عدد اليوم
أنور إبراهيم (القاهرة)
ظهر بوضوح شديد تأثير رحيل قلبي الدفاع سيرجيو راموس ورافائيل فاران، على أداء دفاع ريال مدريد في مباراته أمام ليفانتي، ضمن الجولة الثانية للدوري الإسباني «الليجا»، والتي انتهت بالتعادل 3-3.
وعانى قلبا دفاع «الملكي» ناتشو وميليتاو معاناة كبيرة، من أجل ملء الفراغ الذي تركه غياب النجمين المخضرمين، وارتكبا الكثير من الأخطاء الساذجة التي كان من الممكن أن تسفر عن هزيمة كبيرة لـ «الميرنجي».
ورغم السرعة التي سجل بها الريال هدفه الأول في الدقيقة الخامسة من بداية المباراة، بتوقيع الويلزي جاريث بيل، من تمريرة متقنة من الفرنسي كريم بنزيمة، إلا أنه لم يستطع أن يزيد من حصيلته من الأهداف في هذا الشوط الذي سيطر عليه لعباً ونتيجة.
وتغير الحال تماماً في الشوط الثاني، وظهر تفوق ليفانتي من بدايته عندما استغل روجر مارتي خطأ لقلبي الدفاع ناتشو وميليتاو، ليسجل هدف التعادل في الدقيقة الأولى من الشوط، بعد أن انفرد بالحارس البلجيكي تيبو كورتوا، ووضع الكرة في المرمى.
وتوالت سيطرة ليفانتي وازداد حماس لاعبيه، بفضل مؤازرة جماهيره الغفيرة «22 ألف متفرج»، ولم تمر إلا 11 دقيقة أخرى، حتى سجل كامبانا هدفاً عالمياً في الدقيقة 57، من كرة عرضية استقبلها «على الطائر»، في غياب تغطية الظهير الأيمن لوكاس فاسكيز، ووجهها صاروخاً في الزاوية العليا اليمنى لمرمى كورتوا الذي فشل في التصدي لها، لتصبح النتيجة 2-1 لمصلحة ليفانتي.
وشعر الإيطالي كارلو أنشيلوتي المدير الفني للريال بخطورة الموقف، فقام بإجراء ثلاثة تغييرات دفعة واحدة، حيث أخرج الثلاثي إيسكو نجم الشوط الأول، وجاريث بيل صاحب الهدف الأول، وهازارد الذي ما زال يبحث عن ذاته، وأشرك بدلاً منهم ثلاثي أكثر شباباً، هم إسينسيو وفينيسيوس ورودريجو، حتى يمكنهم مجاراة لاعبي ليفانتي، من حيث السرعة والقوة.
واستمرت محاولات الريال لإدراك التعادل، ونجح البرازيلي فينسيوس بالفعل في تسجيل هدف التعادل في الدقيقة 73، من تمريرة رائعة لمواطنه كاسيميرو خلف مدافعي ليفانتي، فانفرد بالمرمى، وأودعها بقدمه اليسرى أرضية زاحفة على يسار الحارس.
وازدادت المباراة اشتعالاً، ولم تمر إلا 6 دقائق فقط، حتى نجح روبيرفي تسجيل هدف التقدم 3-2، في الدقيقة 79، مستغلاً التمركز السيئ لدفاع الريال، وخطأ للظهير الأيسر النمساوي ديفيد ألابا الذي اصطدمت الكرة برأسه داخل منطقة الجزاء، على إثر ضربة حرة مباشرة من خارجها، فذهبت الكرة إلى روبير الذي لم يجد صعوبة في إيداعها المرمى.
وفي هذا التوقيت الحرج، وقبل نهاية المباراة بعشر دقائق فقط، ظهرت شخصية ريال مدريد التي لا تقبل الهزيمة بسهولة، وكثف لاعبوه هجماتهم ونجح فينيسيوس في زيارة الشباك مرة أخرى، مسجلاً الهدف الثالث لفريقه في الدقيقة 85، ليتعادل الفريقان 3-3.
واستمرت الإثارة والمتعة في المباراة التي وصفتها الصحافة الإسبانية بأنها «مجنونة»، وواصل الريال ضغطه، على أمل تحقيق الفوز في الدقائق القليلة المتبقية، وانفرد فينيسيوس بحارس ليفانتي الذي اضطر إلى إمساك الكرة بيده خارج منطقة الجزاء، فلم يتردد حكم المباراة في إشهار الكارت الأحمر له، ليلعب فريقه بعشرة لاعبين حتى نهاية المباراة، وبعد إضافة 6 دقائق وقتاً بدلاً من الضائع، وكانت أصعب دقائق على دفاع ليفانتي، ولكن لاعبي الريال لم ينجحوا في إضافة هدف الفوز، ليخرج «الملكي» بأول تعادل له هذا الموسم، بعد مباراة مثيرة ومجنونة، كان دفاع «الميرنجي» هو الأسوأ فيها.
