عدد اليوم
باريس (أ ف ب)
رفع عالم الرياضة سيف العقوبات على روسيا بعد غزوها أوكرانيا، فجرّد الاتحاد الأوروبي لكرة القدم الجمعة مدينة سان بطرسبورج، من استضافة نهائي دوري الأبطال ومنحها للعاصمة الفرنسية باريس، كما قرّر إقامة المباريات القارية لروسيا وأوكرانيا على أرض محايدة.
وفيما طالبت اللجنة الأولمبية الدولية جميع الاتحادات الرياضية بنقل أو إلغاء الأحداث المقررة في روسيا وبيلاروسيا، لقيام هاتين الدولتين بخرق الهدنة الأولمبية، أعلن مروّجو بطولة العالم للفورمولا 1 إلغاء سباق جائزة روسيا الكبرى المقررة في سوتشي في 25 سبتمبر المقبل.
وستقام المباراة النهائية للمسابقة القارية الأهم في 28 مايو في ملعب "استاد دو فرانس" الواقع في ضاحية سان دوني شمال باريس. استضاف سابقاً نهائي 2006 الذي أحرزه برشلونة الإسباني، وقبله نهائي 2000 المتوج بلقبه العملاق الإسباني الآخر ريال مدريد.
ووصف الكرملين قرار يويفا بـ"المؤسف"، وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف: كانت سان بطرسبورج ستوفر الظروف المثالية لمهرجان كروي مماثل.
ورأى رئيس الاتحاد الروسي للعبة ألكسندر ديوكوف أن القرار "تمليه دوافع سياسية"، مضيفًا أنه ينتهك مبادئ الرياضة ومصالح اللاعبين، المدربين والمشجعين.
وكان الاتحاد القاري دعا الخميس إلى اجتماع طارئ "لتقييم الوضع" و"اتخاذ جميع القرارات اللازمة"، في ما يتعلق بغزو روسيا العسكري لأوكرانيا، مؤكدًا أنه "يدين بشدة" الغزو.
وسبق للاتحاد الأوروبي أن نقل آخر نهائيين في دوري أبطال أوروبا بسبب جائحة فيروس كورونا من مدينة إسطنبول التركية إلى لشبونة وبورتو في البرتغال عامي 2020 و2021.
وشكر "يويفا" الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون "لدعمه الشخصي والتزامه" بنقل المباراة "خلال أزمة لا مثيل لها".
وأقيم نهائي دوري أبطال أوروبا آخر مرة في روسيا عام 2008، عندما تفوّق مانشستر يونايتد الإنجليزي على مواطنه تشيلسي بركلات الترجيح على ملعب "لوجنيكي" في موسكو.
كما قرّر "يويفا" إقامة المباريات الدولية الأوروبية البيتية للأندية والمنتخبات الروسية والأوكرانية على أرض محايدة "حتى إشعار آخر".
وقال الاتحاد في بيان "قررت اللجنة التنفيذية للاتحاد الأوروبي إقامة المباريات البيتية للأندية والمنتخبات الروسية والأوكرانية في المسابقات الأوروبية على أرض محايدة حتى إشعار آخر".
ويتعلق الأمر بنادي سبارتاك موسكو الذي ضمن تأهله إلى دور الـ16 في مسابقة الدوري الأوروبي "يوروبا ليج"، وأوقعته القرعة الجمعة أمام لايبزيج الألماني، لكن ليس بمباراة الملحق المؤهل إلى مونديال قطر 2022 ضد بولندا والمقررة في موسكو في 24 مارس المقبل، لأن مصير هذه المباراة مرتبط بقرار من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).
وكان رئيس فيفا جاني إنفانتينو عبّر الخميس عن قلقه من الوضع "المأساوي والمخيف" في أوكرانيا، قائلاً: فيفا يدين استعمال روسيا للقوة. العنف ليس حلا أبدًا. ندعو جميع الأطراف إلى استتباب الأمن من خلال الحوار البناء.
واعتبر رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون مطلع الأسبوع أنه "لا توجد فرصة" لروسيا لاستضافة مباريات كرة القدم أوروبية في الأسابيع المقبل "روسيا منبوذة - لا توجد فرصة لاستضافة بطولة كرة قدم في روسيا التي تغزو دولاً ذات سيادة".
وطالبت اتحادات كرة القدم في بولندا والسويد والتشيك الخميس في بيان مشترك نقل مباريات مقررة لها في روسيا ضمن الملحق المؤهل الى مونديال قطر 2022 المقررة في 24 و29 مارس.
وأوقعت القرعة بولندا والسويد والتشيك في المسار الثاني مع روسيا، حيث تستضيف الأخيرة الأولى في نصف النهائي، على أن تلاقي في حال فوزها السويد أو تشيكيا في النهائي.
وطالبت اللجنة الأولمبية الدولية جميع الاتحادات الرياضية بنقل أو إلغاء الأحداث المقررة في روسيا وبيلاروسيا، كما ناشدت بعدم رفع الأعلام الروسية أو البيلاروسية وعدم عزف النشيد الوطني لهاتين الدولتين في المحافل الرياضية العالمية غير المدرجة تحت عقوبات الوكالة العالمية للمنشطات (وادا).
وينص قرار الهدنة الأولمبية الذي تبنته الأمم المتحدة "ببناء عالم أفضل وسالم من خلال الرياضية والمثل الأولمبية" ووجوب احترام هذه الهدنة في الفترة قبل 7 أيام من انطلاق الألعاب الأولمبية الشتوية التي أقيمت في الفترة من 4 إلى 20 فبراير الحالي وحتى 7 أيام بعد الألعاب البارالمبية الشتوية المقررة من 4 إلى 13 مارس المقبل.
يذكر أن روسيا مدانة ضمن فضيحة تنشط ممنهج وتم فرض عقوبات عليها في سياق تورط العديد من المسؤولين الكبار وعملاء المخابرات لسنوات طويلة، ولا سيما في الألعاب الشتوية في سوتشي في عام 2014.
وأعلن مروّجو بطولة العالم للفورمولا إلغاء سباق جائزة روسيا الكبرى المقررة في سوتشي في 25 سبتمبر.
قالوا في بيان: ناقشت فورمولا1 والاتحاد الدولي للسيارات فيا والفرق موقف رياضتنا، وتوصلنا إلى استنتاج، مع الأخذ في الاعتبار رأي جميع أصحاب المصلحة، أنه من المستحيل تنظيم جائزة روسيا الكبرى في ظل الوضع الحالي".
وتابع "نتابع التطورات في أوكرانيا بحزن شديد وبذهول ونأمل في التوصل إلى حلّ سريع وسلميّ للوضع الراهن".
ويأتي قرار مجموعة "ليبرتي ميديا" الأميركية مالكة الحقوق التجارية للفئة الأولى غداة مطالبة العديد من السائقين بإلغاء السباق، بينهم حامل اللقب سائق ريد بول الهولندي ماكس فيرستابن والألماني سيباستيان فيتل بطل العالم أربع مرات أعوام 2010 و2011 و2012 و2013.
وتعبيرًا عن الاعتراض لغزو أوكرانيا، عمد فريق هاس الأميركي والممول روسيًا خلال اليوم الأخير من تجارب برشلونة إلى إزالة الألوان الروسية لداعمه الرئيسي أورالكالي، وهي مجموعة متخصصة في مادة البوتاس.
وقدّم هاس الذي يعتمد على سيارته الألوان الأزرق والأبيض والأحمر تيمنًا بالعلم الروسي، كسوة بيضاء بسيطة من دون العلامة التجارية للراعي الرئيسي.
ويشغل رجل الأعمال الروسي دميتري مازيبين، والد سائق هاس نيكيتا، منصب المدير غير التنفيذي في أورالكالي.
