عدد اليوم
معتصم عبدالله (دبي)
تكررت خلال المواسم الأخيرة مطالبات الجماهير «عبر مواقع التواصل الاجتماعي» بإقالة إدارات الأندية، وفي بعضها بإقالة المدربين والأجهزة الإدارية، حتى بات الأمر سمة معروفة عقب كل إخفاق لنادٍ بعينه على مستوى مباراة أو أكثر، أو موسم وبطولة في بعض الأندية الأخرى.
وتنوعت وسائل «الضغط الجماهيري» عبر وسائل التواصل الاجتماعي والملاعب من لافتات تحمل مطالبات بعينها وهتافات مناوئة، وصولاً لتصدر واجهة مواقع التواصل الاجتماعي «الترند» بإطلاق وسوم تطالب بإقالة إدارة مجلس إدارة نادٍ، أو تغيير مدرب، ولكن دون جدوى، الأمر الذي بات أشبه بـ «الضجيج بلا طحن».
وواجهت الكثير من إدارات أندية المحترفين هذه الممارسات والضغوط الجماهيرية، في الوصل، العين، والشارقة، وصولاً إلى نادي النصر في الموسم الحالي، وفي المقابل تكررت مطالبات بعض جماهير ناديي الوحدة والشارقة بنهاية الجولة الماضية في دوري أدنوك للمحترفين بإقالة المدربين الهولندي تين كات مدرب «العنابي»، وعبدالعزيز العنبري مدرب «الملك».
ورأى يحيى عبدالكريم رئيس مجلس إدارة نادي الشارقة السابق، في تعليقه على الظاهرة، أن من حق الجماهير وأي شخص إبداء الرأي، ولكن يجب أن تكون دون إساءة أو تجريح، مشدداً على حق الجماهير في الانتقاد، وأوضح: «آلية الانتقاد هي مربط الفرس، ويبقى القرار الأخير بيد مجلس الإدارة او السلطة العليا في النادي لاتخاذ القرارات المناسبة، بناء على المعطيات المتوافرة لديها بشأن أي موضوع».
وأضاف: «الذوق والاحترام والتقدير يكاد يختفي بشكل عام من الحياة، إلا فيما ندر، فما بالك بقنوات التواصل الاجتماعي التي ليس لها رقيب، للدرجة التي بات فيها الجميع يفتي فيما يعلم وما لا يعلم وفي كل شؤون الحياة بما فيها الرياضة عبر التواصل الاجتماعي».
ونوه الرئيس السابق لمجلس إدارة الشارقة، إلى صعوبة إيقاف هذه الممارسات في التواصل الاجتماعي، وأوضح: «من الصعب إيقاف مثل هذه الممارسات التي أضحت جزءاً من الحياة اليومية، ومن الصعب التحكم فيها خاصة أن بعض من يتحدث عبر تلك الوسائل قد يكون تحت أسماء مستعارة»، لافتاً إلى أن التركيز على هذه الفئة قد يحولهم إلى فاشينيستات جديدة في مجتمع الرياضة.
وشدد عبدالكريم على دور إدارات الأندية في تحمل الانتقادات، وأوضح: «للجماهير الحق في إبداء وجهة نظرها دون إساءة، وفي النهاية هناك سلطة عليا هي من اتخذت قرار تعيين مجلس الإدارة للنادي المعني وهي المسؤولة عن اتخاذ القرار بشأنه، وهو أمر متعارف عليه حتى على مستوى الأندية الأوروبية، حيث يكون القرار الأول والأخير لملاك النادي»، لافتاً إلى أن قرارات تعيين إدارات الأندية تحديداً تتم بواسطة أعلى سلطة في كل إمارة.
وحول دور روابط الجماهير، قال: «روابط الجماهير بمفهومها السابق أكل عليها الدهر وشرب، ومن يشجعك الآن قد يبعد عنك آلاف الكيلومترات، ومن الصعب على الروابط التحكم في سلوكيات المشجعين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وفي الوقت الراهن اختلفت أدوار الروابط التي يتركز عملها بصورة أساسية في المدرجات».
اللجوء إلى القانون ليس عيباً
وصلت المشاحنات بين بعض جماهير الأندية ومجالس الإدارات عبر مواقع التواصل الاجتماعي إلى سوح الشرطة والقضاء، وذكر يحيى عبدالكريم رئيس مجلس إدارة نادي الشارقة السابق، أن اللجوء للقانون ليس عيباً، وأوضح: «إذا كان هناك تجاوزات للحدود بالإساءة الشخصية، فليـس من العيب اللجوء للقانون لرد الحقوق».
