السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

إنجازات السيتي في الموسم الاستثنائي.. «فتش عن الدفاع»!

إنجازات السيتي في الموسم الاستثنائي.. «فتش عن الدفاع»!
11 مايو 2021 23:16


 
عمرو عبيد (القاهرة)

خلال 5 مواسم، قضاها جوارديولا داخل قلعة السيتي، كان همه الأول هو تطوير وتحسين تكتيك الفريق الدفاعي، لأنه أدرك منذ توليه مهمة تدريب برشلونة، قبل 13 عاماً، أن الهجوم الكاسح المخيف والكرة الشاملة الممتعة، لن تتحقق إلا بدفاع حديدي، لتأمين ظهر الفريق خلال سيطرته المعتمدة على امتلاك الكرة ومواصلة تنفيذ الضغط على جميع المنافسين.

وعند مراجعة ما قدمه بيب مع «البلومون» خلال تلك السنوات، برز موسمه الأول ثم نسخة العام الماضي، اللتين تأثر فيهما الفريق دفاعياً، فلم يتمكن من الفوز بلقب الدوري، ومن ثم الخروج من دوري أبطال أوروبا بطريقة شبه «كربونية»! في موسم 2016-2017، استقبل مرمى السيتيزن 39 هدفاً في «البريميرليج»، وهو المعدل الأضعف للفريق تحت قيادة «الفيلسوف»، تلاه نسخة 2019-2020، التي تخلى خلالها عن المنافسة الشرسة على لقب الدوري، بعدما اهتزت شباكه 35 مرة، وشكّلت الهجمات المرتدة خطورة فائقة دائمة، كلفته الإقصاء المفاجئ من «الشامبيونزليج» في ربع النهائي، على يد ليون الفرنسي، في صورة مكررة مما حدث أمام توتنهام في الموسم قبل الماضي.

وتشير إحصائيات الفريق الفنية في «البريميرليج» خلال العام الماضي، أن نقطة ضعفه الكبرى تمثلت في قلب الدفاع، الذي تسبب في اهتزاز الشباك بنسبة 68.6% من إجمالي الأهداف، وهو معدل مخيف، كما أخفق في التعامل مع التسديدات بعيدة المدى من المنافسين، التي أنتجت 26% من الأهداف في مرماه، كما سكن مرماه 37% منها عبر الهجوم المرتد العكسي الخاطف، وأسفرت الألعاب الثنائية «هات وخد» والتمريرات البينية للخصوم، عن تسجيل 29% من الأهداف، وكلها أمور تكتيكية تعلقت بأداء خط الوسط الدفاعي ولاعبي الخط الخلفي.

 وعانى الفريق كثيراً من تراجع مستوى لاعبي الدفاع وكثرة الإصابات، لدرجة أن فيرناندينيو عاد للعب في مركز قلب الدفاع، خلال 37 مباراة في الموسم الماضي، من إجمالي 41 مباراة شارك بها، وهو ما ترك آثاره السلبية أيضاً على خط الوسط، وتبادل أوتاميندي وستونز ولابورت وجارسيا، اللعب في هذا المركز، من دون الوصول إلى الحل الأمثل لعلاج تلك المشكلة.

وبدا واضحاً أن بيب وضع يديه على موضع الخلل، ليقرر الاستغناء عن أوتاميندي وعدم الاعتماد على جارسيا، ثم جلب «الصفقة السوبر»، الممثلة في البرتغالي روبن دياز والهولندي ناثان أكي، وقبلهما رودري وكانسيلو، لتبدأ المنظومة الدفاعية في التطور، مع التزام لاعبي الوسط والأجنحة بأداء الدور الدفاعي والارتداد السريع، ولهذا ظهر «البلومون» بصورة مغايرة تماماً هذا الموسم. الفريق قبل لحظات التتويج استقبل معدل قليل جداً من الأهداف، تجاوزت بالكاد 0.7 في كل مباراة، محتلاً صدارة قائمة أقوى خطوط الدفاع في «البريميرليج»، وخرج بشباك نظيفة في أكثر من 51% من المباريات.

وفي دوري الأبطال، ارتفعت نسبة الخروج بشباك لم تهتز إلى 63.6% من المباريات، وإذا كان «السماوي» سجّل بمعدل يزيد على هدفين في كل مباراة، فإن الأهم هو استقبال أقل من 0.4 هدف كل مباراة، وكلها أرقام فنية عامة تؤكد الحالة التكتيكية الرائعة للدفاع، ومع عودة فيرناندينيو إلى خط الوسط، المدجج برودري وجوندوجان، اعتمد بيب على دياز الذي لعب 45 هذا الموسم، بعد رودري الأكثر مشاركة بـ49، وتبادل ستونز ولابورت اللعب بجوار البرتغالي، بصورة منتظمة تعتمد على التدوير المدروس، وهو ما زاد من الانسجام الدفاعي، خاصة في ظل تألق والكر وكانسيلو، والاستخدام النموذجي لزينشينكو وميندي.

الأهداف التي سكنت مرمى السيتي لم تتسبب فيها جبهة بعينها، ومع قلة عدد الأهداف الإجمالي، توزعت نسبتها إلى 37.5% عبر الطرف الأيمن، و33.3% من العمق، مقابل 29.2% على الجانب الأيسر، كما تراجع معدل الأهداف من تسديدات خارج المنطقة إلى أقل من 20%، ويمكن القول إن أهداف ألعاب الهواء أوشكت على الاختفاء، إذ أسفرت عن تسجيل 8.3% فقط، أما عن الهجمات المرتدة، فقد تسببت في إحراز 16.6% فقط من إجمالي الأهداف في الدوري، وهو نجاح باهر لمنظومة السيتي الدفاعية، التي عكف جوارديولا على دراستها طوال الموسم الماضي من أجل التخلص من عيوبها السابقة.

ولهذا يرى الخبراء أن فوز البلومون بلقب الدوري الإنجليزي، ومنافسته على جميع البطولات الأخرى، لا سيما حصد لقب كأس الرابطة، والاقتراب من «النهائي الحلم» في دوري الأبطال، وكل هذه النجاحات، كان الدفاع فيها هو «كلمة السر»!

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©