الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

خبراء «فيفا» و«الآسيوي»: تطوير مستوى الدوري «أهم الحلول»!

المنتخب الوطني يعاني في مباريات تصفيات المونديال (تصوير: عادل النعيمي)
19 أكتوبر 2021 00:54

معتز الشامي (دبي)

كيف الحل لمشكلات دورينا وأنديتنا ومنتخباتنا الوطنية الفنية؟ كيف يمكن إيقاف مسيرة التراجع التي ظهرت جلياً منذ عام 2017 ولا زالت مستمرة؟ وكيف نعيد ترتيب الأوراق لنستعيد زمام المبادرة، بهدف إعادة هيبة المشاركة الإماراتية في المحفل القاري والدولي، على مستوى الأندية والمنتخبات الوطنية؟
هي كلها أسئلة طرحتها «الاتحاد» على الخبراء الفنيين، في «الفيفا» والاتحاد الآسيوي، لبحث آليات يمكنها أن تسهم في إيقاف التراجع المخيف لكرتنا آخر 6 سنوات، على خلفية نتائج ممثلينا قارياً، وبعد الخروج المتواضع للوحدة بخماسية أمام النصر السعودي من ربع نهائي دوري الأبطال، ونزيف النقاط الذي أصاب المنتخب الوطني، في مسيرة التصفيات المؤهلة لمونديال 2022 وأدى لقبوعه في الترتيب الرابع للمجموعة الأولى بعد مرور 4 مباريات فقط حصد فيها 3 نقاط من أصل 12 ممكنة.
ووضع خبراء فيفا والاتحاد الآسيوي تصورات أشبه بـ «روشتة»، يمكنها أن تسهم في تطوير العمل في الأندية والمنتخبات الوطنية، عبر 9 متطلبات يجب الاهتمام بها، أبرزها الاهتمام بتقليل أسعار اللاعبين المواطنين، لإجبار الموهوبين على الخروج في تجارب احترافية، وضرورة مساعدة الاتحاد والأندية في توقيع اتفاقيات تعاون لابتعاث المواهب لتجارب إعاشة وفق مدد متفق عليها، كما اهتمت دوريات مجاورة ومنها الدوري السعودي الذي بات يبتعث الموهوبين لأندية إسبانية لموسم أو لنصف موسم، بهدف التطوير الفني والسلوكي والتدريبي.
وأوصت الآراء بضرورة الاستعانة بخبراء عالميين في مجال التطوير الفني للمنتخبات، حيث لا يزال الاتحاد من دون مدير فني يخطط لمستقبل اللعبة وينفذ أفكاراً وبرامج تطويرية حقيقية.
كما دعت لضرورة الاستعانة بفريق خبراء فنيين، يتولون تطوير الاحتراف بالدوري عموماً، للوقوف على إيجابيات وسلبيات التجربة بعد 14 عاماً تقريباً من التطبيق، ووضع تصورات للمستقبل، فضلاً عن ضرورة إجبار الأندية على وضع خطط تطوير فني حقيقية، وإعلان الأهداف التي من أجلها تشارك تلك الفرق في المحافل الخارجية، وما إذا كان لديها خطط تؤهلها للمنافسة، أم مجرد مشاركة شرفية.
ورصدت الآراء ضرورة تحسين جودة اللاعبين الأجانب عبر عدة اشتراطات قبل التعاقد، منها اختيار العناصر الدولية أولاً في بلدانها، فضلاً عن ضرورة البحث عن حلول لفئة اللاعب المقيم، بحيث يكون الاعتماد على المقيم الحقيقي في الدولة، وليس «المقيم الخارجي»، الذي يكون عبارة عن لاعب أجنبي قادم من الخارج بسن صغيرة فقط.
من جانبه، أكد دكتور بلحسن مالوش، مستشار التطوير الفني بالاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»، والمدير الفني السابق لاتحاد الكرة الإماراتي حتى 2015، أن العمل يجب أن يتم على مستوى القاعدة، عبر الاهتمام بالمراحل السنية بشكل حقيقي، وعلى يد خبراء يمكنهم تقديم الدعم والتصورات المجربة التي يجب الاستعانة بها، ولفت إلى أن هناك عملاً يتم بالفعل، ولكنه غير كافٍ لتحقيق التطور المنشود في الأندية الإماراتية بشكل عام.
وأضاف: «الكرة الإماراتية تحتاج لعمل واهتمام بكافة التفاصيل، وتطوير مستوى المدربين وتأهيلهم بشكل مناسب، واختيار أفضل المدربين للفرق الأولى، وتنفيذ مشاريع تطويرية وعدم الاهتمام فقط بإعداد فريق للمنافسة المحلية فقط، ولكن التطوير يبدأ من المراحل السنية في جميع الأندية، مع ضرورة الاهتمام بتقليص أسعار اللاعبين وتحفيز اللاعبين المواطنين على الاحتراف الخارجي كونه السبيل الوحيد لتطوير المستوى الفني»
فيما أكد أندي روكسبيرج، المدير الفني للاتحاد الآسيوي لكرة القدم، أن المنافسة القارية لم تعد سهلة على الدوريات التي لا تستعد أنديتها بشكل جيد، كما باتت منتخبات آسيا متطورة الآن بفضل الاهتمام بتطوير منظومة اللعبة لدى العديد من المنتخبات، وأوضح أن المشاركة الإماراتية إذا لم توفق في السنوات الأخيرة، فهو ما يعني أن الأندية لم تستعد جيداً، ولم تبرم صفقات قوية من الأجانب، وقال: «يجب البحث عن الأسباب، ووضع حلول جذرية، وبناء استراتيجية طويلة الأمد، يشارك فيها كل من ينتمي للمنظومة، سواء أكان اتحاداً أم أندية، كما يجب التركيز على زيادة المنافسة المحلية والاهتمام بجودة اللاعبين المحترفين وتطبيق أفكار ومبادرات تطويرية حقيقية لتحقيق هذا الغرض».
على الجانب الآخر، تشهد الكرة الكورية الجنوبية تطوراً في المشاركات منذ سنوات، وبالذات خلال العامين الماضيين، عندما باتت الأندية الكورية الجنوبية حاضرة وبقوة في المنافسة على لقب دوري الأبطال، ويكفي تأهل 3 أندية من أصل 4 إلى نصف نهائي دوري الأبطال عن شرق آسيا هذا الموسم، وسيلعب فريق كوري في النهائي القاري أمام فريق من الهلال أو النصر السعوديين.
من جانبه أكد تشونج هيونج من، رئيس الاتحاد الكوري الجنوبي لكرة القدم، أن الكرة في بلاده تجني ثمار الرؤية الاستراتيجية للتطوير التي تم وضعها في عام 2016، لمواجهة التراجع المالي في دعم الأندية، وقال: «الدوري هو أساس كل شيء، ولإنشاء منتخب قوي، يجب الاهتمام بالمراحل السنية في الأندية، ويجب الاهتمام بزيادة التنافسية في الدوري بشكل عام، وهو ما تم اعتماده في خطة الاتحاد، والآن تعود الفرق الكورية للمنافسة بقوة على الألقاب، كما بات للمنتخب الكوري الجنوبي حضور وشخصية منذ سنوات»
وتابع: «أعتقد الكرة الإماراتية لديها الإمكانيات التي يمكنها أن تنطلق منها لآفاق أرحب، وبقليل من الاهتمام بمبادرات التطوير الفني والاستعانة بالخبراء، يمكنها أن تصل لآفاق أرحب، لكن الأساس هو الدوري المحلي، والبحث عن سبل تطويره وزيادة قدرات اللاعبين المواطنين، واختيار الأجانب وفق رؤية فنية».

مسفر: العمل في الأندية والمنتخبات «خاطئ»!
أكد الدكتور عبد الله مسفر، مدرب المنتخب الأولمبي السابق، أن الكرة الإماراتية باتت تتراجع في آخر 6 سنوات، بسبب عدم الاهتمام بالتطوير الحقيقي بداية من قاعدة المراحل السنية، مروراً بالأندية وانتهاء بالمنتخبات الوطنية، التي أهملت دور المدرب الوطني، المؤهل للقيام بالكثير مع تلك المنتخبات.
وقال: «العمل الذي يتم في الأندية والمنتخبات، للأسف يتم بشكل خاطئ، ولا أحد يهتم بالتصحيح، فضلاً عن أن أغلب من يقال عنهم خبراء في الأندية، هم خبراء في التنظير وأغلبهم بلا بصمة حقيقية، وبالتالي أرى أن الجميع يتحمل المسؤولية، فالاتحاد يتحمل مسؤولية تطوير المراحل السنية التي يجب تبدأ من السن الصغيرة حتى تحت 22 عاماً، لكن الواقع الآن يقول إن أغلب الأندية فقدت فرق المراحل السنية وباتت تهتم بمرحلة أو اثنتين فقط لاستيفاء شروط المشاركة في مسابقات الاتحاد، وليس بناء مراحل سنية من عمر 7 سنوات فما فوق وتواصل الأجيال والأعمار، وهو ما سبب فجوة كبيرة يعاني منها منتخبنا، وأدت لغياب المواهب في جميع الأندية، على عكس الوضع قبل 15 سنة مثلاً».
وتابع: «علي مستوى الدوري نعاني مشكلة فنية، لأن أغلب اللاعبين خصوصاً الدوليين، لا يعرفون متطلبات مركزهم من حيث التحرك في الملعب ومن حيث المهارة التي يتطلبها المركز نفسه، وهي عيوب تعكس عدم الاهتمام بالتكوين الصحيح».
وأضاف: «كل مركز له تكتيك يمكن اللاعب من أداء الدور الحركي للمركز، وهناك مهارة للمركز، وفنياً نحن لدينا مشكلة في هذا الجانب، وبالتالي لا نتعاقد مع مدربين يهتمون بتلك التفاصيل، ولكن نأتي بمدربين أجانب يهتمون بتدريبات جماعية عامة لمدة ساعة ونصف يومياً، من دون أي تطوير المستوى الفني، في الوقت الذي يحتاج فيه اللاعب الإماراتي حالياً لتعلم التكتيك».

9 توصيات لتطوير كرة الإمارات:
- الاستعانة بخبراء عالميين لتطوير عمل منتخبات المراحل.
- إطلاق مراكز تكوين لاتحاد الكرة مستقلة عن الأندية.
- الاستعانة بخبراء لتقييم مستوى الدوري «فنياً».
- وضع معايير للاستعانة باللاعبين الأجانب واستهداف «الدوليين» منهم.
- زيادة الاهتمام بالأكاديميات والمراحل السنية.
- التركيز على «المقيم الحقيقي» بدلاً من المقيم «الصوري».
- مطالبة الأندية بعرض استراتيجيتها للمنافسة خارجياً.
- تقليص أسعار اللاعبين المواطنين ودفعهم لخوض تجربة الاحتراف الخارجي.
- تسهيل مهمة تجارب الإعاشة والاحتراف «المحدد بمدة» مع أكاديميات وأندية خارجية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©