عدد اليوم
معتصم عبدالله (دبي)
كشفت دراسة إحصائية أعدتها صحيفة «الاتحاد» عن نسب مشاركة اللاعبين المواطنين مواليد 1999 في «دوري أدنوك للمحترفين»، حسب اللوائح المفروضة من رابطة المحترفين، عن تفاوت كبير في نسبة التزام الأندية، في قيد ومشاركة اللاعبين، ما بين أفضلية واضحة للجزيرة، مقابل «تواجد صوري» للاعبي المستقبل في قوائم أندية أخرى.
وتدخل تجربة قيد اللاعبين المواطنين الشباب، في قوائم مباريات أندية دوري المحترفين موسمها الثاني على التوالي، بعدما ألزمت الرابطة حسب لائحة الدوري، في الموسم الماضي 2020- 2021، الأندية بوجوب تسجيل 3 لاعبين يحملون الجنسية الإماراتية، «ممن يحق لهم المشاركة مع المنتخبات الوطنية»، في قائمة المباراة من مواليد 98 فما فوق.
وعمدت الرابطة إلى تعديل سن المشاركة قبل انطلاقة الموسم الحالي 2021- 2022، ونصت المادة على وجوب «تسجيل الأندية عدد 3 لاعبين يحملون الجنسية الإماراتية، ممن يحق لهم المشاركة مع المنتخبات الوطنية، في قائمة المباراة من مواليد 99 فما فوق، وفي حال فشل النادي في تسجيل هؤلاء اللاعبين، في قائمة المباراة، سيتم اعتماد القائمة المقدمة منقوصة، ولن يكون بإمكان النادي تعويض اللاعبين».
وأسهمت التجربة خلال الموسم الماضي عن نتائج كبيرة وملحوظة، في تقليل مستوى متوسط أعمار اللاعبين في الدوري، ليصل إلى 26.4 سنة، مقارنة بمعدل 28.5 سنة في موسم 2018-2019، وهو الرقم الأقل مقارنة بدوريات عالمية بارزة، مثل الإيطالي 26.6 سنة، والإنجليزي 26.9 سنة، والإسباني 27 سنة، وحتى المستويين القاري والإقليمي في الدوري السعودي 28.6 سنة.
غير أن الشاهد في الأمر، ومن خلال الإحصائيات الرسمية للموسم الحالي 2021- 2022، وبنهاية الجولة السادسة لـ «دوري أدنوك للمحترفين»، يكشف عن التباين الكبير ما بين الأندية في قيد ومشاركة اللاعبين المواطنين، حيث وصل العدد الإجمالي للاعبين الشباب المقيدين في قوائم المباريات الـ 42 خلال الجولات الماضية إلى 71 لاعباً، حظي 35 منهم بفرصة المشاركة بما نسبته 49%.
ويبرز الجزيرة للموسم الثاني على التوالي في واجهة التطبيق الفعلي، بمشاركة 6 لاعبين مواطنين مواليد 1999 وما دون، من أصل 8 مقيدين في مبارياته الست خلال الموسم الحالي، بعدما تصدر الواجهة أيضاً في موسم التتويج باللقب 2020- 2021، بمشاركة 9 لاعبين كأبرز نادٍ منح الفرصة للوجوه الشابة من اللاعبين المواطنين، أسهموا بشكل أو آخر في تتويج الفريق بدرع الدوري للمرة الثالثة في تاريخ النادي.
وضمت قائمة «شباب فخر أبوظبي»، والذي يحتل مقعد «الوصافة» برصيد 13 نقطة، بنهاية الجولة الماضية للموسم الحالي 2021- 2022، «السداسي» عبدالله إدريس، أحمد فوزي، زايد الزعابي، يوسف أيمن، عبدالله أبوبكر، وسعيد العبدولي.
وتساوت أربعة أندية ممثلة في العين، شباب الأهلي، النصر، والوحدة في منح الفرصة لأربعة لاعبين مواليد 1999، مقابل مشاركة 3 لاعبين شباب مع الوصل والوحدة، ولاعبين اثنين من أصل 6 في قائمة عجمان.
في المقابل، اقتصرت مشاركة الشباب على لاعب واحد فقط في أندية الشارقة، خورفكان، اتحاد كلباء، الظفرة، والعروبة، فيما لم يحظ «رباعي» بني ياس عبد الله سلطان ناصر، خميس المنصوري، حميد علي، مهير الكتبي بفرصة المشاركة مع «السماوي»، على الرغم من قيدهم في قوائم المباريات الست للفريق الذي احتل المركز العاشر برصيد 5 نقاط بنهاية الجولة السادسة.
لفت نظر للعين
وجهت لجنة الانضباط باتحاد الكرة «لفت نظر» إلى العين في 27 سبتمبر الماضي، بسبب مخالفة النادي لائحة مسابقة «دوري أدنوك» للمحترفين، في المادة المتعلقة بقيد اللاعبين المواطنين مواليد 1999، بعدما ضمت قائمة الفريق المكونة من 20 لاعباً، في مباراته أمام العروبة 3-3، ضمن الجولة الخامسة لاعبين فقط من مواليد 1999 بدلاً من ثلاثة، ممثلين، محمد عباس «19 عاماً»، وخالد البلوشي «22 عاماً».
«المنقوصة» تطارد «النسور»
فشل خورفكان في إكمال قائمة الفريق الأول، خلال أول ثلاث جولات من عمر «دوري أدنوك للمحترفين»، في ظل عدم قيد اللاعبين الشباب مواليد 1999، حيث ضمت قائمة «النسور» المنقوصة في مباراته أمام العين 1-3، في الجولة الأولى 17 لاعباً فقط، مقابل 19 لاعباً في مباراتي الوصل 1-1، والوحدة 0-0 في الجولتين الثانية والثالثة على التوالي.
5 نجوم في المقدمة
برزت 5 أسماء من النجوم الشابة للاعبين المواطنين على صعيد رصيد المشاركات الأعلى بقيادة ماجد راشد لاعب وسط الشارقة «21 عاماً»، بتواجده أساسياً في 6 مباريات على التوالي ضمن تشكيلة «الملك» بمعدل 514 دقيقة، وهو الوحيد من العناصر الشابة التي ظهرت في مباريات الشارقة خلال الموسم الحالي. وضمت قائمة اللاعبين الشباب الأكثر مشاركة إلى جانب ماجد راشد، محمد عباس لاعب العين «19 عاماً» بمعدل 442 دقيقة، وسعيد سليمان مدافع عجمان «400 دقيقة»، وعلي صالح مهاجم الوصل «396 دقيقة»، وعبد الله حمد لاعب وسط الوحدة بمعدل «301 دقيقة».
حسين سهيل: توجيهات الإدارة العليا تدعم الشباب
أكد حسين سهيل، إداري الفريق الأول بنادي الجزيرة، أن الحرص على منح فرص المشاركة مع الفريق الأول لهذه الفئة من اللاعبين، يأتي تطبيقاً لتوجيهات الإدارة العليا للنادي والتي تشدد على توفير كل ما يلزم لدعم المنتخبات السنية الوطنية بأفضل المواهب، ومساعدة هذه الفئة الشابة من اللاعبين على اكتساب الخبرة المطلوبة واللازمة للنجاح مستقبلاً مع المنتخب الوطني الأول وفريق الجزيرة.
وقال: «يقوم الطاقم الإداري والفني في أكاديمية الجزيرة بعمل رائع على مستوى رعاية وتطوير اللاعبين الصغار، وقد انعكس هذا العمل بشكل واضح وإيجابي على المنتخبات الوطنية التي تضم حالياً عدداً كبيراً من لاعبي الجزيرة، وعلى الفريق الأول في النادي، لأن اللاعبين الشباب يضيفون الحماس والحيوية للتدريبات والمباريات التي يشاركون فيها».
وأضاف: «مشاركة اللاعبين الصغار مع الفريق تحدث وفق برنامج مدروس وبما لا يؤثر سلباً على توازن التشكيلة، وفرص الفريق على المنافسة في كل البطولات، ونحرص دائماً على إخبار اللاعبين بأن السن ليست مقياساً للاختيار للفريق الأول، وأن الفرصة ستذهب لمن يستحقها».
بدر طبيب: التطبيق الصحيح يعزز «تواصل الأجيال»
وصف بدر طبيب المدرب المساعد لفريق الإمارات الحالي ومنتخب الشباب سابقاً، التعديل على لائحة الدوري واشتراط قيد اللاعبين الشباب المواطنين والمطبقة للموسم الثاني على التوالي، بأنه فكرة مميزة للغاية، وتستحق عليها رابطة المحترفين الشكر، وقال: «تواصل الأجيال على صعيد الأندية أمر مهم، وهو ما تدعمه هذه الاشتراطات، لضمان رفد الفريق الأول في النادي باللاعبين الشباب بصورة مستمرة».
وأضاف: «بصورة عامة، الفكرة جيدة ومفيدة للغاية لمدربي المنتخبات الوطنية، عطفاً على ارتفاع مستوى اللاعبين الشباب، في ظل الحصول على فرصة المشاركة في منافسة قوية والاحتكاك بخبرات اللاعبين الكبار والأجانب»، معرباً عن أمله في استمرار التجربة وتعميمها حتى على مستوى أندية دوري الدرجة الأولى بشرط زيادة العدد.
وأشار طبيب إلى استفادة نادي الإمارات تحديداً من اللائحة بمنح الفرصة لعدد من العناصر الشابة، أمثال أحمد محمود، يعقوب يوسف، وفهد بدر، خلال مباريات الدوري، وقال: «تجربة الجزيرة الماثلة للعيان حافز لكل الأندية، عطفاً على تتويجه باللقب في الموسم الماضي والأداء المميز في الموسم الحالي في ظل منحه أكبر فرصة للشباب».
