عدد اليوم
أنور إبراهيم (القاهرة)
في مسابقة كبرى كجائزة الكرة الذهبية التي تمنحها مجلة فرانس فوتبول لأفضل لاعب في العالم عن سنة كاملة تبدأ في يناير وتنتهي في ديسمبر، وهى بالمناسبة أعرق وأقدم مسابقة لاختيار الأفضل على مستوى كرة القدم العالمية، حيث بدأت 18 سبتمبر عام 1956، تلعب «التفاصيل الصغيرة» دوراً مهماً في إظهار مدى مصداقية منظمي هذه الجائزة السنوية، وما إذا كانوا يتدخلون من جانبهم في التصويت لمصلحة هذا النجم أوذاك، ولعل هذا الذي جعلهم يحرصون دائماً على إعلان النتيجة تفصيلاً بعدد النقاط التي حصل عليها كل لاعب من اللاعبين الثلاثين، لكي تخرس ألسنة بعض الذين يتهمون المجلة بالانحياز لنجم دون آخر.
وبقراءة سريعة في النتائج التفصيلية (وفقاً لعدد النقاط التي حصل عليها كل مرشح) يتضح أنه لولا حصول الأرجنتيني ليونيل ميسي مع منتخب بلاده على بطولة كوبا أميركا هذا العام، لما فاز بالكرة الذهبية السابعة في مشواره الكروي، إذ إن الفارق بينه ومنافسه الأول البولندي روبرت ليفاندوفسكي هداف بايرن ميونيخ، 33 نقطة فقط، إذ حصل «البرغوث» على 613 نقطة، بينما حصل «ليفا» على 580 نقطة، والأرجح أن هذا الأخير حصل على هذا العدد من النقاط عن جدارة واستحقاق، بعد أن كان أكثر المتضررين من حجب الجائزة العام الماضي والتي كان فيها الأفضل على الإطلاق، بعد أن أحرز مع النادي البافاري 6 بطولات «سداسية» في موسم واحد ( البوندسليجا، دوري الأبطال، كأس ألمانيا، السوبرالأوروبي، السوبرالمحلي، كأس العالم للأندية).
ورغم تهليل الآلة الإعلامية الفرنسية ونجوم الكرة الفرنسيين وغيرهم للنجم كريم بنزيمة وضغطها بقوة من أجل فوزه بالمركز الأول، وكذلك ضغط نادي ريال مدريد بما يتمتع به رئيسه فلورنتينو بيرزمن نفوذ على المستوى الأوروبي، بل والعالمي،إلا أن هذا التهليل لم يؤثرعلى المجلة الفرنسية ولا على أعضاء لجنة التصويت، وبالتالي لم يحصل بنزيمة إلاعلى ما يستحقه فعلاً، إذ إنه رغم تألقه مع ناديه ومنتخب بلاده، لم يحصل إلا على بطولة دوري الأبطال الأوروبي، وهى بطولة مستحدثة وأقل كثيراً من بطولة كأس الأمم الأوروبية «يورو2020» التي حصل عليها الإيطالي جورجينيو مع منتخب الأزوري، فضلاً عن حصوله مع ناديه تشيلسي على بطولة دوري الأبطال «الشامبيونزليج»، ولهذا كان من الطبيعي أن يحل ثالثاً في الترتيب برصيد 460 نقطة وبفارق يقرب من ضعف ماحصل عليه بنزيمة صاحب المركزالثالث (239 نقطة) أي أقل من نجم البلوز بـ 221 نقطة على وجه التحديد.
ولوكانت هناك شبهة مجاملة من جانب المجلة، لكنا شاهدنا النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو بين الثلاثة الأوائل مثلاً، فهو الهداف التاريخي لدوري الأبطال والهداف التاريخي للمنتخبات الوطنية، ولكنه لم يحصل إلا على 178 نقطة فقط، أي ما يقرب من ثلث نقاط ميسي!.
والطريف أن النجمين الوحيدين اللذين لم يحصلا على أي نقاط من بين الـ 30 مرشحاً، هما الكرواتي لوكا مودريتش الحاصل على هذه الجائزة بعد مونديال روسيا 2018، وأزبيليكويتا الحائز بطولة دوري الأبطال مع تشيلسي.
وإمعاناً في المصداقية وعدم الانحياز، أوالتدخل في أصوات المرشحين، أواختيارات أعضاء لجنة التحكيم التي تضم ما لايقل عن 170 صحفياً من مختلف أنحاء العالم، بجانب عدد لايتجاوز أصابع اليدين من محرري المجلة الفرنسية، فقد تم الاختيارعلى أساس بطاقة تشمل 5 اختيارات، بحيث يحصل الأول في الترتيب على 6 نقاط، والثاني 4 نقاط والثالث 3 نقاط والرابع نقطتين والخامس نقطة واحدة، فهل هناك عدالة أكثر من ذلك ؟!.
ملاحظة أخرى مهمة، تؤكد مصداقية المجلة وعدم تدخلها في النتيجة، ألا وهى ترتيب النجم الشاب كيليان مبابي بين الثلاثين وعدد النقاط التي حصل عليها، إذ إنه رغم تألقه الشديد مع ناديه الفرنسي ومنتخب بلاده على امتداد الموسم الماضي والموسم الحالي وتسجيله الكثير من الأهداف، إلا أنه لم يحصل إلا على 58 نقطة فقط في التصويت، وحل في المركز التاسع !!.
وفيما يلي الترتيب النهائي، وفقاً لعدد نقاط كل مرشح:
ميسي (613 نقطة) - ليفاندوفسكي (580)- جورجينيو(460) - كريم بنزيمة (239)- نجولوكانتي (186)- رونالدو (178) - محمد صلاح (121)- دي بروين (73) - كليان مبابي (58)- دوناروما (36) - هالاند (33 ) - لوكاكو (26) - كيلليني (26) - بونوتشي (18) - رحيم سترلينج (10)- نيمار(9) - لويس سواريز(8) - سيمون كاير(8) - ميسون ماونت (7)- رياض محرز(7) - برونو فيرنانديز (6) - لاوتارومارتينيز(6)- هاري كين (4)- بيدري (3) - فيل فودين (نقطتان) - نيكولا باريللا (نقطة واحدة) -روبن دياز (نقطة واحدة) - جيرار مورينو (نقطة) - أزبيليكويتا (صفر) - لوكا مودريتش (صفر).
