الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

راقص «السامبا» الفرنسي !

راقص «السامبا» الفرنسي !
2 مارس 2021 12:09

عمرو عبيد (القاهرة)
تراجع ريال مدريد إلى المركز الثالث في جدول ترتيب «الليجا»، بعد تعادله أمام سوسيداد في الجولة 25، ليقفز برشلونة إلى مركز «الوصيف» بفارق الأهداف، وعاد الفرنسي زين الدين زيدان للإقرار بمسؤوليته الكاملة عن هذا التعثر الجديد، الذي جعل من فترة الفرنسي الحالية مع «الملكي» تبدو سيئة، مقارنة بالإعجاز الذي حصده في فترته التدريبية الأولى، وبعيداً عن أخطاء إدارة «الميرنجي» في عدم تدعيم الفريق بلاعبين جُدد، وكذلك كثرة الإصابات التي قصمت ظهر «الريال»، فإن زيزو اعتاد التوهج تحت الضغط والظروف الصعبة، وأمام الكبار، وهو ما ينتظره عشاق «الملكي» حول العالم، خلال «ديربي مدريد» القادم، الذي قد يحسم الأمور بصورة كبيرة في صراع القمة الإسبانية.
زيدان يحتاج إلى استعادة سحره القديم، الذي ارتبط دائماً بسماته الشخصية القيادية خلال فترة لعبه مع منتخب فرنسا، ولا يوجد دليل على ذلك، أفضل مما قدمه أمام «سحرة البرازيل» في مناسبتين موندياليتين، حيث يُحسب له قيادة «الديوك» للتتويج بكأس العالم 1998، لأول مرة في التاريخ، بعد تسجيله هدفين برأسه في المباراة النهائية أمام «السليساو»، وهو ما لم يتمكن المهاجم العملاق، رونالدو، من تقديمه آنذاك، وعندما عاد زيزو لمواجهة «راقصي السامبا» مرة أخرى في مونديال 2006، خلال ربع نهائي النسخة الألمانية، قدم سحره الراقص بطريقة مذهلة، لم تتكرر في التاريخ الحديث للبطولة، وخطف كل الأضواء، ولم تصفق الجماهير الحاضرة للمباراة إلا للساحر الفرنسي، الذي لم يكن غريباً أن يُتوّج بلقب أفضل لاعب في البطولة، رغم واقعة النهائي الشهيرة أمام إيطاليا.
وما فعله زيدان أمام البرازيل كان خلاباً بالفعل، فهو صاحب تمريرة هدف الفوز والتأهل، وصانع أغلب هجمات «الديوك» الخطيرة في تلك المباراة، والمثير أن زيزو قام بذلك بسلاسة مدهشة، وهدوء يثير الإعجاب، وبدا مستمتعاً بكل لمسة وتمريرة ومراوغة قدمها في تلك المباراة، ورقص مع «السحرة اللاتينيين» ليجبرهم على الخضوع لمهارته الفذة، ولم يرحم أحدهم على الإطلاق وقتها، راوغ كاكا، وتجاوز رونالدينيو، ومازح رونالدو بكرة «لوب» فوق رأسه، لم يرها «الظاهرة» إلا بعدما تجاوزه المايسترو الفرنسي، وعلى الطرفين أجهد العملاقين، كافو وكارلوس، ومرر الكرات وراوغهم رغماً عن إرادتهم، وأبرزت لقطاته البارعة يومها تجاوزه أكثر من لاعب في وسط الملعب بسهولة غريبة، في أكثر من مرة، وربما يحتاج «زيزو» لهذا الأداء الساحر على المستوى التدريبي الآن، ليعود «الراقص الفرنسي» الذي لقّن البرازيل يوماً، كيف ترقص السامبا!

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©