عدد اليوم
الماتي (أ ف ب)
ستكون فرنسا حاملة لقب كأس العالم صاحبة الحظ الأوفر للفوز في المباراة أمام كازاخستان غداً «الأحد»، ضمن التصفيات المؤهلة إلى مونديال 2022، لكن لو التقى المنتخبان في كرة الصالات لقال الكازاخيون للديوك: «حظاً أوفر»!
بفضل قوّة الاستثمار الخاص وتدفق الخبرات البرازيلية، برزت كازاخستان كقوة مهمة في كرة الصالات الخماسية على مستوى الأندية والمنتخبات.
وعندما يتعلّق الأمر بما تشير إليه دول الاتحاد السوفييتي السابق أحياناً باسم «كرة القدم الكبيرة» (أي مع 11 لاعباً)، تحتل الدولة الواقعة في آسيا الوسطى المرتبة 120 في العالم.
ولم يكن أداء منتخب السيدات أفضل، إذ اختتم مؤخراً مشواره في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس أوروبا 2022 بهزيمة قاسية 12-صفر أمام فرنسا.
لكن في كرة الصالات، تحتل كازاخستان المركز السابع، متقدمة بـ16 مركزاً على فرنسا، فيما فاز نادي كايرات الرائد في البلاد بلقب دوري أبطال أوروبا في عامي 2013 و2015.
لكن رغم ذلك لا يزال الطريق إلى كسب المكانة في الرياضة طويلاً.
كانت المرّة الأولى التي ظهرت فيها كازاخستان على المسرح العالمي لكرة الصالات في كأس العالم عام 2000 في جواتيمالا، قبل عامين من تحول عضوية البلاد من الاتحاد الآسيوي لكرة القدم إلى الاتحاد الأوروبي للعبة.
في المباراة الافتتاحية للبطولة، خسر الكازاخيون 12-1 أمام البرازيل، وانتهى بهم المطاف إلى الخروج من مرحلة المجموعات.
المدرّب الحالي لمنتخب كازاخستان ريكاردو كاكا وسلفه كاكاو مواطنان برازيليان، ويضم المنتخب العديد من اللاعبين البرازيليين المجنسين.
فقد فاز حارس المرمى ليو هيجيتا، الموهوب بقدميه كما في يديه، بجوائز «فوتسال بلانيت» عن فئته لثلاث سنوات متتالية، أما دوجلاس جونيور، وهو برازيلي مجنّس آخر، يتعبر مهاجماً أساسياً من الطراز الرفيع.
هذان اللاعبان أحضرهما رجل الأعمال الثري كيرات أورازبيكوف الذي أسس نادي كيرات في مدينة ألماتي كبرى مدن كازاخستان، والذي أطلق بعثات استكشافية منتظمة إلى أميركا الجنوبية.
يقول أورازبيكوف «قمنا برعاية مواهبنا البرازيلية هنا في ألماتي، ولم يعرفها أحد في البرازيل، الآن العالم كله يعرفها».
ويشير إلى أن دمجهم إلى جانب التركيز على التدريب المبتكر، أدى إلى «النمو القوي للغاية» للاعبين الكازاخيين المحليين.
أصبح ناديه كيرات عقدة فريق برشلونة في كرة الصالات، حيث تغلب على «البلاوجرانا» في مناسبات عدة، كان آخرها أمام 12 ألف متفرج على ملعب «ألماتي أرينا» في نصف نهائي كأس أوروبا 2019.
اللاعب الأكثر مشاركة مع منتخب كازاخستان وقائد الفريق هو دين-محمّد سليمانوف، وهو لاعب سابق في نادي كيرات ويعمل الآن مدرباً لناد آخر.
في سن التاسعة والثلاثين، شهد معظم نجاحات وانكسارات كرة الصالات الكازاخية.
يقول إنه في السنوات التي أعقبت التحول إلى الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، عانت البلاد من منافسة أقوى من تلك التي كانت في بطولات التصفيات الآسيوية.
كان الإنجاز المهم هو الفوز في تصفيات كأس العالم على البرتغال، القوة الأخرى في كرة الصالات، عام 2015.
ويضيف «شعرنا بتلك القوة الكبيرة، وأنه الآن يمكننا القيام بذلك».
على مستوى المبتدئين، يبدو مستقبل الرياضة مشرقاً أيضاً، وفقاً لأورازبيكوف الذي أشار إلى أن معظم المدارس لديها ملعب كرة قدم صالات خاص بها، لكنه أكد أنه لا يمكن قول الشيء نفسه عن كرة القدم التي تفتقر إلى البنية التحتية.
وأوضح أورازبيكوف أنه «إذا كان لدى سلوفاكيا 1200 ملعب محترف وبلجيكا لديها ثلاثة أضعاف ذلك، فنحن لدينا 50 في أحسن الأحوال، ، لا يمكنك الملاكمة من دون حلبة، ولا يمكنك لعب كرة القدم من دون ملاعب».
