عدد اليوم
سلطان آل علي (دبي)
يلتقي منتخبنا الوطني اليوم مع إندونيسيا في مباراة مهمة جداً قبل الجولة الختامية أمام فيتنام ومعرفة وضع المنتخبات المتأهلة للمرحلة الثالثة من تصفيات كأس العالم 2022 فالتعثر بالتعادل أو الخسارة مع فوز فيتنام يعني حسم الصدارة للمنتخب الفيتنامي قبل مواجهة الجولة الأخيرة.
ولا يملك المنتخب الإندونيسي الملقب بـ«جارودا» أو «الصقور» الكثير من التاريخ على صعيد الألقاب والمشاركات القارية حتى؛ فما زالت المشاركة في كأس العالم 1938 تحت الاستعمار الهولندي هي أكبر المشاركات التاريخية وخرج المنتخب من أول مباراة ضد المجر بنتيجة 0-6.
ويعد منتخب إندونيسيا، الفريق الوحيد الذي شارك في مباراة واحدة فقط في تاريخ كأس العالم، حيث تغير الوضع فيما بعد وأصبح كل منتخب يلعب ثلاث مباريات على الأقل، أما في كأس آسيا فما زال المنتخب يبحث عن المشاركة الأولى له منذ 14 سنة في 2007 عندما شارك كمستضيف، وعلى مدى تاريخه لم يشارك سوى في 4 نسخ خرج منها جميعها بدور المجموعات ولا يملك سوى انتصارين في تاريخ المسابقة.
وتعد بطولة جنوب شرق آسيا الإقليمية هي أنجح البطولات التي شارك فيها المنتخب رغم أنه لم يحقق لقبها حتى الآن، فقد وصل منتخب الصقور إلى النهائي في 5 مناسبات مختلفة آخرها في 2016 وخسرها جميعاً.
الفساد يضرب الأحلام
وعانت الكرة الإندونيسية على مر تاريخها من مشاكل كبيرة جداً، أهمها وأصعبها كان ما حدث في بداية العقد الأخير، حيث انقسمت كرة القدم في إندونيسيا إلى قسمين في 2011 وكان هناك اتحادا كرة قدم منفصلان ودوريان اثنان لكل اتحاد!! وخرج الشعب في مظاهرات بالشوارع للإطاحة برئيس الاتحاد نور الدين خالد آنذاك بسبب الاستفادة والمصلحة الشخصية وربط كرة القدم بشخصيات سياسية وأحزاب وتهم الفساد وهو الذي دخل السجن مرتين لنفس السبب وتم تهديده بالقتل في تلك الفترة.
وهدد الاتحاد الدولي لكرة القدم بإيقاف نشاط كرة القدم الأندونيسية بسبب وجود تدخلات سياسية وانقسامات حكومية وقدم مهلة 3 شهور لاعتماد دوري واحد فقط وحل المشاكل العالقة بين كل الأطراف في 2012.
وساء الوضع لدرجة أن الأندية لم تعد قادرة على دفع مرتبات اللاعبين حيث توفى اللاعب دييجو مينديتا بسبب عدم تكفل النادي بعلاجه أو دفع مرتباته وعودته لبلاده البارجواي! وفي العام الذي يليه بعد ماراثون من المناقشات والاجتماعات تم دمج الاتحادين والدوريين معاً في 2013.
وعادت قصة الفساد والتدخل الحكومي من جديد في 2015 حيث وجهت وزارة الشباب والرياضة بإيقاف ومنع ناديين اثنين من المشاركة في الدوري بسبب عدم الكفاءة المالية، وغيرها من الأمور قبل انطلاقته بأيام لكن اتحاد كرة القدم رفض ذلك الأمر وبدأ الدوري ومن ثم توقّف بعد جولتين حين وجهت الوزارة رجال الأمن بعدم السماح بإقامة مباريات الفريقين وهددت الاتحاد بعقوبات وغرامات مشددة قبل أن تجمد نشاطه.
وتحرك الفيفا وأوقف نشاط كرة القدم الإندونيسية ومشاركاتها الدولية وحرمها من تصفيات كأس العالم 2018 وكأس آسيا 2019 قبل أن يرفع الإيقاف فيما بعد في 2016.
طموح شعب
ويعد الشعب الإندونيسي محباً لكرة القدم رغم عدم وجود إنجاز لمنتخبه، وهذا ما يفسر تمسك السياسيين وارتباطهم بكرة القدم والمناصب في اتحاد كرة القدم وغيرها لدعم مصالحهم الشخصية. وتشير الأرقام في 2013 إلى معدل حضور يبلغ 12 مليون متفرج كل مباراة في الدوري الأندونيسي وهو رقم عالي بالمقارنة مع الدوري الألماني، بمعدل حضور 13.8 مليون متفرج في 2011-2012 والدوري الإنجليزي بمعدل 13.1 مليون بنفس الموسم.
كما أنه يبلغ عدد مشاهدي المباريات عبر التلفاز خلال إجازة الأسبوع ما يقارب 52 مليون مشاهد. وحين خرج الشعب في مظاهرات كانت المطالبات بأن يكون هناك منتخب يعرف طعم الفوز فقد بدأت الدول المجاورة، مثل تايلاند وفيتنام وماليزيا وسنغافورة تتطور في حين ما زالت إندونيسيا غارقة في كوابيس السياسة!
شباب اليوم
وإذا ما قرأنا المنتخب الإندونيسي اليوم فسنجد أنّ هذا الفريق شاب ويافع وهو أحد أصغر المنتخبات في البطولة إن لم يكن الأصغر على الإطلاق، بمعدل أعمار 22 سنة تقريباً، ويشكل لاعبي منتخب أندونيسيا تحت 23 عام نسبة تقارب 60% من القائمة المستدعاة. وقد حقق اللاعبون الشباب بطولة إقليم جنوب شرق آسيا للشباب في 2019 وهو إنجاز مهم للكرة الإندونيسية.
وتضم قائمة اللاعبين اليوم 20 لاعباً لم يكملوا 23 عاماً! وأكبر اللاعبين لا يتجاوز 27 عاماً، في حين أن الأصغر يملك 19 عاماً. وبالنسبة للخبرة، فمعدّل المباريات الدولية لقائمة إندونيسيا هو 2.9 مباراة دولية لكل لاعب فقط!! وأكثر اللاعبين بعدد المباريات هو إيفان ديماس بـ27 مباراة. ويبلغ مجموع الأهداف الذي سجله اللاعبون بالقائمة 7 أهداف دولية منها 6 للّاعب إيفان ديماس الذي يلعب في خط الوسط.
