الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

5 أسباب وراء مأزق مارفيك و«الأبيض»!

5 أسباب وراء مأزق مارفيك و«الأبيض»!
14 أكتوبر 2021 13:31

 

معتز الشامي (دبي)


ارتكب الجهاز الفني للمنتخب الوطني لكرة القدم، بعض الأخطاء التي أشعلت حالة من الغضب الجماهيري ضده، عقب ضياع فوز في «قبضة اليد» أمام العراق مساء الثلاثاء الماضي، وإخفاقه في الحفاظ على التقدم بهدف في الشوط الأول، والتفريط في السيطرة على مجريات اللعب، خصوصاً في الشوط الثاني، ما أسهم في عودة «أسود الرافدين» من خلال إحراز هدفين، قبل أن يتدارك علي مبخوت الموقف بهدف التعادل 2-2.
وأصبح موقف «الأبيض» صعباً، في مشوار التصفيات المؤهلة إلى «مونديال 2022»، رغم أن الفرصة لا زالت قائمة للوصول إلى مركز متقدم، شريطة الفوز في المباريات المقبلة، وتحديداً الجولتين الخامسة «ختام الدور الأول» والسادسة «بداية الدور الثاني»، عندما يواجه كوريا الجنوبية في سيول نوفمبر المقبل ولبنان في بيروت على الترتيب، ضمن منافسات المجموعة الأولى.
وتبدو المباراتان غاية في الصعوبة، على ضوء مستوى أداء المنتخب، وافتقاد الثقة التي أصابت الجميع، وكانت سبباً في المطالبة برحيل المدرب الهولندي فان مارفيك وجهازه المعاون.
ويعقد مجلس إدارة اتحاد الكرة، اجتماعاً يوم الاثنين المقبل، لحسم مصير مارفيك، على خلفية التوصية التي سيتم رفعها من لجنة المنتخبات، والمتوقع أن تعقد اجتماعها خلال اليومين المقبلين، بعدما تم تأجيل الاجتماع من مساء أمس، إلى السبت أو الأحد على أقصى تقدير، بعد تسلم تقرير الجهازين الفني والإداري للمنتخب، والاجتماع أولاً مع مارفيك، لمناقشته في أسباب تراجع الأداء بهذه الصورة في آخر مباراتين أمام إيران والعراق، خاصة في الشوط الثاني.
وجمع «الأبيض» 3 نقاط من 4 مباريات خاضها في المجموعة الأولى، ولا تزال أمامه 6 مباريات قادمة، وأصبح مطالباً بالقتال فيها على النقطة، وضرورة تحقيق الانتصارات لتحسين موقفه، خاصة في مواجهتي كوريا الجنوبية ولبنان في الجولتين المقبلتين، وبعدها سوريا والعراق وإيران وأخيراً كوريا الجنوبية.
من جهة ثانية تبرز 5 أسباب يمكن رصدها، لتكون أهم الأسباب التي أدت إلى وصول العلاقة بين مارفيك والشارع الرياضي إلى مأزق غير متوقع على خلفية تواضع الأداء بشكل مفاجئ بالنسبة للمنتخب.
ولعل أول وأهم هذه الأسباب، هو رفض المدرب تغيير برنامج التحضيرات، وزيادة فترات التجمع، خاصة في سبتمبر الماضي، حيث عرضت اللجنة على مارفيك تأجيل الجولة السادسة، والترتيب لـ «ودية دولية» أمام الصين، إلا أنه رفض التعديل.
يضاف إلى ذلك رفض مارفيك، فكرة الدخول في معسكر خارجي طويل، وخوض أكثر من تجربتين وديتين بين يوليو أو أغسطس، ما أحدث شرخاً في العلاقة بين المدرب ولجنة المنتخبات.
واكتفى مارفيك بتجمع خارجي لمدة أسبوع، لم يخض خلاله أي تجربة، اعتمد التركيز على النواحي الخططية والتكتيكية والبدنية، وكلها لم تكن كافية لتجهيز «الأبيض» للمرحلة الثالثة من التصفيات المؤهلة إلى «المونديال»، التي تضم أجهز المنتخبات في «القارة الصفراء».
السبب الثالث يتعلق بزيادة الاعتماد على الدوري لتجهيز اللاعبين الدوليين، ما أدى إلى هبوط المعدلات البدنية على المستوى الدولي، لتشكيلة المنتخب، التي أصبحت تتأثر في الشوط الثاني، وهو ما ظهر واضحاً بالتحديد في مباراتي إيران والعراق.
وهناك ضعف في القراءة الفنية للمنافسين خلال المباريات، خاصة في الشوط الثاني، وبطء التدخل الفني للتصحيح، وتحديداً جزئية التبديلات، التي عادة ما تكون، إما متأخرة للغاية، كما في حالة تيجالي وخلفان مبارك وخليل إبراهيم، خلال مباراة العراق، أو غير مفيدة، كما شهدنا في مباراة العراق وبعض المباريات الأخرى، والتي لم تشكل فيها التغييرات أي فارق، وذلك على عكس مباريات المرحلة الثانية من التصفيات التي شهدت أداءً قوياً من جانب المنتخب في يونيو الماضي.
خامس الأسباب، يكمن في تمسك مارفيك بـ «تثبيت التشكيل» حتى في حالة عدم توفيق بعض الأسماء، وعدم المرونة في التعامل مع القائمة الكاملة، حيث كان يفضل الدفع بتشكيلة واحدة، على حساب عناصر قادرة على صناعة الفارق، ولكنها لم تُمنح فرصتها كاملة، ولم تستغل بالشكل الأمثل ولو كأوراق رابحة تحول مجريات المباراة، وهو ما أدى لمطالبة الجماهير بالدفع بتيجالي في آخر مباراتين، بعدما أصبح اللاعب «حبيس الدكة» رغم جاهزيته، في ظل غياب التوفيق عن مبخوت.
وبعيداً عن الأسباب الفنية أو الإدارية في تعامل المدرب مع المنتخب، لم يكن المشهد كله قاتماً، حيث كان المنتخب يؤدي على مستوى صناعة الخطورة على مرمى المنافسين، وصنع الفرص للتسجيل، ولكن المنتخب يعاني من أزمة في إنهاء الهجمة، ورعونة المهاجمين وغياب التوفيق عن مبخوت هداف المنتخب وأكثر اللاعبين الذين راهن عليهم مارفيك.
على الجانب الآخر، ظهرت على السطح بعض المؤشرات التي تم تفسيرها على أنها سبب في وجود اختلافات داخل لجنة المنتخبات، وبالتالي لم تكن الظروف المحيطة بالمنتخب أفضل حالاً.
وفي كل الأحوال أصبح المشهد يحتاج إلى حكمة في التعامل، خاصة من مجلس إدارة الاتحاد.
وأشارت المتابعات إلى أن بعض أعضاء المجلس، يؤيدون ضرورة التفكير في القرار، خاصة أنهم مطالبون بالبحث عن حلول، وقرار يخرج منه المنتخب بأقل الأضرار، وفق مصادر «الاتحاد»، وذلك لضيق الوقت قبل مباراتي كوريا الجنوبية ولبنان، ثم مباشرة المشاركة في كأس العرب بالدوحة.
وتفيد المتابعات، إلى أن كل الخيارات ستكون مطروحة على طاولة مجلس إدارة الاتحاد في الاجتماع المرتقب مساء الاثنين المقبل، سواء بالإقدام على إعادة تشكيل لجنة المنتخبات والإبقاء على الجهاز الفني الذي يعتبر خياراً متاحاً ولكنه ضعيف، أو الاتجاه لتبديل الجهاز الفني بمدرب من الدوري المحلي يتولى المهمة مؤقتاً سواء وطني أو أجنبي، أو الاستعانة بأحد الأسماء التي باتت مطروحة في فلك المنتخب الوطني، وعلى رأسها الروماني كوزمين، الذي يتواجد في الدولة بعد انتهاء ارتباطه بالدوري الصيني، ولكن يبقى راتب المدرب، وتمكسه بعقد طويل لا يقل عن 3 إلى 4 سنوات، هو أحد تلك المعضلات التي قد تعيق إتمام الاتفاق.
فيما لا يزال من بين الخيارات المطروحة، الإبقاء على الجهاز الفني ولجنة المنتخبات، مع منح «الأبيض» فرصة أكبر للتحضير، وقد تصل إلى تأجيل جولة من الدوري في التجمع المقبل.

 

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©