سموها، حظيت الرياضة النسائية بالكثير من الدعم والاهتمام، مما أثمر عن تكوين قاعدة كبيرة من النساء الرياضيات في الدولة، وجعل من المرأة الإماراتية رياضية قادرة على المنافسة وتحقيق الإنجازات، في مختلف المحافل الإقليمية والدولية.

تمثل «أم الإمارات» النموذج الأمثل للعطاء في مختلف المجالات ومنها، الرياضة، حيث ترى سموها دائماً أن المرأة قادرة ولديها من الإبداع والقوة، ما ينقلها بطموحها الرياضي إلى العالمية، لذلك تعمل على دعم المرأة وتشجيعها على ممارسة الرياضة والارتقاء بأدائها، على المستويات الفردية والجماعية، وهي رسالة في تمكين النساء والفتيات الإماراتيات، من خلال تشجيع ممارسة الرياضة والنشاط البدني واتباع نمط حياة صحي.

وأطلقت سموها مبادرات اجتماعية ورياضية وصحية وثقافية عديدة، عملت من خلالها على بناء قدرات المرأة، كما كان لها الدور الكبير في تعزيز مكانة المرأة، ومساندة حضورها في المجتمع محلياً وعربياً ودولياً، وأصبحت المرأة في الإمارات تمارس حقوقها الشخصية كاملة. وأسست سموها أكاديمية فاطمة بنت مبارك للرياضة النسائية في أكتوبر 2010، مكرسة جهودها لنشر وتيسير ممارسة الرياضة النسائية في الدولة، من أجل جعل الرياضة عنصراً أساسياً في الحياة اليومية للمرأة الإماراتية، على اختلاف الأعمار والخلفيات والحالة البدنية، بما يضمن تبني المرأة الإماراتية أسلوب حياة صحي ونشط، ويعزز غرس قيم الروح الرياضية في الوعي العام لدولة الإمارات، ودعمت سموها تنظيم العديد من الفعاليات الرياضية المحلية والإقليمية والدولية. نالت «أم الإمارات» أكثر من 500 وسام وجائزة، محلياً وإقليمياً ودولياً تقديراً وتكريماً لجهود سموها في مختلف المجالات، خاصة في مجال دعم وتمكين المرأة والعمل الخيري والإنساني والثقافي والاجتماعي والرياضي، لتنقل صورة رائعة عن الأم الإماراتية إلى العالم.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©