السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

هيديلين.. «قمة المجد» من «قاع الفقر»

هيديلين.. «قمة المجد» من «قاع الفقر»
27 يوليو 2021 14:09

علي معالي (دبي)
«قصة جميلة» يستلهمها الشعب الفلبيني من الفتاة هيديلين دياس لاعبة رفع الأثقال التي خرجت من طفولة فقيرة لتحقيق أحلام وطنها بذهبية في دورة الألعاب الأولمبية «طوكيو 2020» في وزن 55 كجم، حيث ابتعدت عن أسرتها لأكثر من عام، لتعود إليها اليوم بأغلى البطولات في التاريخ الرياضي.
ظلت الرباعة الفلبينية هيديلين دياس مبتعدة عن أسرتها ووطنها لأكثر من عام، وتحديداً «18 شهراً» في ماليزيا تتدرب خلاله، استعداداً لدورة الألعاب الأولمبية «طوكيو 2020»، وذلك الابتعاد كان في معسكر مغلق تماماً خوفاً من فيروس كورونا.
وجاءت لحظات الفرح الكبيرة، عندما تُوجت البطلة التي حققت لبلدها أول ميدالية ذهبية في تاريخ دورات الألعاب الأولمبية في رياضة رفع الاثقال، منذ انضمام الفلبين إلى اللجنة الأولمبية عام 1924، عندما نجحت هيديلين في الفوز خلال المباراة النهائية على الصينية لياو كيويون بطلة العالم.
وهي المرة الرابعة التي تشارك فيها هيديلين دياس في دورة الألعاب الأولمبية، ولم تيأس حتى نجحت عندما وصل عمرها إلى الـ30 في تحقيق حُلم ظلت تبحث عنه، عندما دخلت عالم الرياضة، ورفع الأثقال تحديداً، عندما كان عمرها 11 عاماً، وظلت طيلة 19 عاماً تبحث لنفسها وبلدها عن المكان الذهبي في الأولمبياد، وهو ما تحقق في «طوكيو 2020».
وحققت «الرباعة» 224 كيلو جراماً في المجموع، لتسجل رقماً قياسياً أولمبياً جديدا، كما انتقلت حياتها في الوقت نفسه اجتماعياً واقتصادياً إلى مكان آخر عقب هذا التتويج الذهبي المثير، حيث تحصل على منزل مكافأة، إضافة إلى 655 ألف دولار، لتتبدل حياتها وأسرتها تماماً.
ويبدو أن هيديلين دياس على موعد دائم مع السعادة والفرح، حيث تعتبر الميدالية الأولمبية هي الثانية، حيث سبق لها الفوز بالفضية في منافسات وزن 53 كجم في ريو دي جانيرو بالبرازيل 2016، وفي 2018 سطرت دياس تاريخاً جديداً في دورة الألعاب الآسيوية، كأول رباعة فلبينية تفوز بميدالية ذهبية في الألعاب الإقليمية.
وقفت هيديلين دياس، التي تعمل في سلاح الجو الفلبيني، على منصة التتويج وهي تبكي، لأن بلدها تحاول منذ ما يقرب من 100 عام الوقوف على منصة الذهب، وجاءت الفتاة لتحقق ذلك لتقول عقب التتويج: ضحيت كثيراً ولم أتمكن من رؤية أمي وأبي لفترات طويلة وكان التدريب مؤلماً، لكن كانت لدي خطة ونجحت فيها.
والسبب في كونها مصدر إلهام لكل رياضي فلبيني، أن هذه الفتاة كانت لفترات طويلة تتدرب بشكل بدائي، خاصة أنها بدأت مع هذه الرياضة من الطفولة، حيث قامت باستخدام أنابيب بلاستيكية تحمل أوزاناً خرسانية لتصنع في النهاية تاريخاً جميلاً.
وتعود الرباعة إلى بلدها يوم غد «الأربعاء»، وسيكون لها استقبال خاص على المستويين الشعبي والمسؤولين بالدولة، احتفاءً بما صنعته من مجد رياضي كبير، وكانت هيديلين دياس حديث بلدها بشكل مثير للغاية، سواء الصحف أو التلفزيونيات وكل المواقع ووسائل التواصل الاجتماعي.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©